احتفلت مصر بعيد الأضحى المبارك، أمس، وخرج ملايين المواطنين على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى لأداء صلاة العيد فى المساجد والساحات، وعاشت ٤٠١ أسرة لحظات لم الشمل، بعد الإفراج عن أبنائها المسجونين فى قضايا جنائية، بينما طالبت قوى سياسية الرئيس بالتدخل للإفراج عن شباب الثورة المحبوسين بتهم مخالفة قانون التظاهر، لتكتمل فرحة العيد فى بيوت المصريين.
أدى الرئيس عبدالفتاح السيسى صلاة العيد بمسجد السيدة صفية المجاور لقصر الاتحادية بمصر الجديدة، بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، ومحمد إبراهيم، وزير الداخلية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وكبار قادة القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الدولة.
وأفرجت إدارة سجن طرة، أمس، عن ٤٠١ سجين من المحكوم عليهم فى قضايا جنائية، بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وذكرى نصر السادس من أكتوبر، وأُطلق سراحهم من السجون مباشرة، دون ترحيلهم عبر مديريات الأمن وأقسام الشرطة ومراكزها، كما تجرى العادة فى الإفراج عن المسجونين، ولم يشمل العفو أى سجين سياسى. وردد المفرج عنهم فور النداء على أسمائهم عند بوابة «١٢» بمنطقة قطاع سجون طرة هتافات مؤيدة لرئيس الجمهورية، منها: «بنحبك يا سيسى.. بالروح بالدم نفديك يا سيسى».
فى سياق متصل، انتشرت فى شوارع القاهرة والجيزة لافتات تحمل صور عدد من الشباب المحبوسين فى قضايا قانون التظاهر، وعليها شعار «عيدهم فى السجن»، ونظمت حركتا «الحرية للجدعان» و«جبنا آخرنا» فعاليات ووقفات رمزية، أمس، بالمحافظات عقب صلاة العيد تعترض على استمرار حبس النشطاء، وقضائهم عيد الأضحى خلف الأسوار، ووزعوا على المصلين بيانات تتضمن تقريراً عن كل مسجون وأسباب حبسه، وتفاصيل دخول بعضهم فى إضراب عن الطعام منذ أشهر.
وأعلنت وزارة الداخلية أنها نقلت أحمد دومة، الناشط السياسى المحبوس لاتهامه بخرق قانون التظاهر، إلى مستشفى المنيل بعد تدهور حالته الصحية.
كان دومة أضرب عن الطعام لمدة شهر ثم علق إضرابه منذ ٣ أيام بعد معاناته من آلام بالمعدة والجهاز الهضمى.
وأوضح اللواء محمد راتب، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، أن المتهم أصيب بحالة إعياء شديد وهو ما جعل المصلحة تنقله من محبسه لإجراء فحوصات وتحاليل طبية، خاصة مع إصابته بالتهابات فى المعدة من قبل. وقالت نورهان حفظى، زوجة دومة، إن قوات الأمن منعتها من دخول المستشفى ورفضت السماح لها برؤية زوجها، ومعرفة طبيعة الفحوصات الطبية التى سيخضع لها.
يأتى هذا فيما هنأ عدد من الأحزاب السياسية الشعب المصرى بحلول عيد الأضحى، وطالبت الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالإفراج عن النشطاء المحبوسين، واتباع قيم التسامح والعفو التى يشملها الاحتفال بالعيد.
وطالب حزبا الدستور والتيار الشعبى «تحت التأسيس»، فى بيانين، الرئيس عبدالفتاح بسرعة الإفراج عن جميع سجناء الرأى وشباب الثورة المحبوسين، ومن بينهم دومة، بعد تدهور حالته الصحية.
وقال حزب التحالف الشعبى الاشتراكى إن خطوة العفو عن الشباب السجناء ستؤكد أن الرئيس يستطيع منح فرص أخرى لبناء الدولة الجديدة، مشدداً على أن مناسبة نصر أكتوبر العظيم والعيد أفضل توقيت للعفو الرئاسى.