بقلم : مينا ملاك عازر
نشرت جريدة الوطن خبراً مفاداه أن ثمت مفاجأة كشفتها التحقيقات في حادث كامين القواديس فى الشيخ زويد، بسيناء الإرهابى - والذي تم يوم الجمعة الماضي- تتمثل فى تورط ضابط سابق فى القوات المسلحة، يدعى «هــ. ع»، فى العملية وكان قد فُصل من الخدمة عام 2009، وهذا في حد ذاته يقودني لما كنت قد ناقشت فيه ضيفي الكريم في برنامج لسعات الحلقة الماضية، الأستاذ محمد السباعي، من أنه قد يكون الجيش مُخترق هو الآخر كما أن الداخلية مخترقة، وليس بالضرورة الاختراق هنا يكون من ضباط حاليين، وإنما من الممكن يكون من ضباط سابقين يعرفون ويدركون طبيعة الوضع في سيناء. ومن ثم، فلا داعي لنفي هذا، وحتى إن صدقنا أن انتماء اللواء المسؤول عن شعبة التحريات في المخابرات الحربية للإخوان، وسلمنا بأن تحالفه معهم إبان انتخابات مجلس الشعب، كان من باب لعبة السياسة، فهذا لا ينفي مطلقاً أنه قد سبق وألقي القبض على فرد من أفراد وحدة الدفاع الجوي تواطء مع الإخوان وعمل لمصلحتهم، ونعود لما نشرته الزميلة الوطن ولما جاء على لسان مصادرها حيث قالت إن المتهم سافر إلى سوريا بعد فصله من الخدمة، وعاد مرة أخرى فى أثناء حكم محمد مرسي الرئيس المعزول، إلى هنا نتوقف، فمسألة السفر هذه لسوريا في تلك الآونة حين تم فصله لم يكن منها داعي، إذ لم تكن ما عُرف بالثورة السورية قد بدأت، إذ بدأت بعد ثورة يناير بشهرين تقريباً ولم يكن تشكلت التنظيمات الإرهابية الداعشية وغيرها، إلا إذا كان سفره في إطار مخطط لتدريب تلك التنظيمات وتنظيمها أو التجهيز لذلك، ما يعني أن الثورة بسوريا كان مخطط لها منذ زمن بعيد، وهو ما قد يشكك في نقاء باقي ثورات الربيع العربي بالتالي،
مع احترامنا للجميع، ومرة أخرى نعود لما تقوله مصادر جريدة الوطن، حيث قالت على الضابط إياه أنه ظل يتنقل بين سيناء والقاهرة والسلوم، مشيرة إلى أن المتهم تورط فى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، الفترة الماضية، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية، ومذبحة الفرافرة، وتفجيرات مديرية أمن القاهرة. وأشارت إلى أن الجهات الأمنية أجرت تحقيقات سابقة مع زوجة المتهم، لأكثر من مرة، بالتنسيق مع المخابرات الحربية، لافتاً إلى أن أجهزة الأمن تكثف تحرياتها وجهودها للقبض عليه. هل استفزك ما استفزني من أن أجهزة الأمن تكثف جهودها الآن للقبض عليه بعد أن نفذ كل هذه العمليات، بعد أن تنقل في مصر من غربها لشرقها كما جاء على لسان المصدر!؟ هل استفزك أن مِستر إكس هذا ضلع في محاولة اغتيال وزير الداخلية وكمين الفرافرة وغيرها حتى هذه العملية ولم يتمكن أحد من الوصول له طوال أكثر من خمسة عشر شهراً!؟ ثم ألا يستوقفك ويدفعك للتساؤل هو مش منفذي مذبحة الفرافرة أُعلِن أنهم تم تصفيتهم في منطقة بالقرب من السويس. هما إيه ما بينتهوش؟ مش كان مؤتمر صحفي كبير لوزير الداخلية وقال كذا وكذا ثم من أين لهم رصده وهو يتنقل من هنا لهنا ولم يقبض عليه ويكتفون برصده.
وتابعت المصادر: «المتهم رُصد بالتعاون مع عدد من الإرهابيين، موقع كمين كرم القواديس، جنوب الشيخ زويد، لفترة طويلة، تقترب من شهر، للترتيب للعملية»، وهنا تبدو المأساة الحقيقية فنحن إما بصدد مصادر تضحك علينا وتضحك على الصحفي ناشر الخبر مع كامل احترامي له أم أن المصادر صادقة وتكون الكارثة أعظم. فكيف لهم أن يعرفوا بعد يومين من الحادث أن هذا الضابط ومن معه قد راقبوا الكمين لمدة شهر؟ كيف عرفوا بهذه السرعة والدقة. وأين كانت هذه الحرفية والدقة لمدة شهر، والكمين مراقب ولا يدري أحد وأين كان الكمين ويقظته؟ وهو مراقب لا يدري، أعود مرة أخرى لما ورد على لسان المصادر التي لفتت النظر إلى أن المتهمين كانوا يرتدون ملابس عسكرية أثناء تنفيذ العملية، وفقاً لأحد المصابين، وأنهم حاولوا خطف جثث الجنود. لم يدهشني ارتداء المنفذين للعملية ملابس عسكرية، فلقد تم ضبط كميات كبيرة من أقمشة الملابس العسكرية ومصانع تصنيعها داخل مصر، ولكن ما يستفزني حقاً أنهم حاولوا خطف جثث بعض الجنود، ما يعني أنهم إما كانت لديهم النية في التمثيل بتلك الجثث أو المقايدة عليها ومساومة جيشنا عليها وهو ما يعني ثقة زائدة منهم لو صدقت المصادر أو عدم وجود ما يمنعهم وقد تقول لي إنهم فقط حاولوا ولم ينجحوا وهنا سيأتي آخر سؤال إذن، ما الذي لم ينجحهم؟ ولماذا لم تخبرنا المصادر بسر فشلهم في محاولاتهم تلك، لعل شيء ما يهدئ من روعنا.
أخيراً، مرتكبي حادث الفرافرة قيل أنه قُتل منهم البعض أثناء العملية، وبعدها قيل أنه قُبض على البعض منهم، وتم تصفية البعض منهم في منطقة بالقرب من السويس. ورغم هذا، على الأقل واحد منهم يضلع في العملية الأخيرة، هو فيه إيه بيحصل مَن الصادق ومين بيضحك عليه وليه!؟.