الأقباط متحدون - ماسبيرو ودموع الأهالى .. وقيادة بلا ضمير ولا تبالى
أخر تحديث ٠٣:٠١ | الاربعاء ١٥ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ٥ | العدد ٣٣٥٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ماسبيرو ودموع الأهالى .. وقيادة بلا ضمير ولا تبالى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم: سمير حبشـــــى
الليل و الأقباط أقارب ، العرق البارد والنار و حزن الأيام  والأقباط  أقارب ، يدفعون الحزن بمجدافين ولا يملكون  القارب ، يحاولون هدم جدران الظلم  ، يصاهرون  نار الأيام مع ظلم الحكام .. حملوا صليبا أقوى من أسلحة الأرض ، ويقولون نعرف  كيف نحارب  .. يا قبطى  بساعات الضيق ، وبلا هتاف ولا تصفيق ، تحول من فى الدبابات أرانب .. القوة ليست فى الدبابة  ..  إيمانك يا قبطى يحولها كجناحى ذبابة .. مهما قتلوا أو دهسوا وصرخوا ألله أكبر أو أنشدوا على ربابة .. أرواح شهدائك يا قبطى تشكل من النور سحابة .. تصعد فى تيه وفرح لتسكن فى أحضان القديسين مهابة .

وبالرغم من أن يوما بعد يوم ، تفتح الأيام طاقاتها لتلقي بنا خارج أحلامنا التى تضيع ، وتتسرب كالماء من بين الأصابع .. وقرنا بعد قرن ، ومن حاكم بعد حاكم ، منذ دخول العرب الغزاة مصر ، ونحن فى  دهاليز الظلم المستمر  ، وليل طويل يعيشه أقباط مصر ،  و لا شاطئ  لنا سوى نزيف الدم والألم المستمر . كانت تخدعنا سلامة طويتنا  ، فنصبر لأننا نعلم أن الله قال لنا : " فى العالم سيكون لكم ضيق " ،  يوما بعد يوم تدفعنا الأحداث إلى يقظة  أكثر من ذى قبل  ،  فننهض من النوم  فى أحضان الكنيسة ، التى دائما كالأم الحنون تغطى جراحاتنا بالقدسيات .. نهرول يقظين ونتخبط فى جدرانها الأربعة  ، ونحن نتلقى على أكتافنا سياط  الظلم المتكرر .. وفى يقظتنا عرفنا أن الله القدوس الموجود بين الجدران الأربعة ، موجود فى كل مكان .. وعلى هذا خرج أقباط مصر ليقابلوه فى شبرا ، وفى التحرير ، وأمام ماخور الإعلام العفن " مبنى ماسبيرو " .. ليكون الله شاهدا على  ما يحدث فى غفلة من ضمير الإنسانية ، من خراب الضمائر ، وزرع الحزن على وجوه أقباط مسالمين ، بزهق أرواح أعزاء عليهم ، خرجوا فى إنتفاضة يحملون السلاح الوحيد عندهم وهو الصليب ، فيقابلون الموت الجماعي تحت عجلات مصفحات الجيش ، الذى كان يقوده شيطان يسمى بطنطاوى .. والذى جعل في وطنى كُل مسيحى متهم !! ، فمن خط بالقلم ، ومن قرأ كلمات الحرية بصوت مسموع ، ومن بكى بالدموع ، حتى من حمل العلم ، هذه هى تهم العصر التى أصبحت موجهة لأقباط مصر .. ولن ينسى أقباط مصر، ذكرى مذبحة ماسبيرو ففي التاسع من أكتوبر ۲۰۱۱ ، والتى جرت تحت سلطة المجس العسكري في ذلك الوقت، وسقط خلالها شبابٌ أبرياء تحت عجلات سيارات مدرعة ، شاهد العالم كله كيف كانت تتابع أجساد شبابٍ قبطي مسالم في إصرار على دهسه والفتك به ، بينما كان هناك قناصة أخرون يفتكون بأجساد شباب أخرين ، بطلقات حية قاتلة بحسب تقارير الطب الشرعى الموثقة . ثم إعلام يبث سموم العنصرية ، ويذيع أكاذيب دموية تحرض على قتل الأقباط  ..

إن التاسع من أكتوبر من كل عام ، أصبح صورة واضحة وذكرى لثلاث جرائم ، فعلها المجرمون مع سبق الإصرار والترصد ، الأولى : القناصة ، الذين كان هدفهم هو قلوب الشباب الحر المسالم أبناء مصر الشرعيين ، والثانية : العربات المصفحة ، التى كان هدفها هو فرم أجساد طاهرة  تهتف تحيا مصر ، وبالروح والدم نفديك يا صليب ، والثالثة : مذيعة صوتها يجلجل من ميكروفون هو صوت السلطة ، تطلب من خلاله قتل الأقباط ، وحماية الجيش المصرى من الكفرة الذين يقتلون الجنود البواسل ، حتى يخال إليك أن وحشية الأقباط قد فاقت وحشية داعش .. ولولا أن الله القدير ، كشف الأكاذيب وأنقذ الأقباط العزل من السلاح ، لكانت ضحاياهم فاقت الآلاف .. هذا يثبت دائما مقولتى : أن كل من يؤمن بالقرآن مهما اختلف لونه أو مركزه أو سنه ، فمن الوزير حتى الغفير ، ومن القاضى حتى حاجب المحكمة ، ومن قائد القوات المسلحة لأصغر جندى.. الكل يسكن فى داخلهم شخص مسلم ، يؤمن برسالة محمد .. هذا الدين الذى ينتج ذئابا تنهش لحوم المخالفين ، وتطلب منهم العيش في فكر مغلق لا تعديل له او تبديل ، وتطالبهم بقتل الآخر مهما طغت المدنية العالمية على حياتهم اليومية . هذا المسلم بات تتضح ملامحه رويدا رويدا من تحت ملابس السيسى .. الذى أصبح يضع سدادة عدم العدل والمكيال بمكيالين فى أذنه حتى لا يسمع إستغاثة طفلة تقول له : " يا عمو السيسى نفسى أشوف أمى ، رجعلى أمى المخطوفة " فى الوقت الذى يذهب خصيصا للقاء الطفلة حياة أيمن ، التي تبرعت بمبلغ 500 جنيه لصالح صندوق تحيا مصر برفقة أسرتها . وحرص على  لقائها ، وقد قدمت له مصحفا هدية ، كما قدم لها الرئيس السيسي صورة شخصية له موقعة منه شخصيا بناء على طلبها . فماذا كانت ستقدم له إبنة الأم المخطوفه الكافرة غير كتاب كفر .. فهل سيسمع لاستغاثتها ؟؟ !! ، ذهب وزار السيسي السيدة ضحية التحرش في ميدان التحرير ، وقدم لها اعتذارا عما حدث ووعدها بمحاسبة مرتكبى الحادث ،  أما ضحايا الأقباط فى إمبابة ، والأم العجوز تبكى ، ويخرج صوتها من خلال قلب جريح ، وهى تقول : " عروا البنات والستات أمام الجميع وورونا الذل " ولم يهتز للسيسى وجدان ،  لأنه فى عرف المسلم الساكن فى داخله ، أن لحم النساء الكفرة حلال ، ليكحل المسلم عينيه بالنظر والتعدى عليهن .. إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بالحاجة زينب ، والتي تبرعت بقرطها الذهبى لصندوق تحيا مصر، فهل لوكان اسمها المقدسة جميانة كان سيزورها ؟ !! ..

يا إخوتى ناهيكم عن هذا كله ، فالمآسى التى لحقت بأقباط مصر فى الشهور التى مرت عليهم فى أيام حكمه لم يحدث مثلها فى أيام مرسى ، وهانحن نعود نطالب بالقصاص ممن كانوا وراء مذبحة ماسبيرو ، فهل سينظر إلى هذا الملف ، وهو يعرف كل حرف مكتوب فيه ، ومن كان وراء هذه الجريمة ، فقد كان هو قائد سلاح المخابرات العسكرية ، وأحد من يتخذون القرار فى ذلك الوقت ، أم أنه لن يستطيع أن يتحرر من الإنسان المسلم القابع داخل ملابسه  ؟؟ !! ، مما سيجعله يدوس على مشاعر ودموع أهالى الشهداء ولن يبالى !!! ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع