شّنت ريما عاصي الرحباني هجومًا شرسًا على الإعلامي اللبناني زافين قيومجيان، بعدما عرض تقريرًا يقول فيه إن فيروز تحفر قبرها بيدها، على خلفية بناء سور على شاكلة اسمها، في وقت امتنع زافين عن التعليق.
مروان شلالا من بيروت: في الغرب، يبادر بعض المشاهير، من فنانين وغيرهم، إلى التفكير بمثواهم الأخير، فيشترون مزرعة نائية، أو جزيرة في البحر، يبنون عليها مدفنًا خاصًا، يزينونه كما يحلو لهم. لكن هذا يندر في الشرق، حيث الإيمان بأن الأعمار بيد الله، وبأن الدفن يحصل في مدافن العائلة، أو في مدافن تابعة للأوقاف.
جدار فيروز
إلا أن تقريرًا بثه الإعلامي اللبناني زافين قيومجيان، في برنامجه "بلا طول سيرة"، الذي يبث على شاشة تلفزيون المستقبل، أفاد بأن الفنانة فيروز تبني لها مثوى أخيرًا، وهي حية بعد وترزق، عارضًا صورًا لمجسم حجري أقيم على شاكلة اسمها في قرية في المتن الشمالي اللبناني، قريب من دير مار إلياس في شويا. لم يعرف أحد بما تبنيه فيروز، وحتى بعدما بث زافين ما بثه، وأكد أنه مدفن، لم يكن مؤكدًا إن كان ما تبنيه مدفن أم سور حديقة، اختارته على شاكلة اسمها ممطوطًا.
فأحد لم يستطع تأكيد هوية الإنشاءات الجارية هناك. وقالت صحفية "الحياة" إن هذا الجدار "الذي جسد توقيع السيدة نفسها، كما تكتبه على الورق، وهو عبارة عن اسمها بأحرف ممتدة، لا يوحي البتة بأنه شيّد ليكون بيتًا أخيرًا أو مثوى، بل على العكس، بدا أقرب إلى حديقة مسوّرة تضم فسحة هي أشبه بساحة صغيرة تظللها بضع شجرات".
عنوان منفر
عرض زافين في حلقته من "بلا طول سيرة" فيلمًا على وقع أغاني فيروز، يصوّر قطعة أرض تقع على سفح جبل يطّل على ساحل المتن الشمالي، وعلى دير مار إلياس في شويا، بنيت عليها جدران ملبّسة بالحجر المقصوب، في تشكيل لاسم فيروز. ووسط هذه الأحرف تنتصب شجرة زيتون وحديقة صغيرة.
في الفيلم نفسه، لم يؤكد أهالي المنطقة ما إذا كان هذا الموقع هو قبر لفيروز، بعد عمر طويل، أم حديقة اختارت بناءها. وعلق زافين، متمسكًا بأنه مثوى أخير: "لهذا المدفن رمزية خاصةً، بُنيَ على أرضٍ تخصُّ عائلة الرحباني، وهو مُحاذٍ للصخرة التي كان يجلس عليها زوجها الراحل الكبير عاصي الرحباني، خلال كتابته القصائد".
كان مرّ الموضوع مرور الكرام، مع تسجيل سبق صحافي مهم لزافين. لكن التقرير الذي بث في الحلقة حمل عنوانًا اعتبره كثيرون منفرًا، وهو "هل تحفر فيروز قبرها بيدها؟".
مدّعٍ فاشل
أثار هذا العنوان حفيظة ريما عاصي الرحباني، ابنة فيروز، فشنّت على زافين هجومًا قاسيًا في صفحتها على موقع فايسبوك. قالت الرحباني، في هجومها العنيف على زافين، مستهدفة تلفزيون المستقبل: "مش الحق ع المعتوه، الحق ع المحطة اللي آويتو وفاتحتلو منبر يتساخف منّو، علّ وعسى بينشهروا، ولو بالتطاول على أقدس الحقوق".
أضافت: "الحق على الرخص بالإعلام يللي ما بقى يعرف مستوى لا بالتعبير ولا بالقيم ولا بالأخلاق ولا بالخصوصيّات ولا بالممتلكات". وتابعت: "مش رح لطّخ صفحتي بواحد مدّعي فاشل، بيعتقد حالو صار بموقع ينتهك حقوق الآخرين وحياتن وخصوصيّاتن لَيحصد أهميّة، وبكل عين وقحة بيتوقّع حدا يعطيه إيضاحات حول هالموضوع!، إيه خلّيك ناطر يا صعلوك، لأن ما بيخصّك، لا إنت ولا البعض اللي عم يمدّوك بالخبار والقصص والخبث، وما إلى هنالك". وختمت هجومها عليه قائلة: "الكلاب كانت وما زالت تنبح، والقافلة دومًا وأبدًا تسير".
لم تنفِ
امتنع زافين عن التعليق، واصفًا كلام الرحباني بـ"غير اللائق" و"السوقي"، وبأنه يسيء إلى صاحبته وعائلتها، مؤكدًا أن الهدف من المدفن نقل رفاة عاصي الرحباني من مقبرة آل الرحباني في أنطلياس إلى هذا القبر الكبير، لافتًا إلى أن الرحباني هاجمته من دون أن تنفي ما أورده في تقريره.
ونسب زافين إلى مصادر أمدّته بالمعلومات قولها إن ريما الرحباني زارت المكان مرَّتين، بينما لم تزره فيروز بعد. وتنسب صحيفة "النهار" إلى سمر الصياح، مختارة زغرين، قولها إنها لم تكن تعلم بهذا الصخب المثار حول المجسم، المبني قبل العام 2010، أي قبل أن تنتخب مختارًا، علمًا أن موقع المجسم موضوع التساؤل يميل إلى قرية زغرين، أي لا يقع في بلدة شويّا كما قيل.
ولا تستطيع الصيّاح أن تحدد ماهية هذا المكان، فلا تحسم بأنه ليس حديقة عامة، "بل هو كينونة شخصية لفيروز حقّ التصرّف فيها"، من دون أن تستبعد فرضية نقل الرفات ومن دون أن تجزمها أيضًا، لأن ذلك عائد إلى قرار المرجعيات الدينية والمدنية.