مينا ملاك عازر
كل عام وأنتم طيبين، كل ذبح حلال وإنتم واكلين، كل عام ومصر غرقانة في بحر الدماء الحلال غير الحرام، دماء الحيوان رغم تلويثها للبيئة والشوارع إلا أنها أهون من تلك التي يريقها مدعي التدين باسم الله.
صحيح كما يقول المصريين أن اللحوم غلى سعرها بعد هروب الخرفان لقطر لكن الفرق بين خرفان العيد وخرفان الإخوان أن دماء خراف العيد تسيل على الأرض أما دماء الإخوان جافة لا تسيل، ومع هذا يَدعون أنها سالت، دماء الإخوان كانت مصانة للرمق الأخيرة إلا أنهم قررروا ألا يصونوها حين قرروا البقاء وقوفاً في وجه الشعب والدولة والنظام، قرروا أن يهدروا دماءهم بأنفسهم
ورغم هذا بقى المتعاملين معهم يحاولون تأمينها إلا أن الإخوان تعاملوا مع الشرطة والجيش الفاضين لاعتصاميهما وكأنهما خرافا، فحاولوا قتلهم محتمين بإدعاء الشرعية، الإخوان خرفان مصر لم يعاملهم المصريين معاملة الخرفان، حاولوا تفريقهم لكنهم أصروا على البقاء يعاندون الحق وبادروا بالقتل، فصار حق الرد مكفول للجميع.
داعش امتداد الإخوان، يظنون أن الأضحى عندهم أضحى طول السنة، ويا ليته أضحى بجد لكنهم لا يضحوا إلا بأضحيات بشرية، أضحيات لم يحللها الله، وكأنهم أصبحوا آلهة، ويندب عليهم الآن زبانيتهم حينما قرر العالم التضحية بهم بغض النظر عن سر التضحية الحقيقي في مقابل إنقاذ العالم من شرهم وبلائهم.
لكن كما كانت دماء الإخوان جافة لا يراها أحد سواهم، كذلك دماء داعش لا يتعرف عليها إلا هم، لا نعرف نتائج غارات التحالف ضدهم، لا نعرف عما أسفرت أكثر من أربعة آلاف طلعة طيران ضدهم لا يخبرنا أحد،داعش تزيد في هجومها على المدنيين، يبيعون النساء، ويستحلون دماء الرجال، تباً لغباء كهذا، لا يفرق بين معاملة الحيوان ومعاملة الإنسان، وحتى معاملة الحيوان يجب ن تكن أفضل من هذا ولو حفاظاً على مشاعر ضعاف القلوب، والبيئة التي نعيش فيها.
أخيراً صديقي القارئ، تستطيع من هنا وحتى نهاية المقال، حيث لك في ذمتي الكثير من الكلام في السياسة، لكنني أفضل أن يكون كلامنا عن الضحية، وضحية الشعب المصري كانت كبيرة بالمليارات لأجل سواد عيون قناة السويس، فهل يغفر لنا الله خطأ اختيار الإخوان؟ ويتوقف هجوم أدنياء العالم علينا، ونخزيهم، وننجح في بث الأمل في عروقنا لتجري مع دمائنا، ونصل لغاية مرادنا وهو الوصول للقمة.
المختصر المفيد كل عام وإنتم بخير.