الأقباط متحدون - خط الدم
أخر تحديث ٠١:٤٥ | السبت ٨ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢٩ بابة ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خط الدم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
يمتد خط الدم بطول طرق مصر، يسيل ولا أحد يوقفه، وفي كل مرة يلعب الجميع دور المفاجئ والمفجوع والمكلوم والمتألم والمندهش والمنزعج والثائر والغضبان، ويثور الكل ثورته ولا نهاية لإراقة الدم على طرق مصر.
 
أصبحت الطرق في مصر ليست أسهل الطرق إلى وصول لهدفك المنشود وإنما للوصول للرفيق الأعلى، بات من الطبيعي أن تطمئن مئات المرات على كل من هو على الطريق إلى أن يصل مراده، يتحرك الملايين على طرق بلادنا حيث حجرة الإعدام الكبرى، جزء منهم يحاولون أن ينجوا بأنفسهم من لقاء ربهم، والحكومات كلها منذ بداية شق الطرق للآن في الغيبوبة، الكارثة ليست فقط في الراحلين عن دنيانا ولكن الباقين بإصاباتهم، فتخلف حوادث الطرق في بلادنا ليس فقط قتلى وإنما أيضاً مصابين ومعاقين، ناهيك عن خراب السيارات وأمثالها، ولا تقل لي الأزمة في القوانين فالأزمة الحقيقية في تنفيذها والقائمين على تطبيقها، أولائك المنتفعين والمتواطئين مع سائقي الميكروباسات وغيرها من أمناء الشرطة حكام مصر الحقيقيين.
 
من لم يمت بالإرهاب مات بحوادث الطرق، هذا بات حالنا، خط الدم يتمدد ويتزايد ويطول امتداده من نقطة لأخرى من سوهاج للبحيرة، ومن أسوان حيث حادثة الصيادين إلى حوادث الطريق بسيناء جنوباً وشمالاً، والحكومات تشاهد وكأن ذلك يحدث في بلاداً غير بلادنا!.
 
لا تقل لي إن أمثالها تقع في الصين والهند وغيرها، فلتنسب حصيلة حوادث الطرق بأكبر بلدين سكاناً في العالم إلى حصيلتها في بلادنا لتعرف أننا نعاني من العيش مع قاتلين نرعاهم ونأويهم، هما الإرهاب وإهمال الطرق واستهتار السائقين وإهمالنا لهم بعدم حسم الشرطة معركتها مع الإرهابيين، وتواطؤ أمناء الشرطة مع سائقي الميكروباس بل وتعاونهم معهم، ما فتح الباب للمزيد من الجرأة على كسر القانون من معظم السائقين الذين لا يرون من ينفذه ويرعاه.
 
كارثة طرق مصر تتجلى أكثر أن دماءها تتفرق بين القبائل، فطرق مصر السريعة والتي بين المحافظات والمدن تقع تحت سيطرة وزارة النقل والطرق الداخلية تختص بها كل محافظة على حدى، والظريف المؤلم في آن واحد أنه إن وقعت حادثة في المنطقة التي تنقلك بين الطريق السريع والطريق الداخلي، لا أحد يسائل من هؤلاء أو أولائك، ويضيع الدم ويبقى خطه يعلم على أسفلت الطريق ويطول ويطول ويبدو أنه لا نهاية له، ما دمنا احترفنا فن العويل والندب والبكاء والتأثر، ولا حياة لمن تنادي فالفساد سيبقى كما هو والتخاذل يزيد ما دامت المنفعة موجودة.
مينا ملاك عازر
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter