أين ذهبت مسلاتنا؟ ترك الأجداد لنا ٥٥ مسلة، لم يعد باقياً لدينا منها سوى خمس مسلات!
بكل أسف أهدى محمد على باشا سنة ١٨٧٧ مسلة إلى إنجلترا، تم نقلها خلال أسطوانة عملاقة حديدية تعوم فى الماء، وتم جرها بباخرة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى لندن!
وبنفس الطريقة تم نقل مسلة أخرى إلى نيويورك!
أغسطس قيصر سرق مسلة المعبودة إيزيس إلى روما ٥٥ ق.م، ثم تبعه كاليجولا وسرق مسلة تحوتمس الثالث ٣٠ق.م وهى الآن فى ميدان القديس بطرس بروما.
عمرت عواصم أوروبا بالمسلات المصرية.. لندن.. نيويورك.. روما.. باريس! إنها المسلة التى أهداها محمد على لفرنسا.. إنها إحدى مسلتى معبد الأقصر، تبقت لنا واحدة تبكى فراق أختها وتقول: كيف يعطى من لا يملك لمن لا يستحق!
لدينا مسلة فى أسوان لم يكتمل تشكيلها بسبب تصدع أصابها! وزن هذه المسلة ١١٦٨ ألف ومائة وثمانية وستون طناً! والله كانوا عمالقة!
كانت المسلات تنحت من الجرانيت لسببين:
١ - ساعات زمنية أثناء النهار.
٢ - إصبع الإله الواحد المكسو برقائق الذهب تشير إلى السماء بالتوحيد «إيمحوتب».
مصر بمسلاتها مازالت تعيش فينا.. إنها المآذن وقباب الكنائس.
نهبوا مسلاتنا، كما نهبوا ذهبنا وفضتنا «اليهود» وما زال ذهبنا منهوباً حتى الآن! نصيب مصر من ذهب منجم السكرى ٢٪! من هذا الأجنبى الملعون الذى وقع على هذا العقد نيابة عن مصر!
من هذا الأجنبى الملعون الذى فكر وصمم وأمر بنقل تمثال رمسيس الثانى «أعظم ملوك مصر» من ميدان رمسيس وألقاه بعيداً فى ميدان الرماية! مصر كانت حتى ٢٠١٣ تحت الاحتلال الأجنبى من حكامها «الأوفياء».
المواجع بالمواجع تذكر، هو ذا لورد كارنارفون مع هوارد كارتر نهبا مقبرة توت عنخ آمون كما جاء فى اعترافات حفيد اللورد، وقد أحس المصريون فى ذلك الوقت ١٩٢٢ بهذه السرقات، عبر عنها أمير الشعراء مخاطباً اللورد كارنارفون:
أخا اللوردات سمعت لغوا
فعذرا للغضاب المحنقينا
يقول الناس فى سر وجهر
ومالك حيلة فى المرجفينا
أمن سرق الخليفة وهو حى
يعف عن الملوك مكفنينا؟!
ذلك لأن إنجلترا سرقت الخليفة وحيد الدين حيا من تركيا، فليس صعباً عليها أن تسرق توت عنخ آمون وهو ميت!
سرقوا بناة الأهرام وقالوا نحن بناة الأهرام!
والهرم قبل مجىء إبراهيم بألف عام
سرقوا حِكَم أمين موبى المصرى، ونسبوها لسفر الأمثال العبرانى «برستد- فجر الضمير».
سرقوا أناشيد إخناتون ونسبوها لمزامير داوود التوراتى!
سرقوا بطولات تحوتمس الثالث ونسبوها لداوود العبرانى التوراتى!
وما زال النهب مستمراً، والمسؤولون عاجزين.. يتفرجون ولا أقول يشاركون.
waseem-elseesy@hotmail.com
نقلا عن المصري اليوم