بقلم :القس ايمن لويس
  الله محبة .. هو اول ما يتعلمه المسيحي مع بداية تعلمه الكلام !! . انها عماد العلاقة بين الله والانسان . فليس صحيحا ان الله ضار او خير الماكرين او المذل الي اخر هذه الصفات المبتذله !!. الله محب ، هى الوصية الاولي والعظمي التي علينا ان نحفظها ونفهمها ، انها طبيعة الله .
تث 6: 5 . فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.

تث 30: 6 . ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا.
مت 22: 37 . فقال له يسوع: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك.

مر 12: 30 . وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك . هذه هي الوصية الاولى.
لو 10: 27 . فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك.

من لم يعرف ان الله محبه ، فهو لا يعرف الله الحقيقي بل يعرف اله اخر يمنحه هذا اللقب الكريم وهو مدعي وكاذب . جميع الانبياء الحقيقين عرفوا ان الله محبه . هكذا قدم موسي الله لشعبه. ومن نبع هذه المحبة الفياضة كان ارتوائهم وشبعهم . ومن ملء هذه المحبة كانت نبواتهم للبشرية تفيض رحمة وحنان . يقدمون هذا الاله العطوف الرؤف ليختبره الناس هكذا . هذا هو هدف وقصد الكتاب المقدس .

اصدقائي وقرائ الاعزاء .. دعونا نتأمل معا  في اعظم كلمة (المحبة) التي يفيض بها الكتاب المقدس . و لا يعرفها الا من يعرفون الله الحقيقي بيسوع المسيح تجسد المحبة. فإن كان الله فى طبيعته محبة اى لاهوته ، فبذلك يجب ان يكون ايضا الاعلان معبرا عن طبيعة الله وكذلك وصاياه . وحتى يكون الاعلان فى اتساق مع الطبيعة الالهيه . فجاء الرب يسوع الاعلان المتجسد ، ليس متحدثا عن المحبة فحسب ،بل مجسدا لها ومعبرا عنها كنموذج فريد متفرد ، ليكون نبع ترتوى منه البشرية ، ونبراسا تهتدى به الامم . لذلك هو بحق اخر المرسلين وخاتم الانبياء والنبوة

وبخلاصه جاء رحمة للعالمين ، ليس لقبا بل فعلا ، فلم يذكر عنه انه عبث وتولى عندما جاءه الاعمى ، بل اشفق عليه واظهر سلطان لاهوته وفتح اعين العمى ، لم يطمع فى جاه او ملُك وهو ملك الملوك ورب الارباب !!! ، بل كان زاهدا كتب عنه ليس له اين يسند رأسه . لم يأتى بشريعة عقابية يقطع السارق ويرجم الزانية ويهلك القاتل ، وهو الديان ، لكنه جاء بالتوبة والغفران ، ليهدى السارق ويعلم الفاسق العفة ويغير قلب القاسى الجبار لتسكنه الرحمة والحنان . وبهذا يكون صليب المسيح اقوى تعبير عن فعل المحبة "يو 15: 13 . ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه .

لذلك لا يكون مستغربا لمن منطقهم الجهاد ، ويرون ان ازهاق الارواح ترضيه لله ، ينالون عليها المجازاة ، ان يعادون الصليب ويشكك فية بكل السبل ويكرهون كل ما يتعلق بكلمة الصليب "قال أبو داود في (سننه): باب ما جاء في الصليب في الثوب: حدثنا موسى بن إسماعيل: نا أبان: نا يحيى: نا عمران بن حطان، عن عائشة[ ] : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك في بيته شيئاً فيه تصليب إلا قَضَبه " .

صدق قول الرسول بولس "1 كو 1: 18 . فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" . اذا الصليب هو الترجمة العملية لكلمة محبة .. . وكما هو هكذا ينبغى ان يسلك اتباعه . "

اف 5: 2 . واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة . غل 2: 20 . مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في . فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي . اف 5: 25 . ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا    الكنيسة واسلم نفسه لاجلها ، على هذا الاساس تنشأ العلاقة الزوجية وعلى هذا المستوى تكون علاقة الرجل بزوجته .                                                                                                     .
وان كان الله محبة والمسيح هو الاعلان المتجسد للمحبة الالهية اذا فالوحى ايضا غايته وهدفه هو توصيل هذا الاعلان ، اذا فالمحبة للمسيحى هى الطريق الذى ينبغى ان يسير فيه صعودا ، ولا اعتقد انه يوجد من يستطيع ان يقول اننى وصلت الى نهايته ، قد يسبق احدا الاخر فيه الا ان الطريق طويل وليس له نهاية الا بالوصول الى بيت الاب بيت المحبة .