الأحد ٢ نوفمبر ٢٠١٤ -
١٥:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم نسيم عبيد عوض
قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه فى لقائه معهم قبل الصليب مباشرة " تعلمون حيث انا أذهب وتعلمون " الطريق". قال له توما يا سيد لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر ان نعرف الطريق. قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة.ليس احد يأتى الى الآب الا بى. لو كنتم قد عرفتمونى لعرفتم ابى أيضا.ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه." يو14: 4- 7" ‘ويمكن القول بان إجابة الرب يسوع على سؤال توما فيها الإجابة الكاملة لسؤاله ‘ ولكن لا نتعجل ونقول نعم ‘ فقد جاء فيلبس بعد كلام الرب مباشرة وسأله " ياسيد أرنا الآب وكفانا." وبالفعل فالشغل الشاغل للبشرية كلها ‘ وكل حكمائها وفلاسفتها ومتصوفوها ‘ كل همهم معرفة طريق الله أو الطريق الى الله ‘ ولمدة القرن الأول الميلادى ظل العالم يلقب المؤمنون المسيحيين بشيعة "الطريق"‘ كما ورد فى سفر أعمال الرسل " ففى بحث شاول الطرسوسى عن المؤمنين المسيحيين ليقودهم للهلاك قال عنهم الكتاب" اناسا من الطريق"اع9: 2‘ وأيضا فى 16: 25" كان هذا خبيرافى طريق الرب ..." وفى 19 : 23" وحدث فى ذلك الوقت شغب ليس بقليل بسبب هذا الطريق." وقالها بولس الرسول عندما كان يقدم نفسه" واضطهدت هذا "الطريق "حتى الموت .."أع 22: 4‘ وظل هذا اسمهم حتى دعى التلاميذ مسيحيين فى انطاكية أولا.أع11: 26.
ولا يجب أن يفهم بان الطريق يخص المسيحيين فقط ‘ ولكنه هدف كل البشرية الوحيد للسماء ‘ وللباحثين عن ملكوت الله ‘ عن خلاص النفس فى اليوم الأخير ‘ وللجميع المشاركين فى السباق الأبدى نحو جعالة السماء . وللتأمل فى طريق الله يحتاج الأمر الى كتب وكتب ‘ لأن طريقه هو الكتاب المقدس كله ‘ هو كل رسائل الأنبياء والرسل والمبشرين وحتى نهاية الأيام لأن الهدف هو خلاص النفوس ‘ ووضعها على طريق الله حتى تصعد الى الله فى سماه لترث الحياة الأبدية التى وعد بها المؤمنين به. فما أكتبه ليس إلا نقطة مياة من بحر عميق:
طريق الله هو الحياة معه ‘ فعندما خلق الله آدم وحواء ليكونا أول البشرية التى ستعيش معه للأبد ‘علمهم وصيته كقول الكتاب " واخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن ليعملها ويحفظها. واوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. وأما من شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لانك يوم تأكل منها موتا تموت."تك2: 15-17‘ وعصى آدم وصية الرب الإله فنال عقوبته الموت الروحى ‘ وعندما فسد البشر على الأرض وزاغوا يقول الكتاب " ورأى الرب ان شر الانسان قد كثر فى الأرض. وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم. فحزن الرب انه عمل الانسان فى الارض وتأسف فى قلبه .فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذى خلقته."تك6: 5-7‘ فأغرق الرب الارض ومن عليها بطوفان المياه ولم ينجو ويتوب من البشر إلا نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم ‘ ولكن الله كان قد قرر" فقال الرب لا يدين روحى فى الانسان الى الأبد ."تك6: 3‘ ومن هنا ورث البشر أولا الموت ثانيا الخطية وثالثا الفساد الجسدى. وبدأالله مع شعب بنى إسرائيل الذين أخرجهم من أرض مصر ‘ من أرض العبودية الى أرض وعدهم بأنها تفيض لبنا وعسلا وهى أرض كنعان أرض الموعد والمرموز بها للسكنى مع الله فى السماء‘ وأوصاهم أيضا وهم على مشارف الدخول اليها بوصاياه" انظر. قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير والموت والشر.بما انى اوصيك اليوم ان تحب الرب الهك وتسلك فى طرقه وتحفظ وصاياه وفرائضه واحكامه لكى تحيا وتنمو ويباركك الرب الهك فى الارض التى انت داخل اليها لكى تمتلكها.فان انصرف قلبك ولم تسمع بل غويت وسجدت لآلهة اخرى وعبدتها. فانى انبئك اليوم انكم اليوم انكم لا محالة تهلكون.لا تطيل الايام على الأرض التى انت عابر الأردن لكى تدخلها وتمتلكها. أشهد عليكم اليوم السماء والأرض .قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة فأختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. اذ تحب الرب الهك وتسمع لصوته وتلتصق به لأن هو حياتك..."تث 30: 15-20. ولآلاف السنين ضل البشر طريق الله ‘ ووجدوا لأنفسهم طريقا لآلهة من خشب ونحاس وفضة وذهب ‘وعبدوا النجوم والكواكب ‘ ووصلت البشرية الى اقصى درجات الإنحلال الأخلاقى والدينى ‘ حتى جاء ملء الزمان كقول الكتاب" ولكن لماجاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس.ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى"غل4:4. وقبل ان ندخل الى تفاصيل العهد الجديد عهد النعمة والحق ‘ نتدارس لماذا ضل البشرالطريق الى الله قبل مجيئ المخلص المسيا المنتظر الذى أنار الطريق لكى نسلك فيها ‘ونجدها لأسباب عديدة وهى نفسها الطريق الى الله :
1- الإيمان بالله : والإيمان هوالثقة بما يرجى والإيمان بأمور لا ترى عب11: 1 ‘ وقبل آدم كلام ابليس ولم يؤمن بكلام الله ‘ وصدق كلام الحية للمرأة لن تموتا .بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر.:تك3: 5‘ ولما لم يؤمنا بكلام الله سقطوا وسقطت البشرية كلها معهم‘ ولهذا قال الرب لمرثا " إن آمنت ترين مجد الله."يو11: 40‘ ولأن طريق الله هو الحياة مع الله ‘ ولأنه" هو الطريق والحق والحياة وأيضا هو القيامة والحياة قال " من آمن بى ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد."فآمنت مرثا وقالت" انا قد آمنت انك انت المسيح ابن الله الآتى الى العالم."يو11: 25-27. والإيمان بالله له سبيل معين من الله كقوله لنيقيديموس" الحق الحق أقول لك ان كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله." والعمل لهذا " ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. يو3:3و5 (المعمودية ) وهذا هو الميلاد الثانى الذى يجعلنا خليقة جديدة وذوى طبيعة جديدة ‘وكوصيته للتلاميذ" من آمن وأعتمد خلص .ومن لم يؤمن يدن. مر16: 16.
2- محبة الله : ولأن الإيمان بالله هو الإيمان العامل بالمحبة ‘ أى الإيمان النابع من محبة الله ‘فتكون أول وصايا الإيمان بالله هو" تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك."لو10: 27‘ " لأن الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه."1يو4: 16‘ و" كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله . فان هذه هى محبة الله ان نحفظ وصاياه ." 1يو5: 1-3.
3- طاعة وصايا الله : لأن الله نور فعدم طاعته يقذف بنا الى الظلمة ‘ولا خلطة بين النور والظلمة ‘ ولأن الله نور وليس فيه ظلمة البتة.ان قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا فى الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق."1يو1: 5و6 ‘ فمعصية الله وعدم طاعته تحرمنا من الشركة معه وتعمينا الخطية عن رؤية نوره وتدخلنا بنا فى ظلمة ابليس‘ فكما ان معصية الله تسحب من تحت أقدامنا الطريق ‘ فطاعة وصاياه تثبتنا على طريق الله‘ وحفظ وصايا الله التى نطيعها هى ضرورة لترسخ بأقدامنا فى طريق الله " وبهذا نعرف اننا قد عرفناه ان حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه.واما من حفظ كلمته فحقا فى هذا قد تكملت محبة الله . بهذا نعرف اننا فيه."1يو2: 3-5. ووصية الطاعة لها تقديس بالروح كقول القديس بطرس الرسول فى رسالته الأولى 1: 2 " تقديس الروح للطاعة."
والإيمان بالله ومحبته وطاعة وصاياه من نعم الله علينا ومن هباته ‘ " لأنكم بالنعمة انتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. لأننا نحن عمله مخلوقون فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها."أف2: 8-10 . أمين .
ولكن كيف نستمر ونسلك فينار لنا الطريق فى طاعة الحق ونثبت فى طريقه ‘ هذا ماسنتحدث عنه فى مقال لاحق إذا شاء الرب وعشنا.