بقلم باسل عادل | الأحد ١٢ اكتوبر ٢٠١٤ -
١٤:
٠٧ م +02:00 EET
داعش
بقلم باسل عادل
قد يكون ظهور الأنواع المتعددة من التيارات الإسلامية المتطرفة المتشددة خطراً محدقاً على وحدة الأوطان، كما أنه متلازمة مستمرة لتشويه جلال وعظمة وسماحة منهج الإسلام، أسماء إرهابية متعددة لعقيدة واحدة، وهى التغيير بالقوة واقتراف العنف والقتل، وكل ذلك باسم الجهاد فى سبيل الله!! افتراض المنكر ثم اختلاق معادلة دموية لتغييره باليد.
حولنا داعش، وفى أفريقيا بوكو حرام، وفى سيناء أنصار بيت المقدس، وهناك ظل القاعدة فى كل مكان، ومن قبلهم التكفير والهجرة وجند الله والجماعات الإسلامية المتشددة، وعلى ظلال هؤلاء تقف مجموعات من السلفية الجهادية جاهزة فى كل الأوقات لتوريد قوى بشرية من الإرهابيين الذين تجرعوا كره المجتمع والنظام، ومن ثم تكفيره وإخراجه من معادلة الإنسانية، وكذلك المدارس ذات الوجه الحسن والضمير المتربص كالإخوان.
القضية تكمن صعوبتها فى تفسير مختلف للدين، كل يحمل دينه الذى يراه، كل يمتثل لأوامر الخالق ولكن بطريقته وبتفسيره الخاص، القضية فكرية بالأساس، فهى عابرة للأديان، إذ إن هناك أيضاً مسيحى متطرف، كما يوجد كثير من اليهود المتطرفين، حتى الوثنيون من بينهم متطرفون كثر يظهرون ويختفون فى كل بقاع العالم، الفكر هو المشكلة والفكر هو الحل أيضاً!!
كثيراً ما تمركزت الأنظمة السياسية العربية التى تواجه إرهاب الفكر الأصولى المتشدد المغلوط حول كيفية وأد تلك النزعات الانفصالية وموجات العنف لكنها لم تفكر يوماً بجانب ذلك أن تستفيد من تلك التيارات الموتورة وأعراضها المصاحبة، لم يرسم قادة الوطن العربى يوماً خريطة محددة لتضاريس الإرهاب الفكرى، ولم يضعوا تصوراً موحداً لمواجهته، ولكنك تراهم يضعون خططاً مشتركة لمواجهة فيروس الأنفلونزا، أو حتى لمواجهة الثورات التى تنادى بالديمقراطية وتداول السلطة!! وكأن إرهاب الفكر والتطرف ليس له نفس الآثار المعدية!
أمريكا وظّفت كل تلك الأخطار، واستفادت منها، ونحن العرب نقبع فقط فى مربع دفع الثمن.
من المفهوم أن داعش وإخوته خطر داهم وداء عضال، ولكنها أيضا قد تكون دواءً، أليس من الداء الدواء؟! هل فكّر الوطن العربى يوماً فى انتزاع الدواء من تلك الأمراض المنتشرة فى أوصال مجتمعاتنا؟ هل عزموا يوماً على عقد مؤتمر جامع لمواجهة الإرهاب، ويكون فاعلاً منتجاً، ولماذا لا تكون مواجهة داعش وأمثاله ذريعة مهمة لقيام حلف عربى عسكرى قوى أو حتى جيش مشترك بقيادة مؤسسيه، وهنا لا يستطيع النظام الدولى إقامة معركة سياسية مضادة لوضوح رؤية الجيش المشترك ونبل مقصده؟ هل رصدت الدول العربية ميزانية موحدة لمواجهة الإرهاب البدنى والفكرى؟ هل اتفق المسلمون على توحيد جهات الوعظ وتمازج الأزهر والفكر الدينى السعودى وباقى الدول الإسلامية ووصلنا لرؤية مشتركة موحدة لصياغة تفسيرات صحيحة للأحاديث التى يتم استخدامها فى غير موضعها لقتل الأنفس وذبحها؟ هل فكَّرنا فى إعدام التفسيرات الفقهية المتشددة؟ هل وحَّدنا مناهج الدين الإسلامى فى المدارس لدولنا العربية، كل هذه الفرص تفوتنا الآن وتغتنم أمريكا وحدها الفرصة.
نقلآ عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع