الأقباط متحدون | التناقضات المصرية - المصرية بين يوسف زيدان وسيد القمنى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:١٨ | الثلاثاء ١١ مايو ٢٠١٠ | ٣ بشنس ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠١٩ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التناقضات المصرية - المصرية بين يوسف زيدان وسيد القمنى

الثلاثاء ١١ مايو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :  محمد عبد الفتاح السرورى                                      
عندما فاز الأستاذ "سيد القمنى" بجائزة الدولة التقديرية هاجت الدنيا عليه بسبب أراءه  التى يعبر عنها ويكتبها منذ أمد طويل.
رفض الكثيرون إستحقاقه الجائزة وتطاولوا عليه (مثل الكاتب "بلال فضل" )، ولكننا وقفنا معه ندافع عنه، وعن حقه فى التعبير عما يعتنقه من أفكار وأراء تاريخية ودينية .
كان موقف الإسلاميين من فوز الكاتب "سيد القمنى" بالجائزة موقفًا فيه كثير من الحدة والتجاوز، حيث شنت القنوات الفضائية الدينية الإسلامية هجومًا كاسحًا عليه، وأخذ بعض مشايخ هذه الفضائيات على عاتقهم النيل من "سيد القمنى" ومن شخصه، مثلما فعل الشيخ "خالد الجندى" والشيخ "صفوت حجازى" .
 وعلى عكس هذا الموقف إتخذ بعض الكتاب الذين يهتمون بالشأن القبطى موقفًا مؤيدًا لـ "سيد القمنى" ومن أحقيته بالجائزة، وأنه باحث حر ومفكر قدير يبحر فيما لا يستطيع غيره أن يبحر فيه .
فقد أيد كثير من الأقباط فوز "القمنى" بالجائزة وأعلنوا هذا التأييد فى صحفهم وأعمدتهم ومواقعهم الإلكترونية .. ومرت الأيام وظهت فى الأسواق روايه (عزازيل )، للأستاذ  والباحث فى التراث الدكتور (يوسف زيدان )، ونعلم جميعًا موقف الأقباط من هذه الرواية، ومن مؤلفها ، ونعلم جميعًا أن الأقباط على إختلاف توجهاتهم وبما فيهم كبار رجال الكنيسة المصرية رفضوا ما جاء فى رواية "عزازيل" بل واتهموا المانحين لها جائزة "البوكر" العربية  بإتخاذ موقف مناهض للعقيدة المسيحية وأن ما جاء به "يوسف زيدان" فى الرواية، ليس إلا محض إفتراء، وهنا تكمن المفارقة ويبلغ التناقض (المصرى –المصرى ) مبلغًا كبيرًا ويأخذنا إلى مرحلة اللافهم.
 
ليست جائزة "سيد القمنى" أو رواية "عزازيل" هى محل حديثنا، ولكن مقام كلامنا هنا يخص هذه الإزداجية المقيتة التى يتعامل بها الجميع مع الجميع ..

 إن ما يقوله الباحث "سيد القمنى" فى التراث والعقيدة الإسلامية لا يختلف كثيرًا عما كتبه الروائى "يوسف زيدان" فى روايته، وإذا كان الدكتور "يوسف زيدان" يطعن فى العقيدة المسيحية، كما يقول مهاجميه فلماذا إذن رحبوا وأيدوا فوز "سيد القمنى" بجائزة الدوله التقديرية؟ رغم أن كتاباته هى الأخرى تتعارض فى كثير من الأحيان مع الموروث الإسلامى المعروف، بل وأن له من الأراء المعلنة والمكتوبة والتى إستحق الجائزة عنها، ما يرى الكثيرون أنها تتعارض من العقيدة الإسلامية وتطعن فى ثوابت الدين من وجهه نظرهم ..
فلماذا رحبت المواقع الإلكترونية التى تتبنى القضايا القبطية بفوز "سيد القمنى" وكرهوا فوز "يوسف زيدان" بها؟

إذا كان جوهر الإعتراض على فوز "زيدان" بالجائزة  تقوله على العقيدة المسيحية بما لا يليق من وجهه نظرهم، فلقد فعلها من قبل "القمنى" وفرحوا بمنحه الجائزة ...
المفارقة أن الدكتور "يوسف زيدان" سرد فى روايته المرموقة أحداثًا تاريخية حقيقية لا يختلف على حدوثها أحد كالذى حدث لفيلسوفة الأسكندريه (هيباتيا ) والتى قتلها الغوغاء سحلاً بأمر مباشر من البابا "كيرلس عمود الدين"
إن أكثر ما يثير إستيائى فى الشأن المصرى العام، هى هذه الإزدواجية التى يرتع فيها الجميع فى غيبوبة كاملة، وليس أصدق على هذه الإزدواجية من  هذه الحالة من التشنج التى أصابت المجتمع المصرى  بسبب ما يقوله الأب "زكريا بطرس" فى قناة الحياة القبطية وطعنه المباشر فى الدين الإسلامى ، وأن الكثيرين من المسلمين، والفضائيات الإسلامية على رأسهم لم يقبلوا هذه الأراء على الرغم من إننا نعلم جميعًا مدى القبول الذى كان يحظى به المفكر الراحل "أحمد ديدات"، وكم كانت كتبه رائجة، ومناظراته مع القساوسة مشهورة، وكم كان المسلمون يحتفون به وبآراءه فى العقيدة المسيحية، ألا يعد هذا تناقضًا بيننا وإزدواجية فى المعايير.

إن المنهج الذى يتبعه الأب "زكريا بطرس" فى الحوار لا يختلف إطلاقًا عن منهج الشيخ "أحمد ديدات" ، فلماذا إذن يقبل المسلمون المنهج عندما يستخدمه "ديدات" ويرفضون نفس المنهج عندما يستخدمه الأب "زكريا بطرس"؟!! 
ونعود للسؤال الأول لماذا أيد الأقباط فوز "القمنى" بجائزة  الدولة التقديرية  ورفضوا فوز "زيدان" بجائزة البوكر؟  ألا يعد كل ما سبق تناقضًا مع الذات ومع المنطق السوى ؟!!

إذا كان المسلمون من حقهم أن يروا فيما يقوله الأب "زكريا بطرس" جورًا على عقيدتهم ، فمن حق الأقباط أيضا أن يروا فى وجود كتب الشيخ "أحمد ديدات" فى الأسواق، وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب إهانة لدينهم .

وإذا كان بعض الكتاب الأقباط يرون أن الباحث "سيد القمنى" يستحق الجائزة فمن حق غيرهم أيضا أن يرى أن الدكتور "يوسف زيدان" يستحق البوكرعن جدارة هذا إذا  أراد الجميع الحياد والموضوعية، وأنا شخصيًا أعتقد أن لا أحد يريد الحياد ولا الموضوعية، ذلك لأنهما على ما يبدو أجلّ كثيرًا وأرقى من إحتمال عقليتنا الشرقية بشقيها المسيحى والإسلامى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :