بقلم: مايكل دانيال
جميعنا شاهدنا ما حدث يوم الجمعه 24 من اكتوبر الجاري من عمليات ارهابيه في سيناء الحبيبه ، راح ضحيتها 26 من افراد القوات المسلحة و اصيب حوالي 27 أخرين ..
هذا الحادث لم يكن الاول من نوعه حيث كان قبله ثلاث حوادث كبري مشابهه في رفح بسيناء ، راح ضحيتها مئات من زهرة شباب الوطن خلال السنوات الثلاثه الاخيرة !
و رغم أنني قررت الابتعاد قدر الامكان عن الكتابه السياسية في مقالاتي المنشوره في هذا العمود الاسبوعي الخاص بي علي صفحات جريدة الاقباط متحدون ، و دائماً ما تعودت ان احتفظ برأيي لنفسي في كل ما يخص السياسة ، ألا انني كسرت القاعدة هذه المره و شعرت بحاجة ملحة الي كتابه هذا المقال ، و ما دفعني الي كسر هذه القاعدة و الكتابه عن هذا الحادث تحديداً و ما تبعه هو كثرة اللغو و الجدل الذي أثير بعد هذه المذبحة .
كانت هناك تصريحات نٌسبت الي رئاسة مجلس الوزراء تقضي بتهجير بعض المدن الحدودية - مؤقتاً - تمهيداً لتمشيط تلك المناطق عسكرياً لدحر البؤر الارهابيه المختبئه في نطاق تلك المدن ، تبع ذلك حديثاً و لغطاُ من بعض من اسموا نفسهم بالحقوقيين و الذين أثاروا عاصفة هائلة أستناداُ علي المادة رقم 63 من الدستور المصري و التي تنص علي " حظر التهجير القسرى التعسفى للمواطنين بجميع صوره وأشكاله، ومخالفة ذلك جريمة لاتسقط بالتقادم" !! فهل سيكون هناك جريمة بالفعل في حال تنفيذ هذا القرار ، و بألاساس هل هذا نوع من انواع التهجير القسري للمواطنين !!
علي الهامش :
لن ينكر احد ان ما يحدث في سيناء هو شيء شديد الخطورة ، و لا يمكن فصله عن جميع الاحداث سواء زمنياً بما سبق او ما سيحدث ، ولا جغرافياً بكل ما حولنا ، حيث يوجد هناك ترابط هائل بين ما يحدث في جميع دول الشرق الاوسط و ما يحدث الان في سيناء الحبيبه .
و الهدف ألاسمي لمنفذي مثل تلك العمليات هو أسقاط مصر في دوامات من العنف مع العمل علي اضعاف و تشتيت الجيش الوحيد المتبقي في المنطقه العربيه بأكملها و هو الجيش المصري !!
و جميعنا نتابع ما يحدث في سوريا و العراق و فلسطين و ليبيا ، و خصوصاً بعد اعلان انشاء الدوله الاسلاميه في العراق و الشام (داعش) و مقدار العنف المفرط الذي نشاهدة من مقاتليها !!!
و اعتقد - و هو رأيي الشخصي - ان اجراءات التهجير المؤقت المتوقع تنفيذها قريباً هي الحل الامثل لتمشيط تلك المناطق و تخليصها من الارهابيين و هي ايضاً فرصة كبيرة لهدم عدد ليس بالقليل من الانفاق التي تستخدم في تسلل ارهابين الي داخل حدودنا عن طريقها الي جانب تهريب جانب كبير من الاسلحة التي تٌستخدم في تنفيذ عمليات أرهابية و اعتقد ايضاً ان القرار لا يمس بالدستور لانه تهجير ليس قسرياً و ليس بسبب اضطهاد عرقي او ديني او ما شابه ، بل هو محاوله لحمايه حدودنا و شبابنا من غدر جماعات لا تريد سوي الخراب لمصر ، و أعتقد ان اي رافض للقرار اما منتفع من عمليات تهريب السلع والاسلحة عبر تلك الانفاق او هو صاحب مصلحة بحسب أجنده خاصة ، و بما أنني اكره التعميم ، فاننا سنجد من يتحدث أنسانياً عن تلك الاسرو التي سيتم تهجيرها ، و انا متفق معه تماما و لكن .. هل هناك حل بديل !!!!!
و هل بعد كل هذة العمليات الارهابيه التي تحدث ضد جنودنا ، نجد من يتشدق بألفاظ و مسميات رنانه ضد الجيش بل و ينعت المساندين للرئيس و لجيشنا الوطني بــ (عبيد البيادة) رغم ان الجيش هو الذي يعمل علي درء الخطر عنا جميعاً !!
هل سنظل نستمع الي كل هذا اللغط دون ان يتحدث أحدهم عن من يقتلون من افراد القوات المسلحة سوي بالقليل الممتزج بدموع التماسيح و هو يكُمل حديث متقن للنيل من الجيش و دون ان يعطي حلاً جزرياً لكل ما يحدث من عنف و أرهاب !!!
سؤال هام جداً :
في الاساس من هم افراد القوات المسلحة ؟؟
أليسوا هم أنا و انتم .. !!
أليس من يٌقتلون هم خيره شبابنا !! ، أذا كان الحال كذلك فلماذا يعيق البعض خطط قواتنا المسلحة للثأر ممن قتلوا اولادنا بدم بارد !!!!
اعتقد ان الحال سيختلف لو كان احد المصابين هو شقيق لاحد الحقوقيين الذين صدعونا ليل نهار علي الفضائيات بالحديث دون تقديم حلول قد تفيد بالفعل !!
نقطة و من اول السطر :
البعض يحاول كثيراً النيل من هيبة الدوله و رئيسها ، و يتمنون احتراق البلاد لأثبات ان وجهه نظرهم هي الاصح ، و لكن لكل هؤلاء اقول :
كفاكم عبثاً فلن تستطيعوا مهما حاولتم .. لأن مصر ستظل باقيه ابداً بشموخ كما كانت دوماً .