الأقباط متحدون - كلهم ابو بكر البغدادي
أخر تحديث ٠٣:١٩ | السبت ١١ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١ | العدد ٣٣٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كلهم ابو بكر البغدادي

كلهم ابو بكر البغدادي
كلهم ابو بكر البغدادي

بقلم : مجدي جورج 

 

نعم فحكامنا في منطقتنا العربيه سابقهم وحاليهم ، قديمهم وحديثهم كلهم دواعش ، فكل منهم داخله داعشي ، صغر ام كبر هذا الداعشي ولكنه يظهر في حالات معينه فتكتشف فجأة انك ليس امام حاكم ينفذ القوانين التي اقسم علي تنفيذها ولا الدستور الذي اقسم علي الحفاظ عليه ولكنه ينفذ  شريعة الغاب التي لم يألفها البشر .
 
انظروا الي العراق منشأ ومنبت داعش الم  يحكمها  صدام حسين  بالحديد والنار وهو الذي ضرب شعبه  الكردي في الأنفال بالأسلحة الكيميائية فاباد الالاف منهم  وهجرهم من مدنهم وقراهم  واستقدم العرب من جنوب العراق  ليستولوا علي هذه المدن  والقري وهو الذي اذل وهجروقتل ودمر مواطنيه الشيعه فهل يختلف صدام حسين عن ابوبكر البغدادي ؟  
ونور المالكي من بعد صدام لم يكن  هو الاخر اقل داعشيه فهو الذي سمح ببروز مليشيات شيعيه قامت بالاقتصاص من البعثيين ومن السنة ففجر بتصرفاته تلك موجه عنف لم تنتهي بعد بالعراق وأوجد تربة خصبه للأفكار الداعشيه كي تنتشر وتتغلغل بين سنة العراق .
 
ثم لو انتقلنا الي سوريا المجاورة فقد قام حاكمها السابق حافظ الأسد باسم القوميه العربيه والقوميه منه براء بضرب مدينة حماة بالمدفعية الثقليه لان الاخوان وهم (داعشيون أيضاً) ضربوا قواته وجنوده وشرطته في حماة ونتج عن ذلك مقتل الالاف من سكان حماة وقد تصرف حافظ الاسد مثله مثل صدام حسين دفاعا عن حكمه وعن طائفته فكلاهما كان طائفيا دواعشيا بامتياز  . وجاء من بعد حافظ  ابنه بشار لكي يتصرف هو الاخر بداعشيه اكثر مع خصومه من الداعشيين الارهابيين الذين قدموا اليه من كل صوب وحدب .
 
وانظروا أيضاً الي ليبيا فقد حكمها سابقا داعشي شرس وهو معمر القذافي مارس القتل والتدمير والاخفاء القسري لمعارضيه حدث هذا مع منصور الكخيا والإمام موسي الصدر  ومارس  أيضاً سبي النساء واستعبادهن لأغراضه الجنسيه الشاذه .
 
حتي مصر الأكثر مدنينه ربما من هذه الدول حكمها دواعش بدايه بالسادات الذي رأي قتل الاقباط ولم يفعل شيئا بل تهكم علي مقتل اكثر من مائه منهم في الزاوبه الحمراء وقال انها مشكله بسيطة ناتجه عن مياه وسخه  نزلت من بلكونه  علي اخري فتسببت في مشاجرة ،  وظل السادات يمارس داعشيته متناسيا الآلام وعذاب الاقباط الي ان قتل بيد داعشي اخر من الذين رباهم ودعمهم لتثبيت أسس حكمه . 
 
ومبارك من بعده الذي ارتضي بقتل مئات الاقباط هو الاخر داعشي بامتياز رأي بآم عينيه مقتل وتهجير مئات الاقباط علي مدي ثلاثين عاما من حكمه ولم يفعل شيئا الي ان اقتلعه دواعش الاخوان بعد سيطرتهم علي ثورة يناير .  
وفي تركيا كان ولاتها وحكامها  سابقا  اكثر داعشيه وأشرس من ابو بكر البغدادي وصحبه فهم من قتلوا اكثر من مليون مواطن ارميني وهم من قتلوا وشردوا الالاف الأكراد وطاردوهم في الجبال . وحاكم تركيا الحالي هذا الاردوغاني هو المؤسس والممول الأساسي للدواعش وهو الذي يمنع أكراد تركيا من الالتحاق بأكراد سوريا لقتال داعش ومنعها من السيطرة علي مدينة كوباني الكردية السورية .
 
