الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
مرسي
بقلم : مينا ملاك عازر
هناك قطع البث عن كلمات بعض الرؤساء حلال لأنهم يقولون كفراً، ولأنهم يتجاوزون القواعد المعمول بها مع الجميع، ونذكر انقطاع البث عن كلمة مرسي المتهم بالجاسوسية في القمة الأفريقية بأديس آبابا لأنه تجاوز الوقت المسموح به في إلقاء الكلمة ،وناهيك عن أن كلماته كانت تستاهل قطع البث
لأنه يهرتل كعادته، فإن انقطاع البث في هذه الحالة رغم ما فيه من إهانة لمصر إلا أنه مصدر الإهانة رئيسها الذي ظهر بمظهر المخالف، ثرثاراً منتهكاً للقواعد المتبعة.
لكن ما أذهلني أنه وعلى منبر الحريات العالمي، الأمم المتحدة، ينقطع البث عن رئيسة الأرجنتين الناطقة بالحقيقة التي يعرفها العالم، المذهل بقى ليس انقطاع البث وإنما توقيته فلقد تركوها تهاجم قرارات المنظمة المُعتبرة النظام السوري إرهابي والمعارضين له ثوار العام الماضي، ثم العودة في هذا العام
وانقلبت الأوضاع، وهاجمت اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وهو حزب كبير في لبنان، وسردت الأرجنتينية التي فاقت في حرفنتها السياسية حرفنة ميسي في كرة القدم، كل هذا لم يقطعوا البث عنها حتى لما ألمحت للخراب الذي أجرته أمريكا في العراق وأفغانستان لكن أول ما تعرضت لأرد وجان انقطع البث حيث أشارت للدول الداعمة لداعش، والتي يعرفها الكل، فانقطع الإرسال الفضائي، وتوقفت الترجمة.
ولكي تتضح الصورة أكثر فأكثر، تستطيع أن تأتي معي لحيث أهان وأساء الأرد التركي للرئيس المصري ولثورة الثلاثين من يونيو في خطابه لكن لم ينقطع البث على الشامبانزي التركي، وهو يقدم فقرته والتي يبدو أنها أعجبت الباثين أو من ورائهم، لكن حال التعرض للشامبنزي التركي من محترفة
السياسة وصياغة الحقائق في شكلها الحقيقي، انقطع البث حماية له ولكرامته، ولأنهم يبدو أنهم ظنوا أنها ستوثق ما يعرفه العالم من إيواء لمقاتلي داعش وعلاجهم في مستشفيات تركية ما نشرته الصحف الأمريكية نفسها والإنجليزية لكن خشيتهم من أن يوثق هذا رسمياً في الأمم المتحدة جعلتهم يقترفوا ذنب هدر حق الإنسان عن التعبير عن نفسه وآراءه، وهو حق من حقوق الإنسان أدعو الهيومان رايتس ووتش في التحقيق في إهداره، وتقديم تقرير لكن يجب أن يكون صادق وواقعي وليس كالذي قدمته فيما يخص فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين.
كفى العالم محاباة، ونفاق، وبحث وراء المال، والنفوذ والمصالح الشخصية وكونوا صادقين مرة واحدة، اتبعوا الحق، فالحق أولى بأن يتبع.