الأقباط متحدون - نبنى ونحارب ونغنى
أخر تحديث ١٩:٥٨ | السبت ١ نوفمبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش٢٢ | العدد ٣٣٧٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نبنى ونحارب ونغنى

مفيد فوزى
مفيد فوزى

ثلاثية «النون» نبنى ونحارب ونغنى، شعار هذه اللحظة الراهنة، واللحظات القادمة من جوف الزمن.

ــ ١ ــ أظن وإن كان ظنى يقينا، أن مصر تبنى الآن «قواعد المجد» بسواعد رجالها السُمر، لقد أقسمنا على البناء بالقرآن والإنجيل، بساحة المسجد وهيكل الكنيسة، بالآذان والأجراس، يحمل القسم طهارة دم الشهداء، والتصميم على الثأر الآن وليس غداً، ولما كانت «الصلاة مفتاح السماء، دعونا إلى الله أن يحمى مصر من اليد الآثمة، والأصابع الملوثة والعقول المفخخة بالشر (يا رب لا تدخلنا فى تجربة ونجينا من الشرير.. آمين).

ــ ٢ ــ نبنى مصر بالهمة والعزم الأكيد، وندحر الإحباط ونهزم اليأس، ومثلما بنينا بالأمس الأهرام وحفرنا قناة، نبنى اليوم هرماً من العزة، أحجاره من الكرامة والكبرياء، يشهد على أننا نعلو على أفعال الخسة والجبن ونتجاوزها، مهما كان الثمن إلى آفاق أرحب، تبدو مصر فيها كالعروس بطرحة بيضاء الأمل، وثوب مطرز بحبات التصميم وترتر الإرادة وحول رقبتها عين زرقاء تدرأ عنها الحسد والحقد الأسود. نبنى صرحاً عالياً كالبرج العالى رأسه فى السماء وقدماه غائرتان فى طمى نيل مصر، ونحفر قناة جديدة تلوح لنا برخاء قادم، وجمعت المليارات من جيوب المصريين لأنها وثقت بحاكم مصرى غيور على مصر، يحفر (قناة) جديدة لا (يبيع) قناتنا لغرباء يوم كنا محكومين بعدد من التجار الشطار، يسرقون الكحل من العيون. حاكم مصر يقف احتراما للسلام الجمهورى، وقد يتمتم بنشيدها القومى، ويخفق قلبه لعلم مصر، لا حاكم قال مرشده (طظ فى مصر)، وإمامه قطب قال (الوطن حفنة تراب لا قيمة لها) ومرجعيته تنظيم دولى يمنحه (المصروف) كل صباح لأنه فى السياسة ببنطلون قصير.

إن كل خطوة تخطوها مصر نحو النماء، وتركب بساط الريح نحو التقدم يقابلها (حقد أسود) يترجم إلى تمويل ويجسد فى مذابح إرهاب. هناك رغبة لسحق مصر وسجنها فى زنزانة التخلف، وتركيعها وكعبلتها وتعويقها وإفقارها وإظلامها وعزلها عن العالم وإسقاطها وإنزال أعلامها من فوق الصوارى.. من المستفيد؟ هم: ١ ــ الدولة النذل أمريكا. ٢ ــ أوروبا التى تشكل أموال الإخوان عصب اقتصادها. ٣ ــ قطر الممول الأعظم. ٤ ــ السلطة التركية الأردوغانية. ٥ ــ التنظيم الدولى للإخوان. ٦ ــ إخوان مصر من المتعاطفين والنائمين فى الذرة وبين الشقوق، وبعض أجهزة الدولة. ٧ ــ الخونة الذين يرتدون أقنعة ويظنون أنه لا أحد يعرفهم مثل (مخبر البوليس) القديم الذى يظن أنه أخفى نفسه فى جلبابه، وفوقه جاكيت، وعلى وجهه نظارة، والكل يعرفه.

هل رأيتم حجم العداء لمصر والمصريين؟ إذ إنها لم تكن جلسة حماسية أن يقول رئيس مصر الرصين (إن الإرهاب مدعم من الخارج) إنه رجل مخابرات، والمعلومة عنده «خبزه اليومى» لا يقول كلاماً مرسلاً.

ــ ٣ ــ يستحق الإرهاب الأسود (الشكر!!!) على ما فعل.

١ ــ أيقظنا من حالة استرخاء تعترينا عقب إرهاق السنين حتى تهاجمنا كارثة توقظنا وتنبه حواسنا، وتشحن مولدات الحذر والاحتياط.

٢ ــ تعيد لنا (نوبة صحيان) من النوم، حيث نميل بعد المعارك إلى قيلولة.

وهذا يفسر موجة النفس القصير، ونحن بحاجة إلى تمويل للنفس الطويل، فهو عتاد المعارك ومؤنة الأيام، فالعدو (نهاز فرص) يتسلل من أنفاق النفس القصير.

٣ ــ استطاعت (اللحظة الراهنة) أن تفعل شبه معجزة حين توحدت القوى السياسية فى مصر، ونبذت الخلافات وتسامت على جزئيات التفاصيل الصغيرة، وصنعت حائطاً أسمنتياً يقف خلف معركة (الوجود)، هى ظهيره فى كل خطوة حتى نبيد عنكبوتا فوق الجدران.

٤ ــ مازلت أذكر عبارة تسكن رأسى، سمعتها فى حوار لى أذيع مع (أبوغزالة) يقول (الحرب تعلم الحرب)، وقد شرحها أبوغزالة بأن الحروب (تخضع لاحتياجات ومتطلبات تغيير الخطط والآلة الحربية)، ونحن فى حرب ضروس مع عدو محترف يريد إلغاء مصر من فوق خريطة العالم، فلابد من مواجهة بحجم ما تتطلب المعركة، وأنا أقرأ (مانشيت) يتكرر كل ٣ أيام مرة (الأباتشى فى الطريق)، ولا أعرف حقاً نية الأمريكان الحقيقية تجاه مصر، ولا أعرف هل ضلت الأباتشى طريقها وهى قادمة، ولا أعرف مدى صدق الوعد الأمريكى فإن الأباتشى فى السكة؟.

٥ ــ إذا اغتالوا ــ بخسة ــ جنودنا فليسوا بقادرين على اغتيال (روح مصر) من الضرورى حشد العالم معنا، فنحن لا نعيش وحدنا على الكرة الأرضية، لابد من شهادة (العالم الحر) رغم أن العالم تحكمه مصالحه، ولكن أهمية (عيون العالم وآذانه) توضح وتعلن ما تفعله جماعة فى سيناء ضد الشرائع وضد الدين، وضد حقوق الإنسان. وحسناً تعظيم دور القضاء العسكرى فى حسم قضايا متهمين وخونة، وربما مرتزقة أمام القاضى العسكرى ــ شأن الحروب ـ بدلا من تسكع القضايا بين أروقة المحاكم ورد قضاتها أحيانا. إنها (قبضة حقيقية) ليس فيها طعم الطبطبة. ومنذ متى كانت معارك الوجود فيها طبطبة؟

٦ ــ فى حربنا ضد (الغدر الممنهج المدعم من الخارج) لابد أن ننظر إلى الداخل بعيون مفتوحة كأنما عدسات التصوير الضخمة، لا بد من إعادة (مسح) لمصر بحثاً عن (فيروس) إيبولا الأخونة، فالشقوق الأمنية والجامعية ودواوين الدول مليئة بالمتعاطفين الذين قد يساعدون بالمعلومات، وعند كلمة المعلومات أتوقف وأعود إلى حوارى مع أبوغزالة، إنه يرى أن المعلومات سلاح مهم فى الحروب، بدءا من حرب الاستنزاف إلى الحروب المدججة بالسلاح. إن المعلومات قد تصل للقتلة عبر منزوع الضمير، والقابض حفنة دولارات، كم أخطأنا يوم كنا نلجأ إلى الحل الأمنى فى سيناء. زرعنا (الحقد) بدلا من الذرة، وحصدنا حقداً لا ذرة، ولما كانت الثرثرة والكلام من طباعنا وعاداتنا، فقد تصل المعلومة (مقشرة) إلى القتلة، لابد من النظر إلى الداخل بعيون فاحصة لا تخدعنا المظاهر. لابد من رصد التحركات المشبوهة، فقد تنقل عربة موتى شحنة سلاح، وقد تخفى سيارة إسعاف (ملثمين مسلحين)، إن تعاون المجتمعات المدنية الوثيق مع أجهزة أمننا يحبط المؤامرات، ويكشف الشر، فلا وقت للبكاء أو اللطم أو الدعاء على العدو.. من المهم أن نقف جميعا وراء جيشنا وشرطتنا.. نساندهم بقوتنا الناعمة، الفن، الذى زرع عبدالناصر فى الوجدان، الفن الذى يتربص لـ«كيد المعتدى».

ــ ٤ ــ السيسى «الغاضب»، لم أكن قد رأيت من قبل ملامح الغضب القانى تكسو وجه الرئيس بهذه الكيفية، وهو يتحدث لنا بين رجاله، كنت أراه من قبل (يواسى) أبناء وأمهات الشهداء بود ولطف، ولم تغب ابتسامته، كان يقبل رؤوس الآباء، وهم يبكون الضنى الغالى، لكنى لم أره يعتصر من الداخل حزناً وألماً، لم أره بهذا الصمود وهو يقول إن معركتنا، معركة وجود، أى (إما نكون أو لا نكون)، كان يعرف أن الحرب ليست طائرات تدك أوكاراً للإرهاب فى مسالك سيناء الوعرة، كان يعرف أن الحرب ليست مجرد طلقات مدافع وإخلاء بيوت مواطنين، ونسف أماكن إيواء القتلة بقدر ما هى حرب على الشائعات التى يختلقها العدو صوتاً وصورة، وإعلام خارجى (مضلل) بفتح اللام (ومضلل) بكسر اللام، وقوف مصر خلف السيسى الغاضب أكبر سلاح معنوى يحارب به الخفافيش.. كل مصرى هو جندى حتى إشعار آخر.

ــ ٥ ــ نحن نبنى مصراً جديدة وقناة جديدة ومجتمعاً علمياً جديداً، نحن نأخذ تحت الشمس المكان والمكانة، نحن نحارب إرهاباً كالفيروسات تتطور وتتمحور أشكاله، إن دك أوكاره مهمة رجال بواسل، أقسموا على تطهير هذه البقعة من الدنس منذ داستها نعالهم.

ورغم أننا نبنى ونحارب ويسقط منا شهداء، فنحن (نغنى) والغناء هنا ليس بالقصائد الوطنية والآلات النحاسية، بل بالحياة الطبيعية فى المعمل والمسرح والمصنع وفصل المدرسة، ومدرج الجامعة، وقاعة المحكمة، وقسم الشرطة.. تمضى الحياة كشروق الشمس ونتحرش بالأمل دون تجهم، نقف كإعلام حرب لا سوداوية ولا سخرية ولا شق صفوف.. نفرح ليرحل سرب الحزن، نبتهج وعقيدتنا النصر.. ونحلق بجسارة بجناحى نسر.. نبنى، لأننا من سلالة بناة الأهرامات ونحارب.. لأننا من سلالة أحمس.. ونغنى لأننا من سلالة سيد درويش.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع