الأقباط متحدون - عندما تحج الحكومة
أخر تحديث ١٠:٣٦ | الثلاثاء ٧ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٧ | العدد ٣٣٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عندما تحج الحكومة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
بقلم   د. غادة شريف
شفت بقى يا حمادة آخرة لساننا الطويل؟.. الحكومة طلعت تحج وهيهرونا دعوات علينا فين يوجعك!.. يا ترى مين هيدعى علينا بإيه يا حمادة.. دائما يكون الخوف من الدعوات المتخصصة، والوزراء اللى طالعين وزنهم ثقيل.. وزير الداخلية.. التنمية المحلية.. الصحة.. الرى.. ده غير رئيس الوزراء!.. يعنى

عندك مثلا وزير الداخلية، ياما انتقدناه وياما اشتكونا.. ده غالبا هيدعى إن ربنا يبتلينى بقنبلة بدائية الصنع.. بس يارب ترسى على بدائية الصنع، لأننا لن نتحمل القنبلة المحشوة مسامير.. لن تترك فينا أشلاء.. ده احنا يا حمادة سنتبعثر ستمائة أشلوء، وإن حاولوا يلموا الأشلوء من هنا على الأشلوء من هناك مش هيعرفوا..

لكن يا ترى بماذا سيدعو علينا رئيس الوزراء؟.. ده راجل حساس ولا يحب أن يقترب منه أحد بالنقد.. أصله خريج مدرسة الجيزويت يا حمادة.. وخريجى الجيزويت يا حمادة تأخذ منهم أكفأ شغل، لكن يعيبهم حساسيتهم المفرطة للنقد.. يرفضونه بشدة ويعتبرونه طعنا فى شخصهم.. بس هو راجل طيب.. طيب بجد فعلا..

غالبا هاصعب عليه ولن يدعو علىَّ.. واحتمال برضه يتذكر صداقته لوالدى فلا يدعو علىَّ تقديرا له.. أصل أنا يا حمادة، لما باتزنق بأشحت على بابا.. وهو يعلم هذا، وينفجر ضاحكا عندما أقص عليه نوادر شحاتتى عليه..

يختلف معى فى إصرارى على أن قلمى هينظف البلد، فهو يعتبر نفسه تجربة حية.. كم وقف فى مواجهة كمال الشاذلى ويوسف والى وعاطف عبيد لكن كان دائما مبارك ينحاز لهم فينصرهم عليه فاستمر الفساد.. دائما يحثنى أبى على أن تكون الكتابة بالنسبة لى نوعاً من التسلية وليس مهمة وطنية كما أفعل، حتى لا يتحرق دمى دون طائل.. وياريتنا سمعنا كلامه يا حمادة.. أهى الحكومة طلعت علينا طلعة حج بربطة المعلم.

. لكن هل تظن أنها سترسو على الدعاء علينا فقط؟.. إنت نسيت رمى الجمرات؟.. أينعم أوكلوا من ينوب عنهم لكنها محسوبة برضه.. طب إيه رأيك بقى إن أنا منذ يومين وتحديدا يوم رمى الجمرة الكبرى حسيت ببوز شبشب رشق فى دماغى..

فكرك يا حمادة ده شبشب مين؟.. رئيس الوزراء؟.. أعطى شبشبه لوكيله قبل رجوعه لمصر وأوصاه علىَّ؟.. عندما عاينت مكان الإصابة فى جبهتى ورسمت كروكى للمنطقة اكتشفت أن الطلقة انطلقت من شبشب ٩ مللى، فغالبا هذا كان شبشب وزير الداخلية!..

الحمد لله أننا لم نقل كل شىء ولم نفتح على البحرى قبل سفرهم للحج.. يعنى مثلا لو كنا كتبنا أننا اكتشفنا أن رئيس الوزراء هو الذى يمنع إقالة محافظ الجيزة رغم الخيبة القوية لأنه كان أستاذه فى كلية الهندسة، تخيل بقى كان رئيس الوزراء هيدعى علينا بإيه.. ولم نكتب أيضا أن الحكومة لا تفعل شيئا جادا فى ملف سد النهضة وأن بناء السد يمضى قدما حتى بلغ الآن ٤٠%..

الحمد لله أننا لم نكتب كل هذا قبل سفرهم.. وأعتقد أنه لا داعى لكتابته.. لكن، يقال يا حمادة إن الملائكة تظل محيطة بالعائد من فريضة الحج لمدة أربعين يوما..

يعنى نعمل حسابنا يا حمادة أننا سنلتزم الصمت تجاه هؤلاء الوزراء لمدة أربعين يوما مهما حرقوا دمنا، فنحن لا نحتاج إن حتى ملائكتهم تزغر لنا..عزاؤنا الوحيد أننا لم ننتقد جميع الوزراء الذين ذهبوا للحج.. عندك مثلا الوزير اللواءعادل لبيب.. من بحرى وبنحبوه.. ولو من قبلى وليس من بحرى يبقى برضه من قبلى وبنحبوه.. وكم رشحناه لرئاسة الوزراء اقتناعا بحزمه وكفاءته..

أيضا عندك وزير الأوقاف، دائما نضرب له تعظيم سلام.. يعنى عندما تنطلق دعوة وزير الداخلية علينا بأن ربنا يقطع لسانى طرانشات طرانشات ويرميه للبط، ربما تقابلها دعوة عادل لبيب لى فتتعارك الدعوتان فى السماء، فبدل ما يتقطع لسانى أتعلق من شعرى وخلاص.. وعندما تنطلق دعوة رئيس الوزراء علىَّ بإن ربنا يسخطنى قرد، ربما تقابلها دعوة وزير الأوقاف لى فتتعارك الدعوتان، فبدل القرد أتقلب حمار مخطط.
 
نقلآ عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع