القمص أثناسيوس چورچ.
لوقا الطبيب أحد السبعين رسولاً، كان طبيبًا شهيرًا في أنطاكية وكتب البشارة المسماة بإسمه، والتي تعتبر البشارة الثالثة أغنى الأناجيل وأكبرها حجمًا... اختصت بتاريخ منشأ ونمو الكنيسة بكل عبادتها وتقاليدها، وقد ورد أيضًا في إنجيله التسلسل التاريخي لاستعلان ملكوت الله؛ بحاسة تاريخية مقدسة تعبر عن عمل الله في محيط الإنسان، مؤرخًا للمسيح وللخلاص بثقافة بديعة.
كذلك صارت بشارته مرجعًا رئيسيًا بلاهوتها وتاريخها وتقليدها الرسولي لكل العالم. كتب بشارته لكي يكمل ما كتب؛ وينشر المعرفة الإنجيلية الصحيحة، وأعلن ما يتحتم استعلانه بدافع من الروح القدس، الذﻱ اختاره ليكمل عمل كثيرين سبقوه في إنجيله المكين...
كذلك كتابته لسفر أعمال الرسل المفعم بالحكمة المسيحية والتعليم الصحيح فيما هو للروح القدس. دُعي إنجيله "إنجيل الصداقة الإلهية" كما دُعي بالإنجيل المسكوني؛ بكونه يمثل دعوة للبشرية كلها للمسيح المخلص والصديق.. كذلك اعتبر أن الأناجيل الأربعة هي "الكلام الأول" الخاص بأعمال السيد وتعليمه، أما سفر الأعمال الذﻱ كتبه فهو تكملة لهذا الكلام... فما ابتدأ به الرب حين كان حاضرًا بالجسد على أرضنا؛ يكمله الآن بروحه القدوس "إنجيل الروح القدس" وحضوره السرﻱ في وسط كنيسته الناشئه الفقيرة الغنية المقدسة، مكتوبًا في سفر إنجيل أعمال حية تشهد عن حضوره عاملًا متكلمًا بالمعزﻱ الآخر في هذا الانجيل الخامس. بعض المؤرخين اللاهوتيين يعتبرون لوقا الإنجيلي قدم تأريخًا للخلاص والوعد واستعلان تدبير الثالوث..
كذلك جاءت كتابته لسفر الأعمال مكملة للإنجيل، فكشف في أنجيله عمق قوة عمل الخلاص في خدمة المسيح، وكشف في سفر الأعمال كيف تمسكت الكنيسة بقوة الخلاص من يد الرب وامتدت تنادﻱ به بالروح .
ولوقا الإنجيلي أول مؤرخ مسيحي كتب قصة ملهمة بالروح عن نشأة الكنيسة، حملت قوة وعظمة البداية المسيحية، وحجر الزاوية الذﻱ يربط بين أسفار العهد الجديد "الأناجيل والأعمال" اتسمت بدقة فحص جرّاح لا تخطئ عينُهُ الملاحظة كطبيب وكمؤرخ سجّل أفخر قصة لرسمة؛ تجرﻱ خيوطها الذهبية لأيقونة الخلاص الجميل وأعمال الروح القدس التي ستكتمل بمجيء الرب على السحاب ليختم زمان كنيسته وحينئذ يكون قد أكمل.
ارتبط بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية، وجال معه في رحلات تبشيرية، وقد دعاه الرسول بولس ب "الطبيب الحبيب" (كو ٤ : ١٤) كما دعاه بالعامل معه.
وقد اشتهر بفنه كرسام وصارت الأيقونة التي رسمها للعذراء الملكة حاملة السيد الرب، علامة في فن الأيقونة المسيحي. استشهد مصلوبًا في عمر يناهز سن الرابعة والثمانين.. بركة سيرته العطرة تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.