شهدت جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، أمس، عودة مظاهرات الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى تحت شعار «أسبوع الجامعة للطلاب»، للتنديد بما سموه التضييق الأمنى وفصل الطلاب، وسط استمرار تأمين الجامعة من قبل الأمن الإدارى وأفراد شركة فالكون، فيما ألقت الشرطة القبض على عدد منهم بجامعة عين شمس بعد توزيع بيانات تحريضية ضد الجيش، وكثفت قوات الشرطة العسكرية من وجودها فى محيط جامعة حلوان، تحسباً لاندلاع أعمال شغب أو عنف.
تظاهر العشرات من طلاب الجماعة فى جامعة القاهرة، وذلك للمطالبة بعودة الطلاب المفصولين، والإفراج عن زملائهم المحبوسين على ذمة اتهامات بممارسة العنف والشغب، ونددوا بوجود شركة فالكون، وووعدوا بطردها من الجامعات، وانتشرت عناصر ملثمة فى مقدمة المسيرة، واعتلى بعضهم مبانى الجامعة. وردد الطلاب هتافات مناهضة للجيش والشرطة، كما رفعوا إشارات «رابعة» أمام قبة الجامعة، فيما شدد الأمن الإدارى من وجوده على أبواب الجامعة، وأغلق باب المبنى الرئيس للجامعة.
من جانبهم شكل أفراد الأمن الإدارى كردوناً حول المسيرة، لمنع وقوع احتكاكات بينها وبين الطلاب والمؤيدين للجيش والرئيس عبدالفتاح السيسى، وانتشر الأفراد أعلى سلالم مبنى إدارة الجامعة، ووضعوا الحواجز الحديدية أمامهم لمنع عبور أحد، وأغلقوا جميع بوابات المبنى، عدا باب صغير لدخول وخروج الموظفين، حيث منعوا الطلاب من التظاهر أمام المبنى. ووقعت مشادات كلامية بين طلاب الجماعة والطلبة المستقلين بعد رفع طلاب الجماعة شعارات رابعة مقابل إشارة النصر التى رفعها زملاؤهم.
من ناحية أخرى، أرجأ منظمو الوقفة الداعمة للجيش والرئيس فى مواجهة الإرهاب، والتى كان مقررا إقامتها أمام كلية دار العلوم، بسبب مظاهرات الجماعة، وقال المنظمون إن القرار جاء تحسباً لوقوع احتكاكات بين الطرفين وعدم منح الجامعة فرصة إحداث أعمال عنف. وتمركزت تشكيلات أمنية كبيرة تابعة لمديرية أمن الجيزة، بميدان النهضة، ومحيط الجامعة لتأمين المبنى.
وفى جامعة عين شمس نظم العشرات من طلاب الجماعة مسيرة انطلقت من أمام البوابة الرئيسية للجامعة، بنفس المطالب السابقة، وطافوا أرجاء الحرم الجامعى. ووزع طلاب الجماعة بيانات معادية للجيش على الطلاب خلال تظاهراتهم، للتنديد بإخلاء الشريط الحدودى فى مدينة رفح.
وفرق أفراد الشرطة المسيرة، حيث هرب المشاركون إلى داخل مبنى كلية العلوم، وذلك بعد إطلاق الشرطة طلقات تحذيرية، لتفريقهم وتمكن أفراد الشرطة من القبض على عدد من الطلاب المتظاهرين أثناء وجودهم أمام كلية الحاسبات.
من جانبهم كثف الأمن الإدارى والأمن الخاص بشركة فالكون من وجودهم أمام بوابات الجامعة، حيث يجرى تفتيش حقائب الطلاب وجميع السيارات، بما فيها سيارات أعضاء هيئة التدريس لمنع دخول أى أسلحة أو ألعاب نارية من شأنها تعطيل الدراسة أو إلحاق الضرر بالطلاب أو المنشآت الجامعية.
وفى جامعة حلوان نظمت حركة شباب ٦ إبريل وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعى تحت شعار «الجامعة وطن الثورة»، وذلك للمطالبة بعودة الطلاب المفصولين، والمطالبة بممارسة السياسة داخل الحرم. ووزع طلاب الحركة، خلال الوقفة، بيانا ينتقد ما سموه «التشويه والتنكيل»، الذى يتعرض له أبناء الحركة الطلابية وردد الطلاب هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وأقام طُلاب الجماعة معرضاً أمام مدرج ٧ بالصور للتنديد بالأزمات الخاصة بغلاء الأسعار وانقطاع التيار الكهربائى المستمر، وفور الانتهاء من هذا المعرض نظم طلاب الجماعة مسيرة تحت شعار «عسكروا جامعتنا»، انطلقت من أمام مبنى كلية الآداب للتنديد بتأمين الجامعة من قبل القوات المسلحة. ومن جانبها ظهرت قوات تابعة للشرطة العسكرية بمحيط الجامعة، وذلك لتأمينها تزامنا مع مظاهرات طلاب الجماعة وتمركزت قوات الأمن المركزى بجوار الباب الفرعى للجامعة.
وفى المحافظات تظاهر العشرات من طلاب الإخوان بجامعة الأزهر فرع تفهنا الأشراف بالدقهلية، أمس، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين تم القبض عليهم، واحتجاجاً على دخول الشرطة الحرم الجامعى، ووقعت مشادات بينهم وبين عدد من العاملين بالجامعة. وأعلن الطلاب عن رفضهم إلقاء القبض على الطالب عيسى صالح عبدالرازق، بكلية الشريعة والقانون، وشقيقه من منزلهما، أمس الأول، وطالبوا بالإفراج عنهما.
من ناحية أخرى، قرر وائل مهدى، مدير نيابة أول المنصورة، بإشراف المستشار إيهاب الحسنى، المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية، حبس الدكتور محمد سعد عبدالخالق، أستاذ مساعد قسم الكيمياء بكلية الطب، و٦ طلاب ١٥ يوماً على ذمة التحقيقات، بتهمة حرق المبنى الإدارى لحرس جامعة المنصورة بالمولوتوف وحيازة ألعاب نارية وأسلحة بيضاء.
وفى المنوفية، نظم طلاب الإخوان بكلية الهندسة بشبين الكوم سلسلة بشرية، احتجاجاً على إحالة ١٢ من زملائهم للتحقيق، ووزع عدد منهم بياناً، طالبوا فيه الإدارة بالتراجع عن القرار، الذى وصفوه بـ«العشوائى»، ودعم التعبير السلمى للطلاب داخل الجامعة.