الأقباط متحدون - هل هناك بنود سرية مع إسرائيل تمنعنا من تعمير سيناء؟
أخر تحديث ٢٠:٠٤ | الاثنين ٣ نوفمبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش٢٤ | العدد ٣٣٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل هناك بنود سرية مع إسرائيل تمنعنا من تعمير سيناء؟


يبدأ هذه الأيام الحديث عن سيناء، وذلك لسبب واضح تماماً وهو ما تشهده سيناء من أعمال إرهابية تستهدف فى الأساس إسقاط هيبة الدولة وجيش الوطن. السبب الثانى هو أن شهر أكتوبر هو موسم الحديث عن سيناء فى ذكرى انتصارات أكتوبر. وأنا سأتحدث اليوم عن سيناء مشاركة منى فى الاحتفالات، ولكن بشكل مختلف، وأعتبر أن الحديث عن سيناء بشكل مختلف هو شكل من أشكال التقدير للشهداء الذين دفعوا حياتهم دفاعا عن هذا الوطن، والحديث بشكل مختلف بهدف حدوث تغيير حقيقى فى مصر وفى سيناء كجزء أصيل من جسد الوطن هو شكل من أشكال التعزية.

أذكر أن أحد الأصدقاء سألنى منذ فترة قصيرة «هل هناك بنود سرية التزمت بها مصر فى معاهدة كامب ديفيد تحد من حريتها فى الاستثمار والتنمية فى سيناء؟»، كانت إجابتى وفق ما أعلم بالنفى القاطع، ولكن استدرك الصديق متسائلا: «لماذا لم يتم التعامل مع سيناء كما أكدت الحكومات المتعاقبة منذ تحريرها باستهداف تحقيق التنمية الحقيقية فيها، وجعلها امتدادا للوادى، ومعالجة الخلل السكانى الواضح فيها بتسكين جزء من أهل الوادى فيها؟ ولماذا لا يتم الاعتناء بتطويرها سياحيا عدا شرم الشيخ؟ ولماذا لم يتم تنفيذ إقامة القرى فيها، ولماذا لم يستكمل خط السكة الحديد بها؟ ولماذا لم يتم وضع خطة واضحة لزراعة كل الممكن زراعته فيها؟ ولماذا لم تصل المياه إليها بشكل كامل رغم الخطط السابقة الخاصة بترعة الإسماعيلية وتعديل مسارها أو إقامة ترعة السلام؟».

هذه التساؤلات خلقت الشك مرة أخرى فى نفسى ودفعتنى للتساؤل حول مدى وجود بنود سرية تمنع مصر من ذلك ودفعنى هذا الشك لأن أسأل أصدقاء أثق فى علمهم وقدرتهم على حسم الشك حول ما إذا كان هناك ما يمنع مصر من ذلك فأكدوا لى بشكل قاطع حرية مصر الكاملة فى التعامل مع سيناء، فهى أرض مصرية ملك للمصريين وليس لأحد شبر فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذه الإجابة تتفق مع ما أنا مقتنع به قبل أن تثير تساؤلات صديقى الشكوك، وبالفعل زالت الشكوك وتأكدت قناعتى، ولكن ثارت التساؤلات محلها: لماذا لم نفعل ما كان ينبغى أن نفعل؟ لماذا توفقنا عند حدود الغناء لعودة سيناء ولم نكمل ما بدأناه من خطوات سابقة؟ لماذا لا تكتمل الجمل التى نبدأها بشكل رائع ونقف فى وسط الجملة، ولا نكملها لنبدأ جملة جديدة.

هنا لا أنكر ما حدث على أرض سيناء من مشروعات مهمة ومحاولات جادة، ولكن ينبغى هنا أن نسأل: هل هذا يكفى؟ بدأنا فى مشروعات لتأكيد اتصال الأرض المصرية جميعها: سيناء بالوادى، ولكن هل هذا يفى بالغرض؟ من المسؤول عن عدم استكمال خط السكك الحديدية الذى سرقت قضبان الجزء الذى بدأنا به ثم توقفنا، من المسؤول عن عدم استكمال البنية الأساسية بالمناطق السياحية الأخرى فى سيناء غير شرم الشيخ؟ لماذا لم يتم تنفيذ مشروعات المطارات التى سبق الإشارة إليها؟ من المسؤول عن عدم تنفيذ مشروع استصلاح ٤٠٠ ألف فدان وضعت هدفا منذ المرحلة الأولى من تحرير سيناء، وفى أى درج من الأدراج يرقد مشروع إنشاء ٤٠٠ قرية فى سيناء؟

إذا أردنا محاربة الإرهاب من جذوره فالحل هو تغيير المناخ الذى يترعرع فيه ويجد مؤيدين من بين أبناء المنطقة بسبب الحاجة أو اتقاء شر هذه الجماعات الإرهابية. تغيير المناخ المحيط يبدأ بالاعتراف بأن لدينا مشكلة وأننا لم نعمل على حلها وأن نبدأ باتباع الأساليب العلمية.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع