مينا ملاك عازر
اختلف معي البعض بعد كتابة مقال الأربعاء الماضي، والتي كان عنوانها فشل العام والخاص، لأني أشرت أن الحكومة والسيستيم ابنا الشعب، وهما نتاج الشعب، لكم الحق، فأنا من ذلك الشعب لكنني أحب أن أروي لكم تلك القصة، والحكم لكم.
قرر أحدهم أن ينقل زوجته من بطاقة تموين والدها لبطاقة التموين التي هو بها، فسأل في إدارة التموين، هل ينفع نقلها، فقالوا نعم، فذهبت زوجته عدة مشاوير في آخر الدنيا حتى تحصلت على جواب النقل، وذهبا سوياً لنقلها لبطاقته، فقالوا له مواعيد الانتقال والفصل انتهت هذا الشهر، تعالوا الشهر الجاي، ففعلوا، ولما ذهبا الشهر التالي قالا لازم الزوج ينفصل هو الآخر عن بطاقة أهله
فقال لهم ما سبق لهم أن قالوه بأنه ينفع، فنفوا هذ،ا فقبل بالأمر الواقع، وقر أن ينقل نفسه من بطاقة أهله، ويعمل وزوجته بطاقة منفصلة، بيد أن أصبح محتار، هو يتبع أي مكتب تموين؟ حتى أنه في يوم واحد لف على ثلاث مكاتب بأحياء مختلفة وجميعهم ينفون أنه تبعهم نفياً باتاً.
ومع انتهاء اليوم الأول دون أن يصل لشيء اضطر للذهاب لمن سبق وقال له تعالى الشهر القادم- وهذا تاني يوم مشاوير-ففوجئ به يحوله لمكتب جديد غير السابقين وهناك نفوا له تماماً أنه تابع لهم، وأعادوه لأول مكتب ذهب له أمس
وهناك نفى هو الآخر أنه يتبع لهم، وأكد أنه تابع للمكتب الذي اختتم به يومه أمس، فذهب وهو في قمة غيظه، وعندما وصل وأزاح من بالطابور من غضبه حتى أن من أمام الموظفة حاول الاحتكاك به، وسأله إنت جاي تتخانق، فنفى له محتداً وبصوت مسموع أنه جاي يتخانق معاه، ولكن جاي يتخانق مع حد تاني
حينها انتبهت له الموظفة التي كانت أمس مثلها مثل كل موظفي مكاتب التموين السابق اللف عليهم أمس واليوم لا يبالوا بأحد، ولا يردوا على أحد، وكأنهم آلهة، أقول انتبهت الموظفة وقالت في لهجة لم يعتدها أحد من الوقوف ولا الرجل نفسه صاحب المشكلة، إذ بها من الاهتمام والخضوع الكثير، أيوه يا فندم ثانية وأكون معاك، وكانت فعلاً ثانية وكانت معه ثم أجابته على سؤاله بالإيجاب
أنه فعلاً تابع لهم وقدمت له حلاً يثبت أنه تابع لها من خلال بقال التموين الذي يمكن أن يعطي بيان استعلام، وكل هذا في منتهى الهدوء، لأنها فقط استشعرت أنه على استعداد لخناقها، فذهب الرجل صاحبنا للبقال وطلب منه بيان استعلام، وهو الذي لم يقدم له يوماً ورقة بيان بأي تعامل تمويني معه، فأجاب أن الماكينة لا تصدر أوراق
وفور أن قال له إن مكتب التموين هم من قالوا له أنه يجب أن يستصدر له بيان استعلام وإلا سيعود لهم ويخبرهم، عدل عن معلومته، وأعطاه البيان من المكنة التي كانت لا تخرج ورقاً، ثم عاد صاحبنا للموظفة إياها، فقالت له اعمل بعض الإجراءات، وعملها وظن أنه انتهى، ففوجئ بعد ذلك أنها تقول له اذهب بقى لمكان ما في حدايق القبة لتنفيذ الفصل على الكومبيوتر مع أن لديها كومبيوتر، ولأنه لا يعرف السببب قرر أن يذهب في اليوم الثالث إلى هذا المكان، وأترككم للمقال التالي، لأكمل لكم باقي القصة، والحكم لكم، العيب فين؟
المختصر المفيد ناس تخاف ما تختشيش.