أب عادى، ليس طبيباً ولا متخصصاً، استمع إلى شكوى مدرسة الحضانة من طفله: «يا ريت تودى ابنك لدكتور نفسى، لأن عنده أعراض توحد»، وقع الجملة على الأب كان صادماً، كان يعتبر نظرات طفله الشاردة قلة تركيز، نظراً لصغر سنه، فالطفل أتم عامه الثانى ولم ينطق حرفاً واحداً، مكتفياً بحضن أبيه عن العالم وشاشة التليفزيون وأفلام الكارتون عن متع الأطفال وعالمهم.
حياة جديدة قرر «أمير تادرس» أن يعيشها مع طفله: «قررت وزوجتى أن ابننا مش هيشوف التليفزيون أكتر من نصف ساعة فى اليوم حتى لو اضطرت أنها ماتعملش أكل ولا تروّق البيت ولا تعمل أى حاجة».
«توجيه نظرات العين» كانت هى المرحلة الأولى فى علاج «أوغسطنيوس» الذى بدأه والده دون الرجوع لأطباء: «لعبنا مع بعض اتغير، وطول الوقت كنت أخليه قاعد على رجلى وأحط عينى فى عينه مهما كانت فى أى اتجاه».
التحسّن بدأ تدريجياً وتغيرت حياة الطفل الصغير شيئاً فشيئاً حتى كانت اللحظة الفاصلة بدخول «تيمو» المدرسة.
«الحالة اللى بتوصفها بتقول إن درجة التوحد عند ابنك 30 ودى درجة كبيرة وخطيرة لكن قياس التوحد بيقول أن الدرجة عنده فعلياً دلوقتى 19، أنت نجحت فى علاجه من غير دكاترة ولا أدوية»، كلمات الطبيبة النفسية، أكدت لـ«أمير تادروس» أن ابنه لا يحتاج علاجاً: «استخرت ربنا وندرت ندر لمارى جرجس أن لو ابنى تخطى مرحلة المدرسة وعقبة التواصل مع مدرسيه هادبح خروف كل سنة»، 31 أكتوبر هو تاريخ انتهاء المعاناة، حيث الخطة التى وضعها الأب: «من يومها ولحد دلوقتى، 11 سنة ابنى من أشطر الأولاد فى المدرسة وكل سنة بيطلع من الأوائل.. أنا عالجت ابنى بالحب».