الأقباط متحدون - المساندة
أخر تحديث ١٢:٥٠ | الأحد ٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ٣٠ بابة ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المساندة

كنت أفكر طيلة الأيام الماضية ماذا يمكن أن نقدم لبلادنا إلي جانب صلواتنا وأيادينا المرفوعة إلي السماء إلي الإله الحي. إلهنا ومخلصنا ليصنع العدل علي الأرض. وكنت سمعت قصة السيدة روزا باركس الأمريكية صاحبة البشرة السمراء التي استقلت اتوبيسا في أمريكا يوما. وكان القانون آنذاك يحتم علي أصحاب البشرة السوداء ألا يركبوا في أول عشرة مقاعد من الأتوبيس. بل يبدأون من المقعد رقم 11. وإن انتهي أصحاب البشرة البيضاء من العشرة الأوائل يركبون بالتتابع ويقوم الأسود أيا كان سنه أو حالته الصحية من مقعده ليجلس السيد أو السيدة أصحاب البشرة البيضاء عوضا عنه.

وذات يوم بعد أن انتهت السيدة السمراء روزا باركس من عملها الشاق المتعب استقلت الأتوبيس لتعود إلي بيتها. فجلست حسب القانون في المقعد الحادي عشر. وبعد مدة امتلأ الاتوبيس من أصحاب البشرة البيضاء. ثم جاء أحدهم ليركب في المقعد رقم 11 مكان روزا التي كانت مجهدة ومتعبة. بعد يوم شاق جدا. فرفضت أن تقوم من موضعها فجاء السائق الذي كان منوطا به بحكم القانون أن يجعل الأبيض يجلس. فرفضت فهددها السائق والرجل الأبيض باستدعاء الشرطة فأصرت علي الرفض.

جاء رجال الشرطة وأخذوها إلي المحكمة التي حكمت بحبسها لأنها كسرت القانون ولم تحترمه ولم تقف للسيد الأبيض. ودفعت روزا ثمن عدم ترك مكانها بالحبس.

القصه لم تنته. حيث كان حبس روزا مشعلا لفكرة رائعة بان يقاطع السود كل الاتوبيسات تماما. وبالفعل في غضون عام امتنع غالبية السود الكبار والصغار. الشيوخ والنساء والاطفال. عن استخدام الاتوبيسات التي تهدر كرامتهم وتعاملهم بمستوي أدني. وبعد عام وبعد أن أدركت شركة الاتوبيسات حجم الخسائر من فقدان دخل كبير من عدم استخدام أصحاب البشرة السمراء الأتوبيسات. وبعد سلسلة طويلة من المفاوضات بين أصحاب الاتوبيسات وادارتها وبين المساندين السود لروزا الذين رفضوا أي تصالح معهم. ابتدأت تلك الشركة الغاء القانون الذي كان ينص علي التفرقة. وعاد أصحاب البشرة السمراء بكرامة يجلسون في أي مكان في أي وقت دون تفرقة. ومن هنا انطلقت ثورة المساواة في أمريكا التي من نتائجها ان احتل أصحاب البشرة السمراء أسمي الأماكن في الإدارة الأمريكية حتي درجة رئيس البلاد.

انتهت القصة. ورحت أفكر كيف نستفيد من تلك القصة الواقعية المشابهة في أحداثها لما يجري معنا. فتخيلت أن قمنا نحن المصريين بمساندة احدنا الآخر. في أحداث حياتنا اليومية كمثال أعمال البلطجة والاتاوات والاختطاف التي تطلب من المصريين المسلمين والاقباط. وإن كان الأقباط بالاكثر. انه تمت مساندة هولاء المظلومين اعلاميا وانسانيا وشعبيا. هل سيكون لها مردود وتنتهي تلك الاعمال المهينة للإنسانية؟.

وأيضا تخيلت أن رئيس البلاد أعطي أمرا مباشرا لكل مسئول سواء محافظ أو رئيس مدينة أو رئيس حي أو وحدة محلية. بأن لا يكون هناك فقير في دائرة اختصاصه ... واعطاهم مهلة عاما. هل بعد العام سيظل هناك فقير. ولاني أعلم أننا نحب من يعطي أوامر ويتابعها ويجازي عنها بالتقدير او بالتكدير. اننا جميعا نحتاج إلي المساندة لاننا فيما نحن نساند الآخرين نساند انفسنا.

لا تظن انك ان صمتى اليوم ضد الظلم أنه لا يأتي اليك غدا. لا بل تيقن أن سكوتك اليوم معناه انك توافق ان يبتلعك الظالم في الغد. كان السيد المسيح دائما يساند الضعفاء والمظلومين. كان يساندهم ضد ظلم الرومان وبطش الكتبة والفريسين.

هل نسند المحتاجين؟ حمي الله بلادنا من كل شر.
*كاهن كنيسة ماريوحنا المعمدان القوصية أسيوط
نقلا عن الجمهورية


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع