+ قداسة البابا : الأنبا اثناسيوس كان أمينًا في حياته وتعب كثيرًا من أجل راحة الآخرين.
+ الأنبا غبريال : الأنبا اثناسيوس كان عظيمًا محبًا وديعًا متواضعًا.
+ القمص فرنسيس فريد : كان كلامه مبادئ وتوجيهاته منهجا وحياته مدرسة جامعة شاملة.
+ القمص باخوم عطية : كان يأمل أن يكون في كل مدينة مدرسة لتعليم اللغات.
تحقيق - جرجس وهيب
تحتفل مطرانية بني سويف يوم 16 نوفمبر الجاري بالعيد الثالث عشر لنياحة الأنبا اثناسيوس الثاني مطران بني سويف والبهنسا.
وفي إطار جهود صحيفة الأقباط متحدون الإلكترونية لتعريف الأجيال الجديدة التي لم تعاصر أحد عظماء الكنيسة القبطية، نحاول إلقاء الضوء علي جانب من حياة الأنبا اثناسيوس المتنيح من خلال هذا التحقيق والذي يتكون من عدة أجزاء.
يعد المتنيح الأنبا أثناسيوس الثاني مطران بني سويف والبهنسا في الفترة من 1962 وحتي 2000 واحد من عملاقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة، والذي عاش طوال فترة حبريته والتي امتدت لأكثر من 38 عامًا أيقونة حب وعطاء وشمعة تحترق من أجل أن تضيء لكل من حولها ويقدم الحب للجميع.
وكان له بالإضافة إلي صفاته الروحية العديدة بعد نظر ورؤية مستقبلية ثاقبة فوضع حجر الأساس لعشرات المشروعات والتي وضح أهميتها بعد ذلك بسنوات طويلة من بينها بيت الطلبة والطالبات ودار المسنين ودار لإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة ومدرسة سان مارك وسوف نعرض لها بتركيز في الجزء الثاني من الموضوع
وولد الأنبا اثناسيوس بمدينة المحلة الكبرى في 2 مايو عام 1923 من أسرة كهنوتية معروفة باسم عائلة القسيس ورسم شماسا عام 1932 وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل علي ليسانس الآداب عام 1944 قسم اللغة الانجليزية وبكالوريوس التربية وعلم النفس عام 1952 من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وعمل مدرسا للغة الانجليزية بأسوان في الفترة من 1944 وحتي 1947 ثم عمل مدرسا بالتعليم الثانوي من عام 1947 وحتي الرهبنة وحصل علي بكالوريوس العلوم اللاهوتية من الكلية الاكليركيه بالقاهرة عام 1953 وقام بتدريس العهد الجديد في الكلية الاكليركية عام 1954.
وسيم راهبًا في 7/9/1958 في دير السريان العامر بوادي النطرون باسم الأب مكاريوس السرياني بيد المتنيح الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير، ثم نال درجة قس ثم قمص وصار أمينا للدير وفي عام 1962 عينة البابا كيرلس نائبا باباويًا علي بني سويف بعد نياحة مطرانها الأنبا اثناسيوس الكبير وفي 9/9/1962 سيم أسقفًا لبني سويف والبهنسا بيد قداسة البابا كيرلس السادس.
وفي عام 1978 قام قداسة البابا شنودة الثالث بترقيته لرتبة مطران وكتب المتنيح الأنبا اثناسيوس العديد من الكتب في تفسير العهد الجديد وعين سكرتيرا للمجمع المقدس وعضوا دائما عاملا بمجلس الكنائس العالمي.
وأيضًا مجلس كنائس الشرق الأوسط لمدة 30 عامًا وخلف نيافة الأنبا صموئيل في إدارة أسقفية الخدمات في الفترة من 1981 وحتي 1985 واختير عضوا في الوفد القبطي للمؤتمر العالمي للمسيحيين في فلسطين.
ونال جائزة العمل الاجتماعي وعدة أوسمة من دول مختلفة من بينها اثوبيا بيد الإمبراطور هيلاسلاسي وجاهد مع مرض السرطان لعدة سنوات وتنيح في صباح الخميس الموافق 16/11/2000 ورأس الصلاة علي جثمانه الطاهر المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وبحضور 45 من الآباء المطارنة والأساقفة والمئات من الكهنة وعشرات الآلاف من أبناء الشعب القبطي.
وقال عنه المتنيح قداسة البابا خلال الصلاة علي جثمانه الطاهرة:
أن الأنبا اثناسيوس كان رجلاً نشيطًا في الخدمة إلي حد بعيد ولعل كثير من الأسر في بني سويف يتذكرون كيف سار وراء النعش لموتاهم مسافات طويلة وهو مجامل للناس في كل مكان وهو أيضًا محب ويحترم الكهنوت ومعاملته للأباء الكهنة، كانت معاملة طيبة جدًا وكان يسافر من قرية لقرية ومن مدينة لمدينة ولا يكل إطلاقًا من التعب والمرض ليفتقد شعبة وأبناءه.
والأنبا أثناسيوس كان أمينًا في حياته وتعب كثيرًا في حياته من أجل راحة الآخرين.
وقال عنه الأنبا غبريال أسقف بني سويف:
أن الأنبا اثناسيوس كان له دور بارز في إثراء الكنيسة بالمؤلفات الروحية ونشر أفكار جديدة وروح جديدة في الخدمة من خلال مدارس الأحد ولقاءات الشباب والمؤتمرات الروحية ومراكز الرياضة الروحية، هذا فضلاً عن مجالات أخري في خدمة التنمية لكل فروعها وخدمة الأسرة فقد كان الرجل عظيمًا محبًا وديعًا متواضعًا ويعيش في إنكار كامل للذات وكان يتعامل بكل إتضاع وأبوه حانية للجميع.
وقال القمص فرنسيس فريد وكيل مطرانيه بني سويف:
أن الحديث عن العظماء لا ينتهي والكلام لا يفي حق هذا الرجل الإنسان والمطران القديس، وكان كلامه مبادئ وعظاته وتوجيهاته منهجا وحياته مدرسة جامعة شاملة كان يعالج المواقف بطول أناة وكان له بعد نظر عجيب وكان يري الحاضر بعين المستقبل ويري المستقبل بعين الحاضر.
وكان بهمة النفس أكثر من الشيء وكان يعالج الأمور بطريقة مغايرة تحترم إنسانية الإنسان ولا يتعجل في الحكم علي أي إنسان بل ينظر إلي الأعماق وكان يشجع القدرات الخاصة لكل إنسان وكان له علاقة خاصة بالسيدة العذراء والبابا مكاريوس (114) والبابا كيرلس السادس وأبونا عبد المسيح المناهري، وكان يحدثهم ويتحاور معهم.
وفي الأيام الأخيرة من مرضه في المستشفي أغمض عينية وابتسم ابتسامة عريضة ورفع يداه الاثنان وتحدث بصوت خافت وسمعناه يقول تعالوا بعد يومين وأشار بإصبعه الاثنين وبعد اليومين كانت النياحة.
وقال القمص باخوم عطية راعي كنيسة مار جرجس بالمرماح:
أن الأنبا اثناسيوس كان بسيطًا ومتواضعًا في ملبسه واكلة وشربة وأيضًا في تصرفاته وكان يحسن التصرف ولا سيما في الأوقات الصعبة وكان يحب الطقوس ويشرحها، كان يقول دائمًا أريد طقسًا حيًا ومشبعًا للناس وكان يأمل أن يكون في كل مدينة مدرسة لتعليم اللغات وأقام العديد من المستوصفات والمستشفيات وأرسل القوافل الصحية للقرى وكان يحب وطنه من كل قلبه مشاركا في كل المناسبات الوطنية وقال ذات مرة لقد طفت معظم دول العالم لم أجد أجمل من مصر.