بقلم: لطيف شاكر
تستعد الدولة حاليا لانتحابات مجلس الشعب , والكل يترقب ويعد عدته ويرسم خططه للفوز بكرسي بمجلس الشعب او مجلس الحكم ,ليس حبا في الوطن او خدمة للموطن الذي لايعرفوه الا عند التصويت فحسب , ثم بعد ذلك يتنكروا له ويبتعدوا عنه, والهدف هو وجاهة سياسية كنائب للشعب و للمكاسب الرخيصة من وراء الكرسي ,حيث تفتح له الابواب الموصدة في كل اجهزة الدولة ليغتنموا الثروات الهائلة وتضخيم الحسابات بالبنوك وامتلاك العمارات الشاهقة والشقق الفاخرة والسيارات الفارهة .
هذا بالنسبة للحالمين من افراد الشعب والذين يجيدون لعبة الانتخابات , اما بالنسبة للتيارات الدينية واحزابها فالامر مختلف تماما ,انهم لايريدون البيضة الذهبية التي يفوز بها الحالمون ,انما يريدون الدجاجة كلها ,فيخططون للاستلاء عليها , والقفز علي السلطة تحت ستار الدين وبالوعظ والهداية والتقوي الزائفة , للفوز بالاغلبية البرلمانية التي ستكون من نصيبهم حتما .
وهنا يبدأ الصراع بين الدين والدولة وبين حاملي مباخر الدين وبين الذين ينادون بالدولة المدنية , ويكون المال كالعادة هو الفيصل الحاسم والسيف البتار لمعركة كسب الاصوات , والتيار الديني له القدرة من خلال التمويل الخارجي من الدول المتربصة لمصر , والفوز باغلب المقاعد في ظل الاوضاع المتردية والاقتصاد الذي لحقه الضعف والهوان , منتهزين الفرصة لاغراء المصوتين بالمال والطعام وحاجة الاسر المحتاجة والمتلهفة علي سد اعوازهم وحاجتهم للمال وهم يمثلوا القاعدة الانتخابية الواسعة خاصة في الاقاليم .
وطبقا للدستور فان مجلس الشعب له الصلاحيات العديدة في توجيه مقادير الامور ومصائر الوطن , ومن خلال الاغلبية الدينية سيتحقق لهم فرض اجندتهم , وتنفيذ مخططاتهم المريبة وعن طريقه سيصلوا الي مآربهم طبقا للدستور وبغطاء شرعي لالبث فيه .
هذا ..فضلا عن المصاريف الباهظة لتغطية عمليات الانتخابات من اعداد واشراف وتجهيزات ضخمة ,والبلد علي حافة الافلاس ولا نكذب علي انفسنا ومن يقرأ التقارير العالمية يتأكد من هذه المعلومات والحل الآن هو ارجاء الانتخابات الي وقت مناسب يعلمه الله وحده .
قد يقول قائل بهذا ستعود مصر الي حكم الفرد (الديكتاتورية المقنعة ) ؟ اذكرهم بحكم المطرود محمد مرسي حيث احاط نظامه بالمجالس التشريعية "مجلس شعب و مجلس شوري" ,وماذا كانت النتيجة الوخيمة علي مصر ؟
وايهما افضل ياسادة حكم الفرد الحالي ام حكم المجالس التشريعية السابق ,وربما يخطر علي البال الامر سيختلف لان اعضاء المجلس الجديد ستكرس للوطنية , وهذا مردود عليه , كيف والحال لم يتغير ولاشك ان اليوم كالبارحة ومازال الاخوان متسترون برداء السلفية فهم وجهان لفصيل واحد , ومتواجدون بقوة في كل مرافق الوطن بلا استثناء بل ازدردت قوتهم وقويت شوكتهم وعلت كلمتهم ,بداية من وضع الدستور مرورا باختراقهم للامن والقضاء اضافة الي التعليم والاعلام ...وهذا يكفي لخراب مصر ورجوعها القهقري .
ان كلا من الحكم الفردي والحكم بالمجلس التشريعي الان في مصر كلاهما مر ,ولكن افضل المر ان يبقي الحال ماعليه ويكون حكم الفرد علي ان يعزز حكمه بمستشارين حكماء من كل التخصصات مشهودا لهم بالكفاءة وغير محسوبين علي تيار معين وولائهم لمصر فقط ,واختيار حكومة واعية حيادية مستقلة عن كل التيارات علي ان يؤخذ في الاعتبار تاريخهم الوطني وانجازاتهم في مجال عملهم وحسن سيرتهم وغير موالين لتيار معين او فصيل ملوث .
اما مايقال عن خريطة الطريق فالخريطة ليست كتاب نزل من السماء ,انها مجرد آمال وطموح من اجل وطن حر ومستقبل افضل , لكن اذا كان النظام وهو في طريقه الي تحقيق الخريطة قد ضلت منه البوصلة ,فلزاما ان يكتشف طريق أخر مناسبا لظروف البلد الحالية وصولا الي الهدف المنشود , ان خريطة الطريق وضعت من اجل الوطن والمواطن وليس العكس , وكما يقول المثل كل وقت وله آذان ,ولكل مقام مقال ,لابد ان يكون الخريطة تتوافق مع الحاضر والمستقبل ولفائدة المواطن وحماية الوطن.
ولابد ان نغض الطرف عن القيل والقال وكلام العالم الخارجي زاعمين ان مصر بلا معارضة وتحكم بالديكتاتورية الفردية, فهذا شأننا وبناء علي ارادة جماهير الشعب ولو بعمل استفتاء او تظاهرات ضد الانتخابات او التلويح من خلال الاعلام والنخب المستنيرة من خطورة الانتخابات في الوقت الراهن حقنا للدماء وحفظا لسلام الوطن .
ان انتخابات مجلس الشعب في هذه المرحلة تمثل خطورة جسيمة ولن تمر الانتخابات بسلام , بل ستكون فرصة للارهابيين باحداث الفوضي بالبلاد والاصطدام بالدولة , مما يسفر عنه دماء كثيرة وتخريب المنشأت وفقد الامن والامان للمواطن , وهذا مااستقرأه من خلال الاحداث الجارية في البلد والاوضاع المتردية امنيا واقتصاديا وسياسيا وما يحيط بحدود الوطن من تهديدات خطيرة , ستجر البلد الي امور لاتحمد عقباها .
وعليه فان الانتخابات القادمة هي بمثابة قنبلة موقوتة ستدمر مصر ونهاية للثورة وبداية لحرب ضروس وزعزعة الامن الداخلي وتفشي التيار الديني الاخواني والسلفي وانتشار الارهاب ..
نصيحتي كمواطن يحب وطنه ومهموم بهمومه ....لاداعي من انتخابات مجلس الشعب حاليا حتي تستقر الامور وإلى أن يقضي الله أمرا كان
مفعولا ...مرة اخيرة اوقفوا انتخابات مجلس الشعب في الوقت الحاضر.