الأقباط متحدون - لسنا مجتمع ذكوري يا باسنت
أخر تحديث ١٣:٠٠ | الاربعاء ٨ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٨ | العدد ٣٣٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لسنا مجتمع ذكوري يا باسنت

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
أذكر أن أول مرة ترددت كلمة مجتمع ذكوري في أذني، كانت على لسان إحدى اللاتي كنا صديقاتي وقتها، لم أفهم ماذا تقصد؟ ولم أهتم كثيراً بما تقول، لكن مع تردد الكلمة على لسان البعض فيما بعد وقولها على لسان الصديقة باسنت موسى مسؤولة التحرير عن جريدة الأقباط متحدون الإلكترونية- كما تفضل أن تلقب- أخذت أتأمل، هل تظن باسنت ومن يرون في المجتمع ذكورياً أن المجتمع يضطهد المرأة؟ يبدو هذا صحيحاً بل يبدو أن لهم حق فيما يذهبون إليه، نعم المجتمع ذكوري ووحشي حيال المرأة.

ولكن مع أخذ الفكرة في رأسي وردها وتدويرها، فأنا لست من أولائك الذين يسلمون بالمعطيات، وجدت أننا لسنا مجتمع ذكوري يا باسنت، هذه هي الحقيقة المجردة، ودعيني أستغل ليبراليتك وأطرح عليك مثل هذا الطرح لنقاش بيني وبينك علني، هل المجتمع الذي يهمش الأقباط نستطيع أن نعتبره مجتمع إسلامي؟ خاصةً وأن هذا يحدث بلا جدال في بعض الأحيان

هل تنكرين أن المجتمع المتهم بالذكورية يعامل الرجل المسيحي معاملة سيئة في بعض الأحيان؟ هل تنكرين أن المجتمع الذكوري يعامل الرجل الفقير بشكل أكثر سوءاً مما تعامل المرأة في بعض الأحيان؟ ألا تتفقين معي أن المجتمع الذكوري لا يقدر ولا يتعامل جيداً مع الرجل المعاق؟ ولا يهتم بحقوقه ولا يعطيها له؟ ألا ترين أن الرجل نفسه في المجتمع الذكوري هذا قد لا يحصل على حقه من ضابط شرطة أو ذوي نفوذ أو سلطة.

دعيني أدخل معك تلك الدائرة الافتراضية، رجل يضايق المرأة لأنه ذكوري ونفس الرجل لأنه مسيحي يلقى مضايقات من آخر مسلم، وقد تكون من أخرى، والآخر المسلم الذي قد يضايق في بعض الأحيان المسيحي يقع تحت ضيق من ضابط الشرطة متى تصادما، وضابط الشرطة يضطهد ممن هو أقوى منه، إذن كلنا مضطهدين، يا سيدتي العزيزة كلنا هذا الرجل، المغتال متى وُجِد في موقف ضعف أو صار أقلية عددية أو أقلية في قدرات أخذ الحق، للأسف لسنا مجتمع ذكوري ولكن نحن وهو أخطر، مجتمع لا يقدر ولا يحترم ولا يراعي الآخر مطلقاً.

مجتمعنا للأسف لا يحترم الأضعف، ولأن الأضعف يظن أنه الوحيد الأضعف فيبقى يبحث وحده عن حقه، ولكن وحسبما أرى لو تكاتف الكل على أن يعطي الآخر حقه، حينها وحينها فقط سيصل الحق للجميع، سنعرف أننا لسنا ذكوريين ولسنا مُقصيين للآخر بكافة أشكاله، سنتكاتف ونلتحم للوصول للأفضل، لن يؤذي المسيحي أخوه المسلم لأنه في موقف أقوى

والعكس لن يُقدم المسلم الموتور على إيذاء أخيه المسيحي لأنه أقلية لن تحدث أي محاولة لإيذاء الأنثى لأنها أنثى، لأن الآخر هو الآخر قد حصل على حقه، وبالتالي لن يكن لديه الداعي أن ينتقم ممن هو أضعف منه.

ملحوظة، كل ما تقدم من أمثلة اضطهاد، أمثلة افتراضية، لا أقر بضرورة حدوثها وديمومة حصولها، وعموم استمرار حدوثها، فأنا لا أرى أن ثمة اضطهاد لأحد في المجتمع ممنهج إلا أنه يصب في خانة الانتقام ممن ظلمني.
المختصر المفيد ابدأ بنفسك أولاً


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter