الأقباط متحدون - ما هو موقف حماس من مصر؟
أخر تحديث ٠٤:٢٠ | الاثنين ٢٧ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٧ | العدد ٣٣٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ما هو موقف حماس من مصر؟

حماس
حماس

بعد الضربة التي وجهتها جماعات الإرهاب في سيناء للجنود المصريين بمنطقة الشيخ زويد، واستشهد فيها ثلاثون جنديا مصريا ومثل هذا العدد من الجرحى والمصابين، كان أول إجراء أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي هو إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى، وهو ما لم يحدث من قبل. فقد كان إغلاق المعبر يتم في ظروف معينة ولمدة محددة. رافق إغلاق المعبر حديث الرئيس عن الحدود، وعن إجراءات سيتم الإعلان عنها قريبا خاصة بالحدود عند رفح «لحل المشكلة من جذورها».

ما فهمته من إغلاق الحدود بيننا وبين قطاع غزة، كرد فعل سريع على الهجوم الإرهابي، يعنى بوضوح أن رئيس الدولة ومساعديه وأجهزة معلومته على يقين من أن الهجوم له صلة بهذه الحدود المفتوحة، وأن الناحية الأخرى من الحدود هي مصدر هذا الهجوم بشكل أو آخر.. ولنقترب أكثر من فهم ما حدث، لا بد أن نسمي الأشياء بأسمائها. المسؤول عن الناحية الأخرى من الحدود هو جماعة حماس التي تحكم القطاع. إذا تخيلت للحظة واحدة أن هناك حكومة واحدة تحكم الضفة وغزة طبقا للاتفاقية التي وقعها الطرفان منذ وقت قريب بمعونة ومساعدة وضيافة المصريين الطيبين، أقول إذا تصورت أن لهذه الاتفاقية وجودا حقيقيا ملزما للطرفين فأنت واهم. ستظل حماس هي الحكومة الوحيدة التي تحكم قطاع غزة. هي تحكمه وتتحكم فيه وفي كل - لا مؤاخذة - عصاباته. وعندما يعلن مسؤول كبير في حماس عدم مسؤوليتهم عن هذا العمل الإرهابي فربما نصدق ذلك لأننا مصريون طيبون كما تعتقد قيادة حماس، غير أنه من المؤكد أنهم يعرفون أفراد هذه العصابة بالاسم ومحل الإقامة، بل وربما حصّلوا منهم رسوم مغادرة وقدوم قبل العملية وبعدها.

الحياء السياسي، أو الغباء السياسي في أحيان أخرى، هو الذي يدفعنا بوعي أو بغير وعي إلى الابتعاد عن اتهام العناصر الفلسطينية بأي سوء. فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية، وكأنه ليس لدينا الوقت لنتساءل: وحياتنا وأرواح المصريين ووجودنا المهدد ألا يمثل قضية أكثر من مركزية من أي قضية أخرى على وجه الأرض؟ يقول أولاد البلد «يا روح.. ما بعدك روح»، أليس من الغريب أن المسؤول المصري الوحيد الذي جرؤ على تسمية الأشياء باسمها هو مساعد لوزير الداخلية لم نسمع باسمه من قبل هو اللواء سميح بشادي، الذي صرح بأن عناصر فلسطينية شاركت في الهجوم الذي استهدف كرم القواديس بشمال سيناء («الشرق الأوسط»، الصفحة الأولى، 26 أكتوبر/ تشرين الأول، 2014). نعم عناصر فلسطينية من المستحيل بالطبع أن تكون من يافا أو من حيفا، هي قادمة من عند الأصدقاء الرابضين عند حدودنا الشرقية. والله.. لقد حاولت العثور على دليل واحد يثبت أن حماس تتعامل معنا بوصفنا دولة صديقة، فلم أجد، على الرغم من كل ما يفعله المصريون الطيبون لهم. هم عاجزون عن إدراك أنهم يحكمون سكان القطاع بوصفهم حكومة ورجال دولة، لأنهم مخلصون لشيء واحد وحيد هو الجماعة. لذلك هم لن ينسوا إلى الأبد أن المصريين قضوا على الجماعة التي هم فرع لها.

لقد علّم الله آدم الأسماء كلها، ليس ليخفيها بل ليعلنها.. وأنا أعلنها: جيراننا في غزة شركاء في تحمل المسؤولية عما يحدث من إرهاب في سيناء.
نقلا عن الشرق الاوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع