عرض - سامية عياد
حياة القداسة هى الطريق الى الله ومعايشتها يتطلب ترويض الجسد وضبطه حتى لا يقع الإنسان اسير خطاياه ، ايضا يتطلب فطام الإنسان من الأرضيات ليسمو بنفسه الى السمائيات ، وأخيرا الانتصار على الشيطان ...

عن معوقات القداسة وكيفية التغلب عليها يحدثنا نيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب قائلا : هناك معوقات كثيرة لحياة القداسة أهمها الجسد ، العالم ، الشيطان ، أولا ما يخص الجسد ، هناك خطايا جسدية محسوسة التى يقول عنها معلمنا بولس الرسول "وأعمال الجسد ظاهرة التى هى زنى ، عهارة ، نجاسة ، دعارة ، عبادة الأوثان ، سحر  قتل ، سكر" وأخرى غير محسوسة "عداوة ، خصام ، غيرة ، سخط ، تحزب ،..." ،

وكلها أمور عقلية ونفسية قبل أن تظهر فى أشكال حسية وبدنية ، وبالتالى يحتاج الإنسان الى ضبط جسده لكن دون أن يكرهه ، كما يقول القديس بولس "لم يبغض أحد جسده قط ، بل يقوته ويربيه" ، وضبط الجسد يكون بتقوية الروح بالأصوام والنسكيات ، دون إضعاف الجسم فالجسم الإنسانى هيكل لروح الله .

ثانيا ما يخص العالم ، الله أوصنا بعدم محبة العالم "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم" ، لأن هذا العالم زوال "لأن هيئة هذا العالم تزول" يجب على المؤمن أن يتغلب على شهوات هذا العالم ويفطم نفسه من الأرضيات ليرتقى بنفسه الى السمائيات ، وغلبة العالم لن يكون بقوة الإنسان الشخصية إنما بقوة المسيح الذى قال لنا "فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"، ايماننا بالله تجعلنا نتغلب على العالم.

العائق الثالث لحياة القداسة هو الشيطان ، اسمه "كذاب وأبو الكذاب " ، "المشتكى" ، "وبه غضب عظيم" الذى يحاول الايقاع بنا وعرقلتنا عن طريق الملكوت ، الذى بحسده دخل الموت إلينا ولكن هيهات للشيطان أن ينتصر على أولاد الله

الله قادر أن "يبيده بنفخة فمه" ونصيبه هو البحيرة المتقدة ، أوصانا يعقوب الرسول "قاموا إبليس فيهرب منكم" ومعلمنا بطرس "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر ، يجول ملتمسا من يبتلعه هو ، فقاوموه راسخين فى الإيمان".
تسلح أيها الإنسان بالإيمان واجعل الله يسكن قلبك حتى تتغلب على خطايا الجسد وشهوات العالم ومكايد إبليس.......