الأقباط متحدون - الأقباط متحدون ترصد أوضاع شمال سيناء في حربها ضد الإرهاب
أخر تحديث ٢٠:١٥ | الخميس ٢٣ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٣ | العدد ٣٣٦٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"الأقباط متحدون" ترصد أوضاع شمال سيناء في حربها ضد الإرهاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أهالى سيناء: مرسى فتح المنطقة مأوى للإرهابيين وجنودنا يدفعون حياتهم فداء للوطن.
رحلة معاناة أهالى سيناء والإسماعيلية فى "معدية قناة السويس" ومطالب بفتح كوبرى السلام.
رفح والشيخ زويد مدنيتن لا تعرفان النوم وسط طلقات الرصاص والبعض يفضل الرحيل.
أشباح أنصار بيت المقدس تطارد من يتعاون مع الشرطة وتزعم تحويل سيناء لإمارة إسلامية.
أهالى العريش: لولا ثورة 30 يونيو لكان مصير سيناء مثل العراق.

كتب - نادر شكري
نستقل سيارة من القاهرة وحتى محافظة الإسماعيلية، ومن هناك تبدأ رحلتنا إلى محافظة شمال سيناء ، نتوقف ساعتين من الزمن في انتظار عبور السيارة "لمعدية" قناة السويس، ونرصد هناك معاناة المواطنين الذين يريدون العبور من الجانب الغربي إلى الشرقي أو العكس ، بعد غلق كوبري "السلام" منذ ثورة 30 يونيو بعد التهديدات الإرهابية بتفجير الكوبري الذى يمر أعلى قناة السويس.

لم يكن المواطنون في حالة رضاء لمعاناتهم اليومية جراء المرور من خلال المعدية التي لا تسع أكثر من 10 إلى 15 سيارة ، بالتبادل بين الجهتين الغربية والشرقية ، وخضوعهم لعمليات تفتيش دقيقة تستغرق وقتا خوفا من نقل اى مواد تهدد امن وسلامة الوطن ، ووسط هذا فنجد المواطنين يرفعون وجوهم للسماء للدعاء ضد هذه الجماعات الإرهابية التي حولت حياتهم إلى جحيم.

بعد ساعتين نعبر خط القناة من خلال المعدية لتبدأ رحلتنا إلى العريش، ومع بدء الرحلة نرصد المعدات الثقيلة وهى تقوم بعمليات حفر مشروع قناة السويس الجديدة ، وعمليات لتمهيد وتوسيع طريق جديد من القنطرة شرق وحتى مدخل شمال سيناء ، ومع الوصول إلى بوابة محافظة شمال سيناء تبدأ كمائن القوات المسلحة لرصد وتفتيش المارة بدءا من كمين " بالوظه " حيث تحاط  المدرعات بكثبان رملية وأحجاره لحمايتها من اى محاولة اقتحام أو تفجير ، ثم نستمر  السير في طريقا صحراويا طويلا تتخلله بعض الكمائن مرور" ببئر العبد  " أولى مراكز محافظة شمال سيناء وعلى جانبي الطريق الصحراوي لا تظهر سوى معالم صحراء جرداء تملئها بعض مياه الأمطار التى تسقطت خلال الايام الماضية، وقد يظهر من حين لأخر بعض "عشش "سكان العرب من البدو وبعض الجمال ، وبعد ساعتين ونصف نصل إلى بداية مدخل مدنية العريش مرورا بجامعة سيناء ثم حي المساعيد الذى وقع  فيه انفجار يوم الخميس الماضي وأسفر عن مقتل 3 جنود وهو الحي الذى قتل فيه أيضًا الكاهن القس مينا عبود.
· طريق الخطر:

