بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
تعد حادثة ماسبيرو من أهم الأحــــــداث التى تعرض لها أقباط مصرعقب ثورة 25 يـناير 2011م،و التى يعتبرها بعض الكــــتاب والمؤرخين مذبحة لها تاريخ،ولاتقل أهمية عن مذبحــة القلــعة التى دبرها "محمد على باشا"(1805- 1848م) والى مصر فى الأول من شهر مارس 1811م للتخلص من المماليك؛والأنفراد بحكم مصر،وحقـق هذا الوالى ما سعى إليه ، وأستطاع تأمـين مصر داخـلياً وخارجياً، وحكمت أسرته البــــلاد من بعده؛ حتى قــــامت ثورة 23 يوليو 1952م،واطاحت بهذه الأسرة،والتى كان من أخر ملوكــــها الملك"فاروق الأول" الـملقب بملك مصر والسودان (1937-1952م).
وتعود أحداث مذبحة ماسبيرو إلى يوم الأحد الموافق 9 أكتوبر 2011م،عندما دعت العديد من الأئتلافات القبطية العديد من الشخصيات القبطية والعديد من بعض القــوى المصرية اللــيبرالية للقيام بمظاهرة، تبدأ من ميدان شبرا حتى ميدان ماسبيرو بشكل سلمى، للتنديد بأحــــداث كنيسة (المرنياب) بمدنية أسوان، عقب هـدمها ووقفها عقب إعلان من محــافظ المدنية المتعصب بإنها غير مرخصة،وهو غير صـادق فما أذاعه ــ حسب ما نشر ببعض وسائل الأعــــــلام- زاد من جــراح وغضب الأقباط،أنطلقت المظاهرة من دوران شــــبرا فى طريقها إلى مــيدان ماسبيرو، وفى طريقها تعرضت للأعتــــداءات من بعض الجماعات، عن طريق إطلاق بعض الأعــــيرة النارية،ورمى الأحجار والطوب على الشباب المتظاهر، إلا أن المظاهرة اســتمرت فى طريقها حتى وصلت الميدان.
وبـعدها أغـلق الجيش الناحية الشمالية تجاه (وزارة الخارجية) واغلق الشارع الجانبى لميدان ماسبيرو الذى يتجه ناحية ميدان عبد المنعم رياض، والجهه الجنوبية ناحيـة الكوبرى (وميــدان عبد المنعم رياض) على الـكورنيش ،والمتظاهريين بالميدان، وبعد دقـــائق معدودة من التظاهر بدأت بعض القوات من الجيش بسحل المتظاهرين،ووصلت لأستخدام المدرعــات الحربية؛وفى ذات اللحظة إذاع التلفزيون المصرى أنباء كـــاذبه لتضليل الشعب حيث قـــالت المـذيعة "رشا مجــــدى" بإن الأقباط يعتدون على الجيش المصرى"وتنـــاشد الشعب بالنزول لأنـقـاذ الجيش ، وإذاعة الإذاعة الداخلية لمحطة محمد نجيب وكوبرى القــــبة بإن الأقباط حــــرقوا "المصحف الشريف" واعتدوا على الجيش وتناشدهم بسرعة أنقاذ الجيش. وأنتهت مذبحة ماسبيرو؛ بقــــتل 28 شاب من خيرة شباب أقباط مصر، ووفاة عسكرى من قوات الجيش، بالأضافة للعديد من الأصابات نتيجة عملية السحـل.
من الجدير بالذكر تقدمت 24 أسره مسيحيه من شهـــداء ماسبيرو بـ 24 بـــلاغا للنائب العام المستشار "عبدالمجيد محمود"ضد المشير"محمد حسين طنطاوي" وزير الدفـاع السابق ورئيس المجــلس العسكري السابق، والـفريق" سامي عـــــنان" رئيس أركان القــوات المسلحة وعضو المجلس العـسكري، واللواء "حــــمدي بــــدين" قــائد الشرطة العسكرية الســابق ــ فى عهـــــد دولة الإخــوان تولى منصب الملحق العسكرى بدولـــة الصين ــ و اللـواء" إبراهيم الدمـــاطي" قـــائد الشرطة الحالي لأتهامهم بقـــتل المتظاهرين وأحــــداث عاهــــات مستديمة بالمتظاهرين اثناء تظاهـرهم في ميــدان ماسبيرو، وذكـروا في بلاغــاتهم التي أخـذت أرقــام من ( 3618) الي( 3634 ) بلاغات النائب العام لسنه 2012م انهم فقـدوا أبناءهم في الأحداث، ورغم مرور أكثر ثلاثة سنوات على الاحداث، إلا انه لم يتم تحديد أو الإعـــلان عن المسئولين في أرتكـاب جرائم القــتل والإصابات المختلفه بين المتظاهرين.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل ماسبيرو لغز؟هل القضية غير مكتملة الاركان،هــل لم توجد الأدالة الكافية؟
وبالرغم من أحداث ماسبيرو وتوابعها قدم الأقباط صورة مشرفة فى ثورة 30 يونية 2013م،ونتيجة لذلك دمرت الجمــــاعات الأرهــــابية كنائسهم وأديـرتهـــم عن طريق الحـرق والتدمير والسلب والنهب، والقـتل لشبابهم و خطف بناتــــهم ونسائهم،وولكنهم صمدوا مع باقى الشعب المصرى والجيش من أجل الوطن، و تحـــقيق خارطــــة الطريق من وضع الــــدستور والانتخابات الرئاسية التى جاءت بالرئيس المشير "عبد الفتاح السيسى" رئيسا لمصر،فى يونية 2014م،وقــدموا الأقباط مع أخوانهم المسلمين صورة آخرى فى كلمـــة الرئيس الرئيس بهيئة الأمم المتحـــــدة فى 24 سبتمبر الماضى شهـــــد لها العالم أجمع،هـــؤلاء هم أصل المصريين أقباط مصر!
وأخير ما يغضب الأقباط عودة الأعلامية المذيعة "رشا مجدى" ،كما عاد أيضا وزير الإعلام السابق "أسامة هيكل "ليتولى رئاسة مدينة الإنتاج الأعلامى؟ هل مكافــأة ؟ هـل تحدى لمشاعر الأقـباط ؟ وهل تظل العدالة غائبة تجاة الأقباط ؟ وأن غابت العـدالة البشرية فيــــثق الأقباط فى العدالة الإلهية! نريد الصلاح لمصرنا الحبيبة لتقـــف شامخة بين الأمم ،وتعـــود روح الــمودة والمحبة بين جميع طوائف شعبها،لتدفق مشروعات التنمية الاقتصادية ـ مشروع قنــاة السويس الجديد ـ والاجتماعية والسياحية لتعود بالخير على شعبها الأصيل وها ما نتمناه.