عرض/ سامية عياد
"رأس الحكمة مخافة الرب ومعرفة القدوس فهم" ، هكذا قال سليمان الحكيم فمخافة الله رأس وبداية الحكمة والمسيرة الصحيحة مع الله وهى التى تقودنا فى الطريق الروحى حتى نصل الى محبة الله لنعيش بالفضلتين معا مخافة الله ومحبة الله ..
يحدثنا نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان عن فضيلة التقوى التى تعنى مخافة الله قائلا : نخاف الله ونحبه كأب حنون وليس كسيد جبار وهذا هو كمال الحياة الروحية ، مخافة الله إذا دخلت قلب المؤمن طردت عنه كل ظلمة الجهل وعلمته كل الفضائل والحكم ، وهى بداية رحلة التدين السليم وحياة القداسة والصلاح، ويظل الإنسان فى حياة المخافة حتى يصل الى محبة حقيقية لله وعلاقة عميقة معه ولنأخذ مثال القديس الأنبا أنطونيوس الذى بعد أن توثقت صلته بالله وتعمقت شركته معه قال لأولاده "يا أولادى أنا لا أخاف الله فقالوا له ما هذا الكلام الصعب يا أبانا؟ فرد قائلا: لأنى أحبه" ، فالمحبة الكاملة تطرد الخوف الى خارج.
والإنسان التقى هو الإنسان الروحانى المتدين الذى يتردد على بيت الله للعبادة والتناول من الأسرار المقدسة ، وهو الذى يقف فى تخشع للصلاة وعبادة الله وهو الإنسان الطيب الذى يحب الله ويعبده ببساطة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء، وهو ايضا الإنسان الذى يحترم ويوقر كل مقدسات الكنيسة أصوامها وصلواتها وكهنوتها وأعيادها وأسرارها وعبادتها .
هيا نعيش جميعا فى مخافة الله فهى بمثابة النور الذى يطرد الظلمة ، هى التى تنقصنا فى هذا العالم فمن يعرف مخافة الله يذوق محبة الله ومن يعرف محبة الله يعرف محبة الآخرين ويتعلم فضائل عديدة......