ثم ان السعودية والإمارات التي يصفها البعض بانها الدول الأكثر اعتدالا الان قامت هي أيضاً بتمويل ومساعدة عدد من المتظمات  الارهابيه كجبهة النصرة وأحرار الشام  وغيرها والتي انبثقت عنها داعش وذلك كله بحجة إسقاط النظام السوري  ولكنها في طريقها للخلاص من النظام السوري مارست أسوأ انواع الاستئصال  والقتل لمعارضيها .
 
قد  يستغرب البعض ويقول ولكن كان هناك استقرار مع صدام والأسد والقذافي ومبارك وغيرهم  من حكامنا السابقين وهنا فإنني  أرد عليهم وأقول :
نعم كان هناك استقرار لان الداعشيه كانت كفعل محتكر من الحاكم فقط فهو الوحيد الذي يمارس الفعل الداعشي او يعطي هذا الحق لبعض مساعديه ولكن لان هؤلاء الحكام هم إفراز هذه الشعوب وهذه الشعوب تعكس الثقافة والفكر الذي تنهل منه وبما ان هذه الثقافة وهذا الفكر هو فكر داعشي بامتياز فان الثقافة الداعشيه استشرت بين هذه الشعوب فأصبحت  كراهية الاخر ومحاولة التخلص منه هي الشي الطبيعي وأصبحت المحبة و التعاضد والتعاون بين الناس هي الاستثناء ، لذا رأينا ان  داعش  في العراق وسوريا لم تجد اي صعوبة في تجنيد انصار لها من سنة العراق وسوريا  لان التصنيف الطائفي والأثني  هناك علي أشده فهذا رافضي شيعي وهذا سني وهابي كافري وهذا نصراني يؤمن بثلاثة آلهة وهذا ايزيدي يعبد الشيطان وهذا علوي وهدا درزي ، وهذا عربي وهذا كردي الخ  .
 
الحال في باقي الدول العربيه ليس افضل من سوريا والعراق ففي  المغرب هتفت جماهير الكرة في احدي المباريات لداعش وفي الأردن خرج الشيوخ يكفرون من يشارك في ضرب داعش  وفي  لبنان خرجت مظاهرات مؤيده لداعش ولجبهة النصرة .  وفي ليبيا فان المتطرفين في درنة بايعوا داعش وقد فعلت الشي نفسه القاعدة في بلاد المغرب العربي والقاعدة في شبه الجزيرة العربيه .
 
وفي مصر الحال ليس بعيدا عن ذلك فهناك عديد من الدعاة ومن الاحزاب الاسلاميه أعلنت دعمها لداعش وحرمت قتالها ، وليس ببعيد عن ذلك ما صرحت به الداعية الاسلاميه سعاد  صالح التي كنا نظنها معتدله من قولها ان قيام المنتصر في الحروب بسبي النساء هو امر شرعي ولا غبار عليه مبررة بذلك لداعش قيامها بخطف المسيحيات والايزيديات والتمتع بهن او بيعهن مقابل عشرة دولارات للواحدة . زد علي ذلك فان أنصار بيت المقدس قامت بالذبح والنحر في سكان سيناء سيرا علي نفس منهاج داعش . 
 
حكامنا الدواعش هم منا من مجتمعاتنا تشبعوا بنفس ثقافتنا التي نهلنا منها كلنا ، ثقافة تمجد الذبح والنحر ، ثقافة اقتلوهم حيثما وجدتموهم ، ثقافة تنفي الاخر ولا تقبله ، ثقالة تعتبر الأخر اما كافري او رافضي او يهودي او نصراني او عابد للشبطان  ، ثقافة تجعل حتي من النبات كائنات متطرفه رافضه للآخر فنحن البشر اسبغنا تطرفنا حتي علي النبات فمن علامات الساعه كما ورد في بعض الأحاديث ان الشجر سينطق مناديا المسلم قائلا :( هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ) . ثقافة وتعليم وأعلام تخفي عن النشئ  آيات التعاضد والرحمة والوئام وتحتفي بآيات وأحاديث الكراهية والقتال . 
ياسادة حتي وان قضي علي داعش في سوريا والعراق وحتي ان قضي علي القاعدة في أفغانستان وكل فروعها في باقي الدول العربيه فإننا سنظل نعاني من الارهاب لان غيرهم سيخرجوا علينا غداً مكفربن  ورافضين وقاتلين للاخر طالما ظلننا نعيش في نفس الثقافة .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع