رأت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع تأمين المكانة الإقليمية لمصر فى الخارج، رغم أوضاع حقوق الإنسان فى بلده، التى وصفتها الصحيفة بأنها لاتزال «تحت ضغط شديد».
وقالت الصحيفة، فى تقريرها أمس الأول، إن اللقاء بين السيسى ونظيره الأمريكى، باراك أوباما، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، لاقت ترحيباً جماعياً من قبل العديد من المصريين، مضيفة أن الأمر كان بمثابة «اعتراف دولى بزعيمهم والثقل الإقليمى للبلاد».
وأشارت الصحيفة إلى وصف أوباما العلاقات مع مصر بأنها «حجر زاوية مهم بالنسبة للسياسة الأمنية للولايات المتحدة».
ووصفت الصحيفة تعليقات أوباما بأنها تمثل «تغيراً ملحوظاً فى اللهجة المتبعة بين البلدين بعد عام من العلاقات المتوترة بين القاهرة وواشنطن فى أعقاب أحداث ٣٠ يونيو».
وتابعت الصحيفة: «لاتزال أوضاع حقوق الإنسان والحريات السياسية فى مصر تحت ضغط شديد، كما أدى التمرد المسلح، من قبل المتشددين فى سيناء ضد الجيش والشرطة، إلى سقوط مئات القتلى من الجانبين منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣».
وذكرت الصحيفة أنه مع دخول السيسى الشهر الخامس فى منصبه كرئيس للجمهورية، ساعدت مجموعة من الفرص الجيوسياسية والتدابير الاقتصادية المحلية على توطيد حكمه ورفع آمال المصريين بشأن العودة إلى الاستقرار وتوفير فرصة للازدهار.
وأضافت أن السيسى «لا يظهر أى علامة على تخفيف القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية، وإن كان يشعر بأنه أكثر أمنا»، مشيرة إلى إضراب العشرات من السجناء السياسيين عن الطعام احتجاجاً على احتجازهم.
واعتبرت الصحيفة أن لقاء أوباما بالسيسى كان بمثابة «انتكاسة» لمنتقدى السيسى، قائلة إن هؤلاء يفضلون رؤيته منبوذاً باعتباره «قائد الانقلاب الذى لا يرحم، والمسؤول عن قتل المئات من المدنيين»، على حد تعبير الصحيفة.
ووفقاً للمحللين السياسيين، حسب الصحيفة، فإن حرب واشنطن الجديدة ضد تنظيم «داعش» قد أجبرت الجميع على إعادة تقييم التحالفات الإقليمية، «وهو ما جاء فى صالح السيسى ونظامه الذى يكافح الإسلاميين».
ويقول المراقبون إنه على الرغم من التمرد فى سيناء، فهناك تصور بأن الاستقرار بدأ يعود مع تبخر جماعة الإخوان المسلمين، والذى جاء نتيجة كل من الممارسات الأمنية الصعبة والانخفاض الحاد فى شعبية الجماعة، كما ورد بتقرير الصحيفة.