بقلم: محمد عبد المجيد
القرد هو المواطن ميمون الذي تحركه الميديا، وسائل الإعلام، يميناً ويساراً كالبندول، ولا يرى إلا ماتــُــريه إياه!
لم تتحدث عن غزة منذ عدة أيام، ونسيت تأجيل الحُكم في محاكمة القرن، وغابت عن ذهنك صورة سوزان مبارك، ونسيت ابنــَـيّ مبارك، جمال وعلاء، في الحرب الإعلامية القذرة خلال مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، وغيرها .. وغيرها من مئات الموضوعات التي يــُــنــْـسيكــَـها الإعلام فترة من الوقت، ثم يعيد تذكيرك بها إذا تلقى التوجيهات من القصر أو المال أو .. الكبار!
اليوم كان حديثك عن فنان توفاه الله، وضرب شمال سوريا، ومنطقة تركية عازلة على الحدود، وعشرات اليوتيبيات التي تسخر من السيسي، وتكلفة حفل زواج كلوني في مدينة البندقية!
وغدا سأكون، وتكون، ونكون، مشغولين بتصريح مسؤول عربي، والافراج عن مصريين في قبضة الليبيين بفضل عبقرية الوسيط، وربما شائعة قرب زيارة أمير قطر لمصر، واستعداد مصر لاحتفالات أكتوبر، وقائد عسكري يذيع سرا للمرة الأولى.
وبعد غدٍ سأكون، وتكون، ونكون مشغولين بما أعدته لنا حيتان وسائل الإعلام لتحريكنا يمينا بعد أن دفعتنا يساراً.
لا تقل لي بأنك لست قرداً، وأنك تختار أخبارك بنفسك، وتقرأ عن منغوليا عندما ينشغل العالم بأوكرانيا، وتتابع تطور سنغافورة الاقتصادي عندما تكون الأنظار موجهة إلى مكان أشار إليه القرداتي .. سلام للبيه!
من فضلكم احتفظوا بذكائكم ودهائكم وحــَـنــَـكتـَـكُم، أما أنا فأعترف أنني أول القرود!
طائر الشمال
أوسلو في الأول من أكتوبر 2014