الأقباط متحدون - رحلة الأقباط في استعادة الدولة المصرية من الجزية وحتى ثورة يونيو
أخر تحديث ٠٠:٠٧ | الخميس ١٦ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ٦ | العدد ٣٣٥٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رحلة الأقباط في استعادة الدولة المصرية من الجزية وحتى ثورة يونيو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خاص – الأقباط متحدون
قدمت صحيفة "الحياة" تقريرا صحفيا، عن وضع الأٌقباط منذ القرن التاسع عشر، في عهد سعيد، وحتى ثورات الربيع العربي، فقد حمل لهم عصر الخديوي سعيد، قرار هاما وهو إسقاط الجزية عنهم وإلحاقهم بالجندية لأول مرة منذ مئات السنين، الأمر الذي زادهم وطنية وارتباطا بالبلاد.

وعلى الرغم من ذلك فإن دورهم الإداري كان محدودا في هذه الفترة، بسبب أن البعثات التي أرسلها محمد علي إلى الخارج لم تتضمن أحدا منهم، على الرغم من ثراءهم الاقتصادي في هذه الفترة.

أيد الأقباط الثورة العرابية منذ بداياتها، نتيجة الشعار الجديد الذي رفعته "مصر للمصريين"، ما أتاح مساحة أكبر لهم، في بلادهم. إلا أن الاحتلال البريطاني، بدد هذا الأمل بسياسة "فرق تسد" التي اتبعها بينهم وبين المسلمين.

زاد الأمر فرقة انتشار فكرة "الجامعة الإسلامية، التي دعا إليها مصطفى كامل، مما دعا الأقباط إلى الالتجاء لـ"الهوية القبطية"، في المقابل. ومحاولة إحياء اللغة القبطية. كما تم في هذه الفترة اغتيال بطرس باشا غالي أول رئيس وزراء مصري مسيحي، حيث رأى الأقباط أنه قتل بسبب هويته. ولكن هدأت الأمور بعد تبادل عقد المؤتمرات القبطية والإسلامية.

عقد بعض وجهاء الأقباط اجتماعا، بعد ثورة 1919 وأرسلوا لسعد باشا زغلول لمناقشته في ضم بعض الأقباط إلى وفده المسافر لمفاوضة الإنجليز –حيث كان يخلو منهم في البداية- ووافق زغلول على اختيار شخصية قبطية للسفر ضمن وفده. ولكن أهم ما شجع الأقباط في هذه الفترة مقولة سعد زغلول عن وضع البلاد، بعد الاستقلال التي أكد فيها أن موقف الأقباط "يكون شأنهم شأننا، لا فرق بين أحد منا إلا في الكفاءة الشخصية".

ولكن ما أن هدأت ثورة 1919 حتى عادت الطائفية برأسها من جديد، الأمر الذي دفع الأقباط إلى الهجرة، والانسحاب من الحياة السياسية والدخول في ما يشبه العزلة داخل أسوار الكنيسة. ولكن كان نتيجة ذلك ازدياد حركة هجرة الأقباط إلى الخارج، أوروبا وأستراليا، وبخاصة أميركا وكندا، ليظهر ما يعرف بأقباط المهجر، وفعالية التيار القبطي المتطرف بينهم.

وعلى الرغم من ندرة الأحداث الطائفية في عهد عبد الناصر، إلا أن الأقباط كان لدى الأقباط عدم ود أو شعور بالراحة تجاه العروبة أو بالفكر القومي العربي، والإحساس الأول لدى بعض الأقباط هو القبطية ليس كديانة أو كمذهب ولكن كهوية أيضا.

وفي عصر السادات، الذي استثمر التيارات الدينية المتطرفة، تعاظم في المقابل المقابل تعاظم التيار الديني القبطي حتى وصل الأمر في نهاية عهد السادات إلى غياب مفهوم الدولة، حتى أصبح الشيخ متولي الشعراوي زعيم المسلمين، والبابا شنودة زعيم الأقباط، حيث انتهت هذه الحالة بحوادث فتنة أعتقل إثرها البابا شنودة. وبعض الرموز السياسية.

بعد تولي مبارك الحكم، أسس لفكرة، وجوده أو وجود التيارات الإسلامية المتطرفة، وبالتالي قبل الأقباط تأييده "على مضض"، إلا أن هذا التأييد وصل في النهاية إلى حد الصدام بعد العديد من الحوادث الطائفية وحرق الكنائس، وخطف الفتيات القبطيات من قبل التيارات الإسلامية، مما دفع الشباب القبطي للانغماس في المشاركة في ثورة يناير. معترضا بذلك على سياسة البابا شنودة، وخارجا على مبدأ "على ابن الطاعة تحل البركة".

وعند شعور الأقباط والقوى المدنية بوجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري، ووصولهم للحكم، وبدؤوا في الحديث عن عودة الجزية، شارك الأقباط بقوة في ثورة الثلاثين من يونيو، لاستعادة الدولة المصرية، والإطاحة بالإخوان.

والآن عاد الأقباط للعيش في أمان "في كنف الدولة المصرية، لكن لشباب الأقباط آراء أخرى، فلم يعد مقبولاً أن تكون الكنيسة هي الناطق الرسمي باسمهم، كما أن المشاكل العالقة والملفات المؤجلة أصبح من اللازم على الدولة معالجتها".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter