الشعب الواعى يشجع أبناءه على ممارسة الديمقراطية فى البيت وفى المدرسة، والمثقفون فيه يكونون رأس حربة المدافعين عن الحرية والديمقراطية من كتاب ونقاد ومقدمى برامج وصحفيين وأساتذة جامعات وطلبة وطالبات وقيادات عمالية، عليهم جميعاً من أول يوم أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق، ويؤيدوا الرئيس فى العمل الجيد وينتقدوه فى العمل السيئ، ويكون النقد لاذعاً من أول لحظة إذا اقترب من حقوق الإنسان أو حبس مظلوم.
شلة المنتفعين تقنع الرئيس من أول لحظة بالاشتراك مع المنظومات الأمنية المختلفة، وبأن الحرية خطر عليه وعلى نظامه، وهم لا يعرفون أن الحرية هى الشىء الأساسى الذى سوف يحمى الوطن ويحميه شخصياً، وأن الدول المتقدمة بُنيت بالديمقراطية والحرية.
يجب أن يدافع أعضاء الجمعيات الأهلية عن أنفسهم، ويجب أن يرتفع صوتهم، لأن الجميع يجب أن يعلم أن المصريين هزموا الإخوان بسهولة، وأن مصر لم تصبح سوريا أو العراق أو ليبيا نظراً لقوة المجتمع المدنى الموجود فيها منذ القرن التاسع عشر، وهو موجود فى كل قرية وفى كل ركن. الجمعيات التى أنشأت المدارس ودور الثقافة علَّمت المصرى حب الوطن واحترامه وأهمية الحفاظ عليه، وعلَّمته المواطنة والمساواة بين الجميع ودافعت عن حقوق الإنسان. محاولة السيطرة على العمل المدنى تضعف المجتمع، ويجب أن يقال لأى رئيس فى أى بلد بوضوح إننا نحميك ونحمى الوطن فى جو الحرية، وسوف نموت ويموت الوطن إذا ضاقت الحرية.
البرلمان هو ممثل الشعب، ويجب أن يكون قوياً وحراً يحترم الدستور ويراقب السلطة التنفيذية، بدءاً من الرئيس والوزارة وكل الأجهزة الأمنية والسيادية، ويحول الدستور إلى قوانين تنفذه.
الجامعة والشباب والأندية والنقابات هى قلب الوطن النابض، ويجب أن يكون رأيها مسموعاً ونترك لها الحرية. انتقاد الرئيس من اللحظة الأولى ضرورة حتى يتعود على ذلك، ويعرف أنه لا أحد فوق المساءلة. شكر الرئيس واجب أيضاً حين يقوم بعمل جيد وحين يحترم الدستور والشعب. ويجب ألا نهاب الجماعات المتطرفة التى أخافت الأنظمة فقيَّدت الحريات.
يجب أن يعرف الرئيس أن الشعب كله بممثليه فى البرلمان وفى كل منظمات المجتمع المدنى هم أصحاب الوطن وهم المدافعون عنه، وأنهم قد اختاروه وعليه أن يكون عادلاً ولا يقيد الحريات، ولو ظهرت أى بادرة من أى جهة لتقييد الحريات عليه أن يقف أمامها، وعلى الجميع أن ينتفض فوراً ولا ينتظر لحظة لأن الديكتاتورية يصنعها أشرار يريدون أن يحولوا أى رئيس إلى ديكتاتور يسيطرون عليه ويخيفونه طول الوقت من الشعب.
الشعب ومثقفوه عليهم واجب وطنى بحماية الديمقراطية، وأى رئيس يجب أن يعلم أن الشعب هو ظهيره الحقيقى، هو الذى انتخبه والذى سوف يسير وراءه لو أبعد شلة الأشرار.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك
نقلا عن المصرى اليوم