«نورة مجرشي» رسامة سعودية «كفيفه» .. بدأت عالم الرسم منذ سن مبكرة, تقول بأن الداعم الأول لها «معاناتها وعينها» التي فقدتها في سن الخامسة من عمرها , إكتسبت تلك الموهبة منذ صغرها وأستطاعت بدعم من أهلها أن تكمل في موهبتها التي أذهلت الكثيرين من الناس ,, أجرينا معها هذا الحوار لمعرفة إحساس من يملك تلك «الريشة» وماذا يمكنه أن يفعل بها .
حدثينا عن موهبتك ومتى بدأت معك ؟
موهبتي كانت ملازمة لي منذ طفولتي، لطالما جذبتني الألوان والكراسات وكل مايختص بالرسم كالصلصال والألوان المائية والشمعية وجدران المنزل, فكل شيء كان يدعوني لأخلق منه قصة او لوحة، لا أنسى أبدا صغاري الذين صنعتهم من قطع القماش كهيئة دمى، حينها كنت ابلغ من العمر خمس سنوات، بعد إصابة عيني مباشرة.
من كان يدعمك في بدايه موهبتك ؟
أسرتي هي الداعم لي بعد التوفيق من الله، حيث حرصت والدتي على تحفيزي الدائم بالثناء.. وكذلك والدي بتوفير ما قد أحتاجه. بالإضافة لأخوتي وبعض عبارات الإطراء من صديقاتي أو أقربائي كنوع من أنواع المجاملة، كل هذا كان محفز لي ودافع لتقدم أو لأكتشاف ماقد وهبني إياه ربي .. بالمناسبة، أود أن أشكر أيضاً معاناتي وعيني، فهي الباعث الأول لي.
هل كان للمدرسه تأثير في صقل هذه الموهبة ؟
للأمانة، لم تساهم بشكل كافي لربما كان السبب الرئيسي في كون المادة الفنية ثانوية وليس أساسية .فلم تكن تتجاوز حصة واحدة في الأسبوع, بالإضافة إلى أن المادة تحذف نهائيا في الصفوف المتأخرة، ولا أسف عليها كثيرا فلم تخلق تلك الحصص سوى شخابيط وشمس صفراء باهتة في زاوية الصفحة، لا أبخس المدرسة حقها، هذي حقيقتها بالمقابل هي من بخستنا مواهبنا.
ماهي أبرز الرسمات التي تحبذين ان ترسمي لها ؟
أميل لرسم كل ماهو جميل ومريح، كالطبيعة بالإضافة لرسم التجريدي والرمزي اللذان يرميان دائما إلى أمور روحانية.. ساعات كثيرة أجد الرسم متنفسي الوحيد وملاذي الذي افرغ فيه جعبتي كيفما كانت بائسة أو سعيدة وحتى حزينة أو حتى »فاضية وماعندها شغلة».
هل لها علاقه بفكرة أم بموقف أم خيال ؟
بالطبع، كل لوحة تحوي على فكرة معينة تروي وتناقش موقف معين في طور الخيال. فالفكرة تشكل المعنى الرئيسي للوحة ولا تخلو رسمة من فكرة .. فأنا أرسم لنفسي ولغيري.. أي أن هناك رسالة معينة أود أن اوجهها للغير .. ولا ضير أن أخرجها بقليل من الخيال الذي لا ينقص من جمال عذرية الفكرة ..
ماهي الألوان التي تعتمدين عليها في رسوماتك ؟
أستخدم جميع الألوان والأدوات التي تساهم في إخراج لوحتي الفنية .. لا تستغربوا أبدا أن وجدتموني فجأة أتفقد كل ما حاولي لأخلق لي لوحة حتى عيدان الكبريت أستعنت بها مرة لأصنع بيت لصديقتي الورقية.
كيف تصفين علاقتك مع الألوان والرسومات ؟
علاقتي بالرسم علاقة لن يفهمها إلا الفنانين الذين اختلوا بلوحاتهم كأصدقاء مقربين لهم, (ريشتي) هي «رد إعتبار» بالنسبة لي! فهي الرصاصة التي أطلقها في وجه كل من ينظر لي بشفقة او ينتقص من قدري.. لذلك لن يفهم أحد قداسية العلاقة التي بيننا.
هل يمكن للغربة ان تجعل المشاعر خشنة وبالتالي تحضر على لوحة الرسم؟
من وجهة نظري الغربة عنصر نشط دائم لأنتاج لوحة تحاكي أشواقه لبلاده. كثيراً ما يخيل لي، أن المغترب يمكث أوقات كثيرة صامت، أو يتعمد ذلك .. وهذا بالأمر الطبيعي.. «فحنينا دوما لأول منزلي».. ناهيك عن اختلاف العادات والأعراف .. فكيف لو توفرت مثل هذه الظروف لفنان تشكيلي! أرى أنه سيخلق من لوحاته محاورات شعرية يحاكي قسوة تلك الغربة وأشواقه الوطنية وحنينه «لفنجان القهوة العربية».
ما اللوحة التي لم تكتمل بعد ؟
لعلها لوحة تجسد ما أشعر به بالفعل من الداخل، لأني بالفعل لا أدرك حقيقة نفسي.. لذلك لم ولن تكتمل, حقا أنا لا أبالغ، معرفة مقاصد ومطامح النفس صعب جداً ..كثيرا مايطلب مني أن أرسم لوحة تصف ماقد يمكن أن أشعر به، حيال اي موقف ! أعجز حقا في تجسيدها كما يجب .. فكل ما قد أرسمه هو مجرد وصف لحالات مزاجية لا تتجاوز بضع ساعات أو ربما أيام.
الاحساس في الموهبة هو صفة خاصة لا نجدها عند الكثيرين ,, ولكن حضرت وتألقت في أغلب لوحاتك ورسوماتك , لماذا ؟
لعل السبب يكمن في بساطة وصدق ما أرسم. أنا لست خريجة جامعات أو معاهد متخصصة.. قدماي وألواني لم تتجاوز عتبة غرفتي ومع هذا حرصت على متابعة الكثير من الفنانين ومتابعة المعارض الفنية لعلني أجد الفائدة.. لأن الإنسان الذي لا يسعى إلى تطوير موهبته لن يتقدم خطوة واحدة! ولا أخفيك، حاليا بدأت المشاركة في أكثر من جمعية ومعرض فني .
كيف استطاعت نورة ان تتميز وتضع بصمتها بجانب الرساميين السعوديين ؟
ببساطة توفيق من الله فقط. فالتوفيق هي بمثابة «سفينة نوح» سفينة النجاة التي تحمل نجاحتك وتقيها شر أي عواصف محبطة او عبارات لا تتجاوز حدود السخرية، فأنا مستنصرة دائما بالله وهو سيبقى معي ولن يخذلني.
هل تميلين الى اتجاه فني معين في الرسم ؟
حالياً أنا مبتدئة وأطمح لتطوير موهبتي في أي مجال فني.. فلا ضير إن قطفت من كل بستان لوحة ! نعم أنا دائماً أشبه لوحاتي بزهور بستان .. أحبها كثير وأفرح حين أستنشق رائحة ألوانها.. فهي بالنسبة لي أجمل من عطوركم الفرنسية الباهظة الثمن.
هل لديك هوايات اخرى ؟ واذا نعم فما مدى تأثيرها على لوحاتك؟
أحب الخط العربي أيضاً، وأعتقد أنه من يجيد الخط يجيد الرسم. وكلاهما فن جميل. بالإضافة إلى طهو بعض الأصناف كالبيتزا، والمكرونة والباشميل التي لاتخلو من قطع الزينة وكأنها لوحة ماثلة أمامي.
إلى اين يقف طموح نورة مجرشي ؟
نورة مجرشي تطمح ان تكون متصالحة مع نفسها.. وهذا التصالح لا يأتي إلا بالرضا عن النفس والعمل. لذلك ، أنا مشغولة حالياً بالعمل على نفسي وعلى موهبتي لصقلها وتطويرها, فأنا فعلا أرمي لأن يكون لي معرضي ولوحاتي الخاصة، أحلم كثيراً بأن يكون لنا ما كان لغيرنا، أنا لست معاقة ولست كفيفة أنا نورة حمود منحني الله ريشة فنان .
كلمة أخيرة تقدمينها لقراء مجلة ليالينا ؟
مجلة ليالينا.. أشكركم لمنحكم لي فرصة البوح والتعبير.. لعلني فعلاً بدأت أشعر بطعم النجاح وذلك بإهتمامكم بمن أسميت ب «كفيفة».