بقلم : عوض بسيط
لا أعرف إن كان سيتجه للسياسة أم سيكتفي بالغناء، لكني متأكد أنه لو ترشّح في إنتخابات الرئاسة القادمة لاكتسح!؛ فـ (أبو الليف) صاحب الشعبية الجارفة اليوم والتي وصلت إلى حوالي المائة ألف على الجمهورية الإفتراضية الفيس بوك هو الوجه المنتظر للتغيير.
وتعالوا نحسبها بالورقة والقلم، فالإنتخابات هي لعبة دعاية قبل كل شيء، و(أبو الليف)، باسمه الغريب، وصورته العجيبة، يجذب الأبصار إليه بسهولة، وعندما يُضاف إلى تلك التركيبة كلمات وألحان أغانيه –التي هي مادة دعايته الإنتخابية- نجد أنه باع عشرة آلاف نسخة من ألبومه الأول في أربعة وعشرين ساعة فقط، أي بمعدل 7 نسخ تقريباً في الدقيقة الواحدة. وأراهن على أن برنامج أي حزب مصري- أي حزب- لو عًرض في السوق لا يستطيع كسر هذا الرقم، و لو ضفت عليه كيس مكرونة هدية! أي أن للرجل قاعدة شعبية تعرفه وتحبه، وهما الصفتان النادرتان في رجال السياسة!
وتعالوا نحلّل برنامجه الإتخابي القائم على كلمات أغانيه، فها هو الرجل يعد كل مصري أنه لن يكون خرونجاً بعد الآن! بل هو الكنج كونج صاحب الهيبة المرعبة التي هزت ناطحات سحاب أمريكا في أفلامها.. ولما لا؟! هل قدم لنا مرشح آخر برنامجاً أكثر واقعية ولم نصدقه؟!
إذن (أبو الليف) يضع مشروع الكنج كونج، كمشروع قومي وطني تلتف حوله الجماهير، لن يذل المصري بعده في دول الخليج من أجل لقمة العيش أو يجرؤ أحد على التمثيل بجثته أمام الكاميرات، ولا ذبح سفرائه.. ستعود هيبة المصري مرة أخرى، فهيبة المواطن.. أبسط مواطن هي هيبة أبو الليف!.
و(أبو الليف) رياضي خارق من الدرجة الأولى، فهو يستطيع لعب البنج بونج وهو مقيد اليدين، وأؤكد لكم: وبدون مضرب أيضاً! وهذا مؤثر جداً في برنامجه الانتخابي، فالشعب المصري تعوّد منذ الفراعنة أن يحكمه رجل خارق، فمرة يكون إلهاً، وتارة ابن الإله، ودائماً هو قادر وحده على الثورة أو التحرير (الوطن وليس الميدان!) و(أبو الليف) نموذج خارق في كل شيء حتى الرياضة!
أما أكثر الجُمل تأثيراً في برنامجه الإنتخابي الغنائي، والتي تكاد تدمع عيناي كلما سمعتها تلك التي تقول: "مش ابن هانم ولا ابن لورد... ده أنا أراجوز متربي في سيرك"، فهو ابن الشعب البسيط الذي ارتقى من الطبقة العاملة الكادحة إلى أعلى درجات السياسة (السيرك)، فهذا هو اليوم الذي تنتفض فيه البروليتاريا (الطبقة الكادحة ) لتصنع مستقبل مصر وتحررها من الإمبريالية. وهذه الفقرة تؤكد دعم التيار اليساري المصري للمرشح الشعبي أبو الليف!!.
السؤال الأكثر حساسية في هذا المقال: هل سيسمح شعبولا لأبو الليف أن تنجح حملته الإنتخابية بهذه البساطة؟ هل يتدخل شعبان عبد الرحيم بكل سلطته الغنائية، ذات البرنامج السياسي الموازي للحزب الوطني، لينقذ الحزب؟ ومن يدري ربما يدخل شعبولا نفسه الإنتخابات في مواجهة أبو الليف وهنا تصبح المعركة الانتخابية حامية جداً..
أغلب الظن أن كل هذا لن يحدث إلا في مخيلتي طالما هناك المادة 76.