لم تكن العريش فى وضع طبيعى فبرغم جمالها وسحر طبيعتها، لكن لا شك إن حالة الإرهاب أثرت كثيرًا على أوضاعها حتى إن حركة السير والخروج داخل المدنية قليلة، لا سيما مع  حلول المساء.
توجهنا إلى استراحة وكنيسة العذراء بالمساعيد حيث كان ينتظرنا القس روفائيل موسى وقبل وصولنا أرسل لنا احد الأشخاص العاملين بالكنيسة لانتظارنا على الطريق حتى نتمكن من دخول الاستراحة نظرا للتواجد الامنى أمام الكنيسة الذى يجب اخطاره باى شخص غريب  شيقترب من الكنيسة مساءا وإلا يعرض نفسه للخطر ، فالكنيسة أمامها طريق مغلق بكثبان رملية لا سمح بمرور السيارات بها وأعلى مبانيها يجلس أفراد امن داخل "دشمة " يترقب القادم من اى مسافة تقترب من الكنيسة ويوجه اضاءة باستخدام كشاف اتجاه اى شخص يقترب للمبنى، ويطلب منه عدم الحركة حتى يتعرف على هويته والا تتعرض حياته للخطر وداخل باب الاستراحة يجلس أفراد امن آخرين بأسلحتهم ووقائي الرصاص، يتلقى اتصالاً من زميله الذى يجلس أعلى المبنى ليعطى له تقريرًا بأية أشياء غريبة قد تحدث لا سيما أن سبق لهذا المبنى تعرضه لإطلاق النيران من قبل الجماعات الإرهابية.

·حكم مرسى مسرح للجهاديين:

وبتجوالنا في مراكز محافظة شمال سيناء ، يتحدث مواطني المحافظة عن البلاء والخراب الذى يعيشون فيه من بعد ثورة 25 يناير وفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وتحول المحافظة لمأوى للجهاديين والتكفيريين فيحكى لنا سائق تاكسي عن واقعة مهاجمة قسم شرطة العريش ثانى من قبل 40 سيارة دفع رباعي يحملون الأعلام السوداء لتنظيم القاعدة وتجولهم داخل مدينة العريش في ظل الانفلات الامنى أثناء الفترة الانتقالية عقب ثورة 25 يناير وكشف إن سياراتهم كانت تسرق عن طريق هذه الجماعات المسلحة التي سيطرت على مدن رفح والشيخ زويد والعريش حتى قيام ثورة 30 يونيو والتي دخلت في مواجهات شرسة مع الجيش المصري الذى ضحى جنوده بحياتهم في مواجهات مع هذه الجماعات التي تم حصرها الان وتتجه لاستخدام علميات التفجيرات ويصعب العثور عليهم مشيرا إن هذا الارهابى قد يكون مواطن يمارس حياته بشكل طبيعي داخل المدنية ويقوم بتنفيذ عمليته ثم يعود مرة أخرى.

· هجرة المدنية:

ويكشف مواطن أخر رفض ذكر اسمه: إن الأوضاع في العريش مستقرة نسبيا بالمقارنة بالعام الماضي بعد الجهود التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة ، ولكن مازال يشعرون بحالة من القلق وعدم الأمان في ظل التفجيرات التي تحدث وسماع دوى إطلاق نيران بصفة مستمرة تسببت في حالة من فزع الأطفال وهو ما دفع البعض للانتقال للعيش خارج المحافظة لاسيما مواطني رفح وشيخ زويد التي تشهد عمليات واشتباكات كثيرة مع الجهاديين من أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة الذين يظهرون من حين وأخر يقوموا بتوزيع منشورات على المواطنين وسبق قيامهم بخطف بعض المواطنين وقطعوا رؤسائهم لاتهامهم بالتعاون مع الجيش والشرطة في حين أطلقوا سراح بعضهم واخبرهم أنهم يريدون تطبيق شرع الله وهددوا كل من يتعاون مع الشرطة ، واضطر هؤلاء الأفراد الذين أطلقوا سراحهم  لمغادرة منازلهم بالشيخ زويد تخوفًا من تعرضهم لمكروه آخر والذي وقع قبل أيام  من عيد الأضحى المبارك.

· ركود اقتصادي:

وقال مواطن أخر لـ الأقباط متحدون: أنهم يعانون من ضعف الحركة وقلة الرزق نتيجة المخاوف حتى إن موسم الصيف الماضي شهد قلة عدد السائحين والمصفيين للتمتع بشواطئ العريش وهو ما يتسبب في ركود اقتصادي اثر على أوضاع المواطنين ، في الوقت نفسه يتعرض المواطنين لعملية نهب وسرقة من قبل بلطجية نتيجة ضعف حركة الشرطة بالمدينة والتي  تتركز بكمائن ثابتة بعد استهدافها أثناء أيحركة يتم رصدها.
ونرصد بالعريش كافة المناطق الحيوية مثل أقسام الشرطة والبنوك والنيابات تم غلق شوارعها بوضع كثبان رملية وطوب ببداية ونهاية الشوارع لمنع استهداف هذه الأماكن عن طريق اى عمليات انتحارية ويجلس أعلها القناصة لوقف أي تهديد لها.

· المعاناة بمعدية قناة السويس:

ويتحدث المواطنين عن ضرورة تسهيل عملية مرورهم من خلال معدية قناة السويس ومناشد المسئولين بفتح كوبري السلام ، لاسيما لوجود ارتباط بأعمال ووظائف أدراية وطلبة الجامعة .وأكد المواطنين إن التأخر في مرور السيارات بالمعديات أدى لضعف وندرة مواد الوقود بشمال سيناء لبطيء مرور حاملات النفط من السيارات والتي تخشى الجهات الأمنية تفجيره من قبل الجهاديين في اى موقع ولذا حجب بعض السائقين عن نقل هذه المواد للجانب الشرقي ولذا يجد المواطنون صعوبة في العثور على البنزين والسولار بل يقوم بعض ملاك محطات الوقود بإضافة مياه للمواد البترولية مما يسبب أضرار بالسيارات وروى لنا البعض تعطيل سيارته نتيجة لغش في المواد البترولية بإضافة المياه ومن الصدفة إن يقع لنا هذا الأمر أثناء عودتنا من العريش إلى القاهرة بسيارة أجرة فجأة تعطلت السيارة واكتشف السائق إن " الجاز" أضيف له مياه تسبب في تعطيل السيارة وظل وقت طويل لتفريغ وتنقية السيارة ووضع غاز جديد بعد مروره من معدية قناة السويس، وهذا ما حدث للكاهن روفائيل كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش الذى توقت سيارته وبالكشف عليه اكتشف وجود مياه بالبنزين وهذا بسبب ضعف حركة النقل من غرب إلى شرق القناة.

ويقول القس روفائيل موسى كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش أن المعدية تشكل عبء كبير فالمسافة من العريش للمعدية تستغرق  ساعتين ولكى نمر من خلالها نستغرق ساعتين اخرتين كما ان انتظارنا يسبب لنا مشكلات مع المارة  وان كانت هذه معاناة عامة للجميع ولكن حتى لم يسمح لنا المرور من طريق الطوارئ فضلا عن ذلك فان التكدس لوقت طويل امام المعدية صعب من مرور سيارات نقل المواد البترولية الى شمال سيناء وهو ما ادى لندرة مواد الوقود بالمحافظة ، وتابع " نتمنى إعادة فتح كوبري السلام ويتم تأمينه بشكل مكثف لتسهيل الأوضاع وتخفيف المعاناة عن المواطنين.

·  تفجير مدرعتين:

وأثناء أقامتنا بالعريش وقع حادث تفجير مدرعتين للجيش بطريق السبيل بجوار المساعيد والذي أسفر عن استشهاد 6 وإصابة 5 آخرين من رجال القوات المسلحة بعد زرع عبوة ناسفة أسفل الطريق أثناء مرور المركبات المكلفة بمهام التأمين بمنطقة السبيل على الطريق الدائري بالعريش وهو ما سبب حالة من الغضب والسخط بين مواطني العريش كرد فعل للحادث الأليم وطالب البعض بتكثيف الضربات لهذه الجماعات الإرهابية وقطع التمويل عنهم ، ولاشك إن هذا الحادث تسبب في قطع الاتصالات لأكثر من خمسة ساعات نتيجة قيام الأجهزة الأمنية بعملية تمشيط بحثا عن الجناة ومنع استخدام الأجهزة المحمولة في تفجيرات جديدة أثناء عملية التمشيط  ووقف كمين للجيش من مدرعتين وسيارتين على طريق العريش بعد جامعة سيناء لتفتيش السيارات والبحث عن هوية الوافدين حيث نجحت قوات الأمن في توجيه ضربات للجهاديين في منطقة الشيخ زويد وقتل عدد منهم وتدمير سياراتهم.

تسبب حادث تفجير المدرعتين فى حالة من الالم لسكان العريش ، وهم يتابعون أنباء التفجير على المقاهى ، ليتحول غضبهم الى حوار متبادل بضرورة تكثيف الضربات الامنية لهذه العناصر الإرهابية التى اتفق جميعهم بوقوف تنظيمات ودول خارجية ورائها ، وكانت تعزيتهم ما حققته الاجهزة الامنية والقوات المسلحة من تقدم وفارق كبير عن العام الماضى فى اعادة الاستقرار الجزئي للمدنية بعد ان كانت ساحة للجماعات الجهادية وظهور جماعات الامر بالمعروف والنهى عن المنكر التى فرضت استبدادها  على سكان المدنية بهدف تحويل سيناء الى امارة اسلامية ، مؤكدين ان نجاح الجيش فى تدمير الانفاق مع قطاع غزة حد من قدرات الارهابين ولذا يلجئون الى عمليات خسيسة بزرع المتفجرات بعد تضيق الخناق عليهم ولاسيما فى مدينتى رفح والشيخ زويد.
تمر الساعات نعيشها كجزء من معاناة سكان سيناء ما بين الخوف والخطر والترقب لحرب مصر ضد الارهاب ، ولكن الجميع يصلى من اجل القضاء على هذه الجماعات الارهابية التى استغلت بعض ابنائهم  سوى بهدف المال او بهدف افكار متطرفة ولكن فى النهاية يتفق الجميع انه لولا ثورة 30 يونيو لكان وضع سيناء فى خطر وكان مصيرها سيكون الاقرب الى العراق التى  يسيطر عليها تنظيم داعش.

الساعة تقترب من السابعة مساءا ونحن نتجول فى حى الصفا جنوب العريش وفى هذا الساعة تبداء موجة جديده من الامطار الغزيرة تستمر لساعات طويلة تزيد من صعوبة الحركة والتنقل ولكن ما رصدنها فى هذا الحى كثرة عبارات الاخوان المسلمون التى تنتشر على جدران المنازل ، وبعض العبارات المسيئة للشرطه ، ولافتات لحزب النور وكثرة الملتحين بالمنطقة وهى من المناطق متدنية الخدمات.

وتبلغ مساحة شمال سيناء حوالي 27564 كم2 ويقدر عدد سكانها التقديري بـ 395 ألف نسمة لعام 2011[3]، يعيش 86.5% من السكان على الشريط الساحلى وتبلغ نسبة مساحة المراكز الساحلية 21.4 % من المساحة الكلية للمحافظة وتضم شمال سيناء مراكز بئر العبد ونخل والحسنة والعريش والشيخ زويد ورفح وتسيطر البيئة الصحراوية على وسط شمال سيناء والتي تقع في أغلبها منطقة الهضاب والتي تتميز بوجود مجموعة من الجبال العالية والمنفصلة مثل جبل المغارة (776م) وجبل الحلال (881م) وجبل يلق (1094م .

 وتعد العريش  أكبر مدن محافظة شمال سيناء. في عام ٢٠٠٢، بلغ عدد سكان المدينة حوالي ١٢٠ ألف نسمة. تقع المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط  ويحتوي على أربع قرى: الميدان، والسكاسكة، والطويل، والسبيل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter