الأقباط متحدون - أزمة عقل (١١)
أخر تحديث ٠٣:٥٣ | الاثنين ٢٠ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٠ | العدد ٣٣٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أزمة عقل (١١)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم   د. مراد وهبة 

ماذا تم أول لقاء بين الحركتين فى حى هارخوما بجبل أبوغنيمن حيث ألقى لطفى الخولى، رئيس حركة السلام المصرية، خطاباً سياسياً هاجم فيه بعنف رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب قرار حكومة إسرائيل بناء مستوطنة بجبل أبوغنيم. وفى يوم الأحد ٢٣ نوفمبر ١٩٩٧ زرنا «بيت الشرق الفلسطينى» الذى يرأسه فيصل الحسينى، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

ومسؤول ملف القدس. فى بداية الحوار عبَّر عن اعتزازه وتقديره للزيارة، معتبراً إياها اختراقاً للحواجز الاحتلالية التى تهدف إلى عزل الشعب الفلسطينى عن الشعوب العربية. وبعد ذلك تحدث لطفى الخولى فأشار إلى أن الغاية من الزيارة إبلاغ إسرائيل رسالة واضحة عن رفض العالم العربى سياسة الاستيطان التى من شأنها تدمير العملية السياسية فى منطقة الشرق الأوسط. وفى نهاية حديثه وجَّه لطفى الخولى سؤالاً واحداً إلى فيصل الحسينى: هل تريد منا الحضور مرة ثانية؟ وجاء الجواب حاسماً: نعم

، احضروا بشرط أن يصل عددكم إلى الألف لأننا فى حاجة إلى مؤازرتكم هنا وليس هناك. وفى نهاية اللقاء أكد الجانبان الفلسطينى والمصرى فهمهما المشترك القائم على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس- هو حجر الزاوية فى أى سلام إذا أريد له الدوام، كما أكد الجانبان أن مثل هذه الزيارات واللقاءات تعد مساهمة مهمة فى تحقيق ذلك الهدف.

وفى مساء ذلك اليوم رحلنا إلى تل أبيب لمقابلة عمدة المدينة رونى ميلو (١٩٤٩-؟) من عام ١٩٩٣ إلى عام ١٩٩٨. ودار الحوار معه حول كيفية تحقيق السلام على مراحل. وكان رأيى أن مسألة القدس يلزم أن يأتى تناولها فى نهاية المطاف لأنها موضع صراع بين أصوليتين إحداهما يهودية والأخرى إسلامية. ولهذا فإنه ليس فى الإمكان تخفيض حدة ذلك الصراع فى حده الأدنى أو إزالته فى حده الأقصى إلا بتأسيس تيار علمانى فى منطقة الشرق الأوسط. وقد رفض أعضاء الوفد المصرى جميعاً هذا الرأى، أما العمدة رونى فقد قال: «إن الفيلسوف على حق».

وفى المساء دُعينا إلى حفل عشاء أقامه موردخاى بار- أون ( ١٩٢٨-؟)، مؤرخ وسياسى ومن قيادات «حركة السلام الآن» الإسرائيلية، وكذلك من قيادات الجيش الإسرائيلى، إذ عمل به اثنين وعشرين عاماً وأحيل برتبة كولونيل. وأثناء الخدمة العسكرية كان مسؤولاً عن تثقيف الضباط (١٩٦١- ١٩٦٨) وكان مساعداً شخصياً لموشى ديان (١٩٥٦- ١٩٥٧) ورئيساً للقسم التاريخى بالجيش (١٩٥٤- ١٩٥٥).

عمل لمدة عشر سنوات بمنظمة الصهيونية العالمية عضواً باللجنة التنفيذية ورئيساً لقطاع الشباب بها (١٩٦٨- ١٩٧٨)، وعضواً بالكنيست ممثلاً لحركة الحقوق المدنية (١٩٨٤- ١٩٨٦)، وزميلاً بمركز أبحاث بن جوريون (١٩٨٩-١٩٩١)، وزميلاً بالمؤسسة الأمريكية للسلام بواشنطن (١٩٩٢- ١٩٩٣) وله كتاب مهم عنوانه الفرعى «بحثاً عن السلام» وعنوانه الرئيسى «تاريخ حركة السلام الإسرائيلية» (١٩٩٦).

كانت من بين الحضور عميدة كلية التربية بجامعة تل أبيب. وحيث إننى أستاذ متفرغ بكلية التربية بجامعة عين شمس فكان من الطبيعى أن يدور حوارنا سوياً حول همومنا المشتركة، وقد أوجزتها فى تحكم الأصولية الدينية اليهودية والإسلامية فى المجتمعين الإسرائيلى والمصرى. ومن هنا أبدت العميدة اهتماماً بمشروعى التربوى المعنون «الإبداع والتعليم العام»، فماذا قالت وكيف استجبت؟
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع