بقلم د. يحيى الجمل | الاثنين ١٠ نوفمبر ٢٠١٤ -
٠٦:
٠١ م +02:00 EET
المخابرات الإسرائيلية
.. وأقصد هنا ماذا تفعل الدولة العنصرية الصهيونية المسماة إسرائيل فى أفريقيا وبالذات عند منابع النيل- حيث حياة مصر- وماذا نفعل نحن؟
والذى سأكتبه هنا ليس معلومات خاصة، وإنما معلومات وأخبار تداولتها الصحافة المحلية والصحافة العالمية التى تهتم بمنطقة أفريقيا الوسطى ومنابع النيل والعلاقات بين الدولة العبرية والدول العربية، خاصة مصر.
جاء فى تلك الصحف أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية- الموساد- تتجسس على منظمة الوحدة الأفريقية، وأنه يوجد فى كل المرافق الإثيوبية المهمة، من زراعة وصحة وسياحة وهندسة تعدين أو بناء.. إنها كلها يوجد فيها خبراء إسرائيليون، على الأرجح تمّ تدريبهم بأجهزة الموساد، ولكى يقوموا بالعمل المطلوب منهم لصالح الدولة العبرية، بل الأخطر من ذلك كله أنه جاء فى تلك الأنباء أن إسرائيل تحافظ وتؤكد حقها فى حرية الملاحة فى البحر الأحمر بما فى ذلك من خطورة بالغة على قناة السويس نفسها.
وتقول الأنباء وبصراحة إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعمل على بناء قاعدة استخباراتية للتصدى لأى نفوذ عربى، خاصة مصرى فى إثيوبيا.
هذا هو ما تقوم به إسرائيل، وهى تعلم جيدا ما تقوم به، ولماذا تقوم به، وماذا تهدف من ورائه سواء فى المدى القريب أو البعيد.
وقد قلت أكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة إنهم يعرفون جيدا ما يريدون ويخططون له بعلم واقتدار.
على الناحية الأخرى، ماذا نفعل، نحن العرب، وبالذات الدول المحيطة بإسرائيل لنواجه ذلك كله؟!
العراق الذى كان من أكثر الدول العربية قوة وتقدما دمرته السياسات القائمة على المحاصصة الطائفية، بين شيعة وسنة، وبين بعثيين وغير بعثيين، وبين عرب وأكراد، وأدى ذلك كله إلى تحجيم القدرة العراقية التى كانت درعا أساسية فى مواجهة إسرائيل.
وما حدث فى سوريا أكثر فداحة مما حدث فى العراق، وامتدت أوضاع سوريا البائسة إلى لبنان الجميل الذى كان واحة فى قلب الأمة العربية، وكنا نظن أن النظام الديمقراطى- رغم الطائفية- قد تجذّر فى لبنان، فإذا بكل شىء يضطرب، وإذا مؤسسات الدولة تعيش فيما يشبه الفراغ، وإذا كل فريق يهاجم الفريق الآخر أو يتهمه بأنه سبب «الفراغ القاتل» وحتى لبنان الجميل عرف «ذكرى عاشوراء»، وكل هذا العبث الذى لا صلة له بصحيح الدين، وليس له من سبب ولا نتيجة إلّا هزّ كيان هذه الأمة كلها، تمهيدا لهدمها، ولا شك أن ذلك كله يصب أولا وأخيرا فى مصلحة إسرائيل.
ليس هذا فحسب ولكنى أحسب أننا جميعا- معشر العرب- فى عداء مع النظام والمنطق والعقلانية، وهذا الثلاثى هو الذى يقود إلى التخلف وإلى هذه الحياة البائسة التى يعيشها معظم الشعب العربى.
ورغم أن مصر بجيشها وأزهرها وكنيستها مازالت متماسكة، ومازالت هى الدرع الوحيدة فى الوطن العربى، إلاّ أن جهالة الإرهاب والخراب وسوء الإدارة كلها تفتّ فى عضد مصر وقوتها.
حفظ الله مصر من كل سوء.
والله المستعان.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع