الأقباط متحدون - كفانا نشاط لأجل مصر
أخر تحديث ١٣:٢٤ | الأحد ١٩ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ٩ | العدد ٣٣٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كفانا نشاط لأجل مصر

النشطاء
النشطاء

بقلم – أماني موسى
بات من الأمور المثيرة للغثيان والاشمئزاز الفتي في كل شيء وأي شيء في كل وقت وأي وقت، تحت مسمى "ناشط حقوقي، ناشط سياسي، مؤسس حركة، خبير استراتيجي، محلل عسكري"، وغيرها من المسميات الهلامية التي لا تحمل أي مدلول حقيقي على مهنة بعينها أو تخصص بعينه.

فتجد حلول أزمة إنتشار فيروس الإيبولا بدول أفريقيا، لتجد معها تحول الـ 90 مليون مصري إلى وزير صحة وخبير صحي عالمي، ليفتي بكيفية القضاء على الوباء وهل سيأتي إلى مصر أم لا، ويختتم ناصحًا بسبل مواجهته.

وعلى نحو عسكري: يحدث تفجير العريش المفجع، لتجد الجميع تحول بقدرة القادر الأحد إلى خبراء عسكريين ورؤساء مخابرات حربية وعسكريين وقادة أدرى ببواطن الأمور وخير الإجراءات.

وعلى النحو الكنسي: تحدث أزمة دير وادي الريان وتعلن الكنيسة بوضوح موقفها الداعم للدولة، ويعترض بعض أباء الدير، لتجد الجميع تحولوا إلى رؤساء كنيسة وقادة روحيين وأولي أمر يدرون بكل التفاصيل التي تمكنهم من إتخاذ القرار السليم دون سواهم ممن هم بالفعل في وضع المسؤولية!!

وبالبحث والتنقيب وراء ذلك الناشط أو مؤسس الحركة أو الخبير، تجده لا يشغل في وظيفته أي ترقي مهني، ولا يدري عنها ربع ما يفترض به أن يعلمه.

ويبقى السؤال: لماذا أصبحنا جميًعا هكذا، فكلاً يفتي فيما يعلم وفي ما لا يعلم؟ لماذا لا يتحدث المحامي فقط في مجال القوانين والتشريعات، والمهندس في مجاله وتخصصه، والمدرس عن العلم والتعليم والعملية التعليمية، والشاعر يمتعنا بكتابات أشعار وهكذا.. دون أن نصبح جميعنا خبراء بكل شيء.

وختامًا: يلاحظ أن هذه الظاهرة أنتشرت ولاقت رواجًا وقبولاً منذ أحداث يناير 2011، ولكن هل آن الأوان ليعود كلاً إلى منصبه ومكانه الصحيح؟ وكفانا نشاط ثوري حتى نتمكن من خدمة هذا الوطن وكلاً يقدم فيما يعرف ويجيد.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter