السبت ١ نوفمبر ٢٠١٤ -
٣٣:
٠٩ م +02:00 EET
رحله العائله المقدسة الى مصر كمنتج سياحى
كتب : نادر محمد المانيا
تتفاعل الكنيسة القبطيه فى ظل حبريه قداسة البابا المعظم تاوضروس الثانى بإيجابية مع السياسه العامة للدوله وتعضدها، حيث وضح ذلك فى دور البابا فى سرد الأحوال السياسية فى مصرمن خلال زيارات قداستة حول العالم وشرحه لتحسن موقف المسيحيين فى مصر بعد ثورة 30 يونيو2013، التى اطاحت بالإسلاميين من سدة الحكم بالرغم مما عاناه الاقباط ودفعوا ثمناً باهظاً من أجل تحرير مصر من قبضة الفاشية الدينية الحاكمة فى ذلك الوقت.
يقوم قداسة البابا أيضاً بالترويج للسياحة المصرية فى الخارج وبخاصة السياحة الدينية المسيحية، خاصة بعد الإفتتاح الرسمى الذى عقد فى 21 أكتوبر 2014 بالمتحف القبطى بالقاهرة بمشاركة العديد من الشخصيات الدولية والمحلية بناء على دعوة السيد وزير السياحة هشام زعزوع.
فعلى هامش زيارة قداستة الحاليه الى موسكو دعا قداستة السياح الروس لزيارة الاماكن المسيحية المقدسة بمصر، وتحدث كثيراً عن الأرث الثقافى المسيحى لمصر وتاريح كنيسة الأسكندريه العريق، كما إلتقى قداستة بالأستاذة ناهد حنا المستشار السياحى بالسفارة المصريه بموسكو والتى حثت قداستة على إصدار توجيهات لأساقفة المهجر للترويج للمنتج السياحى الخاص برحلة العائلة المقدسة الى مصر وذلك عن طريق قيام الأباء الأساقفة والمطارنه بعمل دعاية سياحية الى مصر على نهج قداستة بين رجال السياسه والإعلام ومتخذى القرار بالدول التى يخدمون بها. ومما يذكر أن السيدة ناهد حنا قد قامت بمبادره فرديه للترويج لهذا المنتج السياحى كأداة دفاعية لتقديم صوره مغايرة لمصر عن ما يعرض بالإعلام الصهيونى بالغرب من وضع صوره ذهنية لمصر كدوله ذات أغلبية إرهابية مثلها مثل أفغانستان وتصدر الإسلاميين للمشهد السياسى فى مصر.
جائت هذة الفكره للرد على الهجومالسلبى المتواصل فى الإعلام الروسى وعلى سبيل المثال للرد على لقاءات وبرامج توك شو للسيد / ايفجينى ستانوفسكى YevgenySatanovskyالرئيس السابق للمجلس اليهوديالروسي ومدير معهد دراسات الشرق الأوسط . وهو شخص ذو حضور إعلامى كبير وذو تأثير واضح على الرأى العام الروسى وتلقى برامجه ومقالاته وتحليلاته السياسة وأحاديئة الإذاعية جماهيرية واسعة النطاق فى روسيا وعلى نطاق دولى أيضاً، وكان هذا الشخص يروج بأنة أصبح أغلب المصريين منتمين لجماعة الاخوان المسلمين المتطرفةوالمتحكمين فى إقتصاد مصر، وأن المصريين فى حاله حرب اهلية ويوجد فتن طائفية مستمرة بالبلاد وأنه بعد الانتهاء من تلك الحروب والفتن سيكون الهدف القادم الإعتداء على السياح القادمين وبخاصة الروس لزيارة مصر.
والجدير بالذكر أن الفتاوى الشاذة التى إستشرت فى مصر فى تلك الفترة على لسان شيوخ الوهابيةكان لها دور كبير فى إثراء تلك الأراء التى يزعمها ويروج لها، خاصة التى تتعلق بهدم الأهرامات وتغطية أوجه التماثيل بالشمع وقصر الشواطىء على العائلات ومنع شرب الخمور ووضع ضوابط جديده للملبس خاصة بالسياح والى غيرها من خزعبلات الإسلاميين.
بدأت حملة المكتب السياحى بموسكو عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، بعقد محاضرات عن مصر المسيحية وبخاصة شرح للاماكن المدرجة برحلة العائله المقدسة الى مصر، كانت هذة المحاضرات بالاتفاق مع العديد من المنظمات والهيئات الدينية المسيحية والأكاديمية بدول الإتحاد السوفيتى السابق مثل اتحاد الكنائس الانجيلية بروسيا الإتحادية والكنيسة الكاثوليكية بدولة كازخستان ومعهد القديس تيخون للدراسات المسيحية ومتحف الأيقونات الروسية وجامعة العلوم الإنسانية بموسكو.
تضمن برنامج هذة الفعاليات عقد محاضرة قصيرة وشرح من المستشارة السياحية عن رحلة العائلة الى مصر، ثم عرض تقديمى عن تاريخ الألحان التى عاشت 2000 عام فى مصر قدمها المهندس / جورج كيرلس مؤسس " فرقة دافيد" للألحان والترانيم القبطية ، حيث قدمت الفرقة عروض للموسيقي والألحان الكنسية القبطية التى ابهرت جميع الحاضرين ونالت إستحسانهم. ويعد هذا الدمج بين العروض التقديمية والعروض الموسيقية هوا ما أثرى الرسالة والمردود من عقد هذة الفعاليات.
مما يذكر أن العائلة المقدسة ( الطفل يسوع وأمة مريم والقديس يوسف النجار) أتوا الى مصر هروباً من بطش هيرودس ملك اليهود الذى كان يريد قتل المسيح الطفل، فهربوا الى مصر كملاذ وملجأ ومكثوا بها مايذيد على 3 أعوام طبقاً لأحدى البرديات المحفوظة بجامعة كولونيا بألمانيا. وقد قطعوا خلال رحلتهم مسافة تذيد عن 3500 كيلو متر وتوقفوا بعدد 25 محطة بدءاً من رفح وإنتهاءاً بأسيوط. أهم هذة المحطات المذكورة والتى لجأت إليها العائلة المقدسة مرتين فى رحلة الذهاب الى جنوب مصربراً وفى طريقهم الى العودة للأراضى المقدسة عن طريق النيل، هى منطقة مصر القديمة وتحديداً مغارة كنيسة أبى سرجة . وطبقاً للتقليد القبطى فأن تلك المحطات مذكورة تفصيلاً فى مخطوط للأنبا ثاؤفيلوس البطريرك الثالث والعشرين ( 384 – 412 م ) مدون بة ظهور للسيدة العذراء مريم لقداستة فى رؤيا حيث ظهرت له السيدة العذراء مريم فى المنام وأخبرتة بمواقع تلك المحطات.
وأثناء إحتفالية الإفتتاج الرسمى لمنتج العائلة المقدسة صرح السيد الوزير / هشام زعزوع بأن المرحله الأولى من هذا المشروع سوف تشمل عدد 7 مواقع لمسار العائلة المقدسة وهى ( كنيسة العذراء بالزيتون ( منطقة المطرية ) - كنيسة القديس أبى سرجة بمصر القديمة – كنيسة السيدة العذراء بالمعادى – أديرة وادى النطرون – كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بمحافظة المنيا –دير درنكة بأسيوط -الدير المحرق بأسيوط )، كمأ أضاف سيادة الوزير بأن هذا المشروع سوف يكون له تأثير على تطوير عدة مناطق نائية بالبلاد من الناحية الإقتصادية ، ومن ناحية تطوير البنية التحتية السياحية فضلا عن جذب شريحة جديدة من الأسواق المصدرة للسياحة الى مصر وبالتالى إضافة الى أعداد إجمالى التدفق السياحى من هذة الدول.