بقلم: مينا ملاك عازر
الانحطاط والبذاءة أصبحا رسالة توجه من الكثيرين لأي شخص يختلفون معه أياً كان نوع الاختلاف، وفي هذا لا يراعي أحد الحدود ولا القيم المجتمعية الراسخة ولا أي شيء، ويتباروا في من يهبط بمستوى أدبه للأسفل، ومن ينحط أكثر فأكثر، ويظن بعض المتجاوزون أن صمت المختلفين معهم لا يعد إلا عجز منهم فلا يزيدهم هذا إلا إساءة وتجاوز في حقهم، مستغلين صمتهم، الكارثة حينما يتحدث أولائك الصامتون فتجدهم ينفجرون فيهاجمون هجوماً عاتياً يظهر فيه مدى كبتهم، وفي هذا هم معذورين إذ هم تملكوا أعصابهم طويلاً ظناً منهم أن أدبهم سيجعل المتجاوزين يختشون أو أن القانون سيردع المتجاوز، لكن هيهات، فالمتجاوز يبقى هكذا حتى يجبر الآخرين للانجرار وراء سقطاته الأدبية أو على الأقل للرد عليه الهجوم بالهجوم، صحيح قد يكون هذا بعدم تجاوز كذلك التجاوز الذي يتجاوزه منعدمي الأدب.
يعني مثلاً في مسألة باسم يوسف وسبه السيسي، تجد أن الحضور في مطاري نيويورك والقاهرة ينقلون على لسان يوسف ما قاله، فهل يا ترى هذا أفاد السيسي أو أساء لباسم؟ لا بالعكس فقد أساء للاثنين واستغل البعض هذا وقال أحدهم ما شتمك إلا من بلغك، وهنا مكمن الكارثة، أن أصبح السيسي سيرته تلكها الأفواه مصحوبة بألفاظ قبيحة غير مباحة ليس شتماً فيه من أصحاب تلك الأفواه وإنما آل إيه بينقلوا الشتيمة!!!؟؟؟.
يا سادة من قال أن السيسي ينتظر منا أن نكون مخبرين على بعض؟ أو أننا أطفالاً نجري ونقول لبابا ده أخويا قال عنك كذا وكذا، متى سنكبر بصراعاتنا عن مصاف الطفولة المتأخرة هذه، والمراهقة المبكرة تلك التي تتلفظ بأقزع الألفاظ من باب إظهار الوجود. يا سادة من قال لكم أن السيسي سعيد بأن يعرف ماذا قاله عنه باسم يوسف؟ لماذا لا ننقل الخير فقط وننأى عن نقل الشر، كم من أزمات كان من الممكن أن تتوقف لو لم ينقل البعض الفاظ وكلمات بين أطراف الأزمة، لا أعيب فقط على من نقلوا أعيب على من ادعى كثيراً الموضوعية والمهنية والأدب حين يتلفظ بتلك الألفاظ، لن اقول ما شتمك إلا من بلغك هنا فالكل مجرم في حق الآخر، من نقل ومن شتم، وما يعجبني بحق صمت السيسي وتجاهل هذا كله، وكأن الأمر لا يعنيه وصار المشتركين في الأزمة كلهم وكأنهم أطفالاً يهذون لا يعبء بهم الكبار في كلماتهم غير المسؤولة.
أما أكثر ما استفزني من اتخذوا مواقف عن السيسي، وقدموا بلاغات وكأنهم وكلاء عنه والمدافعين عنه، بلاغات ضد باسم لمنعه من السفر، وهذا يؤسفني إذ لا يجب أن يتحدث أحد باسم السيسي وإلا نكون قد أبخسنا حق الرجل وأضعنا هيبته، فلو اراد السيسي أن يأخذ حقه بهذه الطريقة لفعل، أما وهو مترفع عن النزال والنزول لهذا الحد المنحط من الشجار، فله ما يريد ونرفع له القبعة، ولا نورطه كما كان يورط البعض مبارك في بلاغات مماثلة تجده مضطر في النهاية للتنازل عنها أو العفو عن المقدمة ضدهم البلاغات أو الصادرة ضدهم أحكام.
المختصر المفيد ليس من حق أحد الحديث باسم السيسي أو الإبلاغ عن أحد دفاعاً عن السيسي.