الله دائما يعمل من خلال الإيمان ، بالطبع الإيمان الحقيقى الذى يجعل الإنسان يرى ما لا يراه من حوله ، وعين الإيمان ليست عند كل الناس بل عند الذين يثقون فى عمل الله معهم ..
 

البابا تواضروس الثانى يشرح لنا عمل النعمة وعمل الله فى حياتنا ، فهو يؤكد أن الله يعطى الإنسان عندما يقول له إنه عمل على قدر جهده ووقته وصحته ويريده أن يكمل وهنا يكون عمل النعمة ، عمل نعمة الله يبدأ مع الشخص الذى يرى بعين الإيمان التى تدفعه للعمل الذى يكمله الله ، كما قال القديس بولس الرسول "أستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى" بنعمة الله العاملة يستطيع الإنسان كل شىء فى المسيح ، المهم أن نعطى الفرصة لعمل الله ،النعمة تحتاج أن يكون الإنسان شغال ووقته محسوب وعمله مستمر طالما لديه القدرة على العمل ، وكل عمل نعمة بالطبع العمل الذى يكون من أجل المسيح شخصيا .

لكن كيف تعمل النعمة فى حياة الإنسان ؟
 

يقول البابا تواضروس النعمة تتكلم فى قلوب البعض لكى ما يصيروا خداما، حيث يدعى الإنسان للخدمة لكى ما يعمل الله من خلاله وإن سقط الإنسان فى خطيئة الذات تبدأ النعمة تنسحب منه ويبدأ يتخبط فى طريق حياته ، وعندما تعمل النعمة فى حياة الخادم تجعله منشغلا وفى حالة حركة وعمل مستمر ويكون هدفه خلاص النفوس ولا يمكن أن تعمل النعمة فى الكسل ، كما أن النعمة تستر ضعفاتنا ولذلك طوبى للإنسان الذى يرى ضعفاته ويطلب من الله أن يستر عليه دائما ، فلولا ستر الله ما كنا تحركنا ولا كنا خدمنا .
 

النعمة تعطى إستجابة فى القلب وتعطى شبعا وأرتواء ، شبع بالله ، فالنفس الشبعانة تدوس العسل ، والنعمة مع العمل الدؤوب تعمل بنمو متدرج....