الأقباط متحدون - البابا و الشطرنج!
أخر تحديث ١٧:٠٥ | السبت ٨ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢٩ بابة ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البابا و الشطرنج!

بقلم: بيشوي بولس
هل تحب أن تلعب الشطرنج ؟! حسناً تفعل ، لكن عليك أن تفهم أن المسيحية عكس الشطرنج ! بالطبع أنا لا أقصد الشطرنج كلعبة إنما أقصده كأسلوب حياة! ففي الشطرنج الكل يموت لكي ينقذ الملك، لكن في المسيحية الملك مات لينقذ الكل ! هكذا راعينا و رأس كنيستنا المنظور قداسة البابا يُمِيت نفسه لأجل حياة كل الخراف. 

تَيَمُناً و اقتباساً من ثلاثياته الشهيرة الشيقة ، أكتب عن ثلاثة مواقف حدثت أثناء زيارة قداسة البابا الأخيرة لكندا. ثلاثة مواقف تحمل ثلاث رسائل!
1- التصوير: كان الطابور ممتداً ترى أوله لكن لا يمكن أبداً لعينيك أن تصل إلى نهايته ! لا عجب، فقداسة البابا يسلم على كل فرد من الشعب بنفسه و الكل يريدون التقاط صورة تسجل هذه المناسبة التاريخية! أيضاً الشباب في إصرار يريدون صورة " سيلفي " مع البابا. كل هذا و الابتسامة لم تفارق أبداً وجه قداسته! بل في هدوء شديد راح يبتسم لأحدهم ، ويحيى آخر ، يسمع إقتراحاً من رجل في منتصف العمر ويأخذ بيده طلبة صلاة من إمرأة سبعينية تستند على كتف كنتها ، بل و يلتقط الصورة بنفسه إذا تعثر أحد الشباب في التقاطها بهاتفه المحمول! هذا المشهد الذي تكرر كثيراً أثناء الزيارة يحمل في طياته رسالة حب لكل أفراد الشعب. بابانا يريد ان يقول أنا أحبكم كل واحد باسمه ! أنتم موضوع إهتمامى و صلواتي ،لأجلكم سافرت الأميال وتجاهلت الإرهاق فكل هذا ليس مهماً، المهم هو أنتم يا أولادي!

2- الصغير:  لا أعلم إن كنتم قد لاحظتم هذا لكنه كان يرتعش ارتعاشةً خفيفة ، و كيف لا يفعل وهو يقف أمام بابا الكنيسة و أمام هذا الجمع الغفير من الشعب. عن هذا الطفل الوسيم أتحدث . إنه بالفعل يتقن لحن " بي إهموت غار " لكنه لسبب ما توقف فجأة في منتصفه و اغرورقت عيناه بالدموع وسط ترقب الجميع . لكن البابا في استجابة سريعة ناداه ، احتضنه ، شجعه وراح يحثه على المحاولة مرة أخرى على أن ينشد اللحن معه . هذه المرة نجح الطفل فى انشاد اللحن لنهايته و حصد كثيراً من التصفيق و الإعجاب. الرسالة هذه المرة للخدام . الرسالة تقول : الأطفال مستقبل كنيستنا ، دعونا إذن نُحَوِّل الإنتقاد إلى تشجيع ، فالتشجيع الدائم هو القوة الدافعة المُحَرِّكة للأمام ، وهو وقود المثابرة الذي يحتاجه أبناؤنا للنجاح في طريق حياتهم الممتد والملئ بالمحاولات.

3- التمصير: انظروا، إنه يتحدث عن مصر مرة أخرى! بالحقيقة، كانت عظات البابا مصرية خالصة، كان يتحدث عن مصر دائماً بحماس بالغ في كل مناسبة. وهو حينما يتحدث عن مصر يتحدث بكلمات مليئة بالتفصيل و التقدير . التفصيل عن مشروعات التنمية و التقدير لكل المصريين حكومة وشعباً على جهودهم المخلصة. الرسالة هذه المرة لكل المصريين في الداخل و الخارج، مسلمين و أقباط . رسالة من سفير وطني فوق العادة حملها صوته الملئ بالثقة في مستقبل أفضل ، ثقة نابعة من وعود إلهية بالبركة لشعب مصر ومن صلوات يرفعها باستمرار لأجل خير بلادنا الحبيبة.

وما بين التصوير و ذلك الصغير و التمصير نعجز نحن عن التعبير! شكرأ يا قداسة البابا ليس فقط لتعب محبتكم في هذه الزيارة بل أيضاً لأنكم جعلتمونا نرى رؤى العين مثالاً مختلفاً عن لعبة الشطرنج ، مثالاً لراعى أمين يبذل نفسه ليحيا الجميع. 

بيشوي بولس – كنيسة مارجرجس و القديس يوسف مونتريال - كندا


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter