كلمة فى أذن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى منحه الشعب المصرى تفويضاً ليس لإسقاط الإخوان فقط، ولكن لإسقاط كل أشكال التأسلم السياسى، المتغطى بالسلفيين عريان، وأول حد حيخرم السفينة وينط منها هما ده بالعامية وبالبلدى، أما بالفصحى فمن لم يتعظ من لعبة السادات الخطيرة فى ضرب اليسار بالإخوان وقرر تكرار نفس اللعبة فى ضرب الإخوان بالسلفيين فهو لم يقرأ التاريخ جيداً، ولم تصله العبرة والعظة والدلالة والإنذار، كراهية السادات لليسار نتيجة عمله بالصحافة واقترابه منهم وفزعه وخوفه من موهبة أهل اليسار وثقافتهم الواسعة وقدرتهم على الحوار والجدل والإقناع التى من الممكن أن تجعلهم يسحبون البساط من تحت شعبيته، جعلته يلجأ إلى عثمان صاحب الهوى الإخوانى ومحافظ أسيوط وأصدقاء إخوانيين قدامى لضرب اليسار بتنظيم إخوانى جديد، نفخ فيه السادات الروح بإخراج أعضائه من السجون والتعامل الرسمى مع التلمسانى كضيف شرف لكل لقاءات السادات مع ممثلى الشعب ورموز الوطن، فى اعتراف شبه رسمى بهم، ماذا فعلوا به بعد كل هذا الكرم الحاتمى الساداتى؟ قتلوه للأسف، تحول القط إلى نمر بعد أن أبرز المخالب والأنياب التى كانت مختفية تحت اللحية والابتسامة الصفراء ومصافحات المجاملات الزائفة، هل السلفيون مختلفون؟ سؤال أوجهه إلى الرئيس وأنتظر إجابته، هل نحن قمنا بثورة 30 يونيو ضد أفراد الإخوان أم ضد فكر الإخوان؟ بالطبع ضد فكر الإخوان الذى هو فوتوكوبى من فكر السلفيين، السادات كان قد تنبه إلى خطر الإخوان بعد أن أطلت الحية الإخوانية برأسها وظهر الخطر وعرف أن الإخوان لا يعبدون إلا التنظيم، ففكر بنفس الطريقة الساذجة عندما استعان لأول مرة وآخر مرة بوزراء شيوعيين صرف، مثل إسماعيل صبرى عبدالله وفؤاد مرسى لخلق توازن، لكن الأوان كان قد فات وفكر الإخوان كان قد تغلغل إلى الجذور وصارت الوهابية بعد هجرة المصريين إلى السعودية فى السبعينات هى العقيدة الرسمية للمصريين وصار المزاج المصرى طالبانياً بامتياز!! باختصار إنها أفكار السلفية الوهابية التى تركها خليفته مبارك تأكل الأخضر واليابس وتصحر العقل المصرى وتجعله الموجه الأكبر ومفتى الديار الأعظم لتنظيم داعش الذى وللأسف جسمه الحركى الأساسى مصرى وبوصلة إفتائه ورأسه المفكر أيضاً مصرى.
أحزاب دينية وشرطة مجتمعية وتدليل ومغازلة حكومية لرموز الوهابية.. إلخ، كلها دلائل غير مبشرة بأننا لا نتعلم من دروس التاريخ إلا إدمان تكرار الكوارث.
نقلا عن الوطن