مسلسلات درجة عاشرة ..مسلسلات الاختطاف فى بلادنا تستخدم أحط انواع السيناريوهات , بدئا من ( هى مشيت بمزاجها ) مرورا ب ( كان فيه بينهم خلافات ) وانتهاء ب ( هى اشهرت اسلامها ) !!
وكل هذه العبارات تصل الى مسامعنا حاملة الترجمة الفورية لها ( اسكتوا خالص وماحدش يفتح بقه !!!)
أنما اكثر هذه الجمل صدقا على الاطلاق هى تلك العبارة الباردة التى يلقيها عليك حضرة الضابط أو المأمور أو حتى سيادة الوزير ويقول لك:
” نحن على تواصل مع الخاطفين !!!”
ما أحنا عارفين يافندم ! عارفين انك على تواصل وود وترحيب غير طبيعى بهذه الحوادث وكأنها نصر شخصى لسيادتك , وكأن أرواح الناس واسرهم وبيوتهم وأعراضهم ..أمورا تستخدمها سيادتك لأخضاع هؤلاء من يسميهم الوطن ( كفرة ) عندما يتظاهرون ويسمونهم (شركاء الوطن ) أوقات الانتخابات والتأييد والتهليل !
فى ذاكرتى وأعصابى وتاريخى الذى لا يتعدى عمره ال3 سنوات من الأهتمام بقضية ( المختفيات ) أحداث وقصص لا استطيع حصرها ..لكنى لا أستطيع نسيان جملة واحدة من تلك الجمل الباردة الخالية من المشاعروالمسئولية والوطنية التى سمعتها على السنة بعض كبار المسئولين وكثير من صغارهم !
الأختفاء يبدأ بعصابات منظمة معروف لنا ولكم هوياتهم والاماكن التى يحتجزون فيها الفتيات بعد التمكن منهن , والطريقة التى يتم بها اخفائهن أمنيا وقانونيا وتوثيق الأختفاء بشهادة تفيد تغيير الديانة ! هكذا ..دون مقابلة , دون معلومات , دون تصريح واحد من صاحبة الشأن ..هكذا تدار الأمور والكل يعرف ..والكل يشارك فى مسلسل البحث والتواصل مع الخاطفين والأستنكار !!
لا أكتب اليوم لأناشد ضمير شخص أو مسئول ..فالضمائر لاتنتظر مناشدة من أحد !!فمن لديه بعض من ضمير ينخزه ويبكته ويمنعه حتى من النوم حتى يؤدى مايعمل مايجب ! سئمنا مخاطبة أشخاص حتى يقوموا بالحد الأدنى من مسئولياتهم !
انما اكتب لأناشد شركاء الوطن ( الكفرة عند اللزوم ) ابطال المسلسل الردىء ..توقفوا عن السؤال والمطالبة ..ولا تتظاهروا ..واذهبوا الى صناديق الأنتخاب وادعموا ( المعتدلين ) الذين سينجحوا فى ابقاء الوضع البائس على ماهو عليه !! وعندما يحتاجكم الوطن كونوا متاحين اكثر من بقية الناس ..لا تظهروا انكم غاضبون ..ولا تقعوا فى الفخ الذى ينصبه اعداء الوطن من المتطرفين ..واصمتوا ..اصمتوا ثانية ..واطلبوا حلا لأزمة فردية ..وانسوا باقى الأزمات ..وانسوا من لم يتحدث عنهم الأعلام , انسوا من غابت ,وانسوا من ماتت !!وانسوا من حملت سفاحا ..انسوا ..
هذا هو الخطاب الرسمى الموجه لشركاء الوطن ..وبصفتى شريكة مثلهم ..أكره هذا الخطاب وأرفضه ..وأحرض كل من اعرفهم على رفضه !! وبصفتى شريكة مثلهم ..أعرف حجمى تماما فى هذا الوطن ..واعرف مقدار مادفعت دما وأعصابا وتضييقا وخناقا ..وأعرف كيف سيكون حال الوطن بدونى أنا شريكة الوطن !! لذا اتحدث من موقع قوة ..لا موقع ضعف !
اغضبوا غضبا راقيا متحضرا ..افتحوا الملفات القديمة واعطوا خيارا واحدا يرضى جميع الأطراف ..دولة قانون ياسادة ! اطلبوا تحقيقا شفافا فى الملفات القديمة ..افضحوا كائنات لزجة قابعة فى مؤسسات قديمة ! افضحوا افكارا طائفية قابعة فى عقول مسئولين كبار!! وافضحