مينا ملاك عازر
وداعاً لهذا االشهر العظيم الذي تسفك فيه الدماء لتحرير الأرض وللإبقاء عليها ولمكافحة الكفار مدعي التدين، وداعاً يا شهر البطولة والرجولة والأمومة الباذلة، وداعاً نلقاك بعد عام متمنين أن تكن ظروفنا أفضل، فنحسن الاحتفال بك، والاحتفاء بمناسباتك الخاصة والعامة الرائعة
ليتنا نكون على قدر مهابتك وهيبتك، ليتنا حينها نكون قادرين على أن نوفي أهل السويس حقهم في عيد محافظتهم، ولا نسفك في يوم عيدهم المزيد من الدماء، ليتنا نكون قد أنهينا على الإرهابيين حقاً وليس كما تدعي بعض المصادر في بعض الأوقات.
شهر أكتوبر مر بأعياد أفرع القوات المسلحة بحرية وطيران، ولكن رائحة الدماء لم تزل تُزكم الأنوف، تذكرنا أننا حررنا الأرض ولكن لم نعطها حقها، صحيح لو كنا أرقنا على أرض سيناء الماء منذ البدء في تحريرها منذ أكثر من أربعين عاماً ما أُريقت على أرضها الدماء، محاولة في استردادها، يؤسفني أن نحاكم مبارك على أثمان فيلل، وتجديدات في القصور الرئاسية، وبيع الغاز، واحتمالية قتل المتظاهرين ولا نحاكمه على هدر ثروات سيناء
وثروات سيناء وحدها تكفي لإعدامه إذ ليست ثروات معدنية ولا طبيعية ولا سياحية فقط وإنما أيضاً ثروات بشرية تسبب إهدارها في إراقة دماء جنود كثيرين، وترعرع الفكر التكفيري الإرهابي ليس في ربوعها فقط وإنما في قلوب كثيرين من شعب لم يتعلم، يتحمل مسؤولية ذلك مبارك رغم أنف المُدعين.
نعم مبارك بطل عسكري، وقائد محترم، لكنه أخفق ويستحق الحساب، وبطولاته لا تعفيه من الحساب، ولا تضعه في منأى عن المحاكمة لتلك التهم، وليقل لنا من معه عن أداء الواجب المدني كما أداه واجباً عسكرياً.
اختلاط دماء مسيحيو مصر ومسلميها في التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف كامين كرم القواديس لدلالة قاطعة باترة لكل من له عقل على أن الإرهاب أعمى، والمصريين يحبون بلادهم قدر تدينهم، وأن الدينين في صحيحهما يحضان على حب الوطن وفدائه، والتضحة ليبق حراً أبياً، هل يستطيع أحد دون النظر في هوية الشهداء والمصابين أن يفرق جثة شهيد مسيحي من جثة أخرى لشهيد مسلم؟ هل فرقت الأرض بين دماء مسيحي وأخرى لمسلم، هذا لأننا في الأصل بشر، فهل يفهم شر البشر؟
المختصر المفيد أشوفكم الشهر الجاي، وهو أجمل شهور السنة حيث الخريف، وأتمنى أن تكن الدماء المراقة فقط دماء التكفيريين الكفار.