الأقباط متحدون - طلاب السلطة وطلاب الإصلاح
أخر تحديث ٠٥:١٨ | الاثنين ٦ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٦ | العدد ٣٣٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

طلاب السلطة وطلاب الإصلاح


فى مثل هذا اليوم من عام 1973 ردت مصر اعتبارها وانتصرت على إسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة، وفى مثل هذا اليوم أيضاً من عام 1981 قامت جماعة الجهاد باغتيال الرئيس «السادات» وهو يحتفل بالذكرى الثامنة لانتصاره. كان حادث «المنصة» من أكثر الأحداث دراماتيكية فى تاريخ الصراع على السلطة بين شركاء ثورة يوليو 1952: الضباط والإخوان والفصائل الإسلامية التى انبثقت عنها. فلأول مرة تُنحِّى هذه الجماعة والذين معها موضوع الدعوة والزحف على مؤسسات الدولة جانباً، وتطرح بشكل مباشر فكرة «الاستيلاء على الحكم» كوسيلة أنجع لتحقيق ما أطلقوا عليه المشروع الإسلامى، ظهر هذا التوجه جلياً فى كتاب الفريضة الغائبة الذى سطره «عبدالسلام فرج» قائد تنظيم الجهاد حينذاك. ورغم اغتياله لرئيس الدولة لم يستطع التنظيم تحقيق هدفه فى الوصول إلى الحكم بسبب عجزه الكامل عن تحريك الشعب بعد إتمام عملية الاغتيال، إذ وقف المصريون يومها يتفرجون على ما يحدث دون أن يشاركوا فيه، وتراوحت مشاعرهم بين الغضب والحنق على ما قام به خالد الإسلامبولى ورفاقه، أو الرضاء بسبب الابتلاء الذى وضع «السادات» نفسه فيه بعد قرارات سبتمبر الشهيرة عام 1981.

ويُعد الدكتور «صالح سرية» قائد تنظيم الفنية العسكرية الوحيد الذى سبق «عبدالسلام فرج» إلى طرح فكرة الاستيلاء على الحكم، لكن محاولته فى هذا الاتجاه باءت بالفشل عام 1974، وتم القبض عليه وإعدامه، ويظهر فى تجربة «سرية» صدى واضح لأفكار الأستاذ «سيد قطب» التى اشتمل عليها كتابه الأخطر «معالم فى الطريق». نبّهت هذه التجارب الدموية المصريين إلى أن الإخوان طلاب حكم عكس ما كانوا يرددون، وأنهم مع ضباط يوليو لم يشكلا أكثر من طرفى صراع ينابذ كل منهما الآخر من أجل الاستحواذ على السلطة، وأن الرصيد الشعبى الذى كوّنته الجماعة اعتمد فى الأول والآخر على توفير حلول بدائية أو شعبية تعوض غياب دولة «يوليو» أو فشل مؤسساتها فى إشباع حاجات المواطنين. وقد مكّنتهم هذه الشعبية من اعتلاء السلطة بعد ثورة يناير 2011، ليظهر الوجه الحقيقى للجماعة ويفاجأ المصريون بأنها أعجز من الدولة المترهلة الرخوة، وهو الأمر الذى سهّل الالتفاف عليها والإطاحة بها فى 30 يونيو 2013.

وبعد هذا التاريخ عاد كل شىء إلى ما كان عليه، الإخوان إلى المحاولات المستميتة لاسترداد الحكم، حتى ولو كان بالسلاح، واسترجاع فكرة «معايرة الدولة» العاجزة أو التى غابت أدوارها فى حياة المواطن، ورجع الطرف التقليدى الذى ركب الصراع مع الإخوان طيلة العقود الماضية إلى نفس أدواته القديمة فى «معايرة الجماعة» بإرهابها وشغفها بالسلطة وفشلها فى استحقاق الحكم. إنها لعبة السلطة التى يعيد طرفان مفلسان إنتاج حلقاتها من حين إلى آخر، لتتقاطع أحداث اليوم مع الأمس، الفارق النوعى سوف يظهر فى «الغد»، لأن المصرى لم يعد يقبل فكرة «استمرار الحال على ما هو عليه»، لم يعد يهم المواطن الآن «من يحكم»، كل ما يهمه الإصلاح، وقد تعلم منذ يناير 2011 ألا يراهن على طلاب السلطة، وأن يعلق كل ما فى «جيبه» على «طلاب الإصلاح» والقادرين عليه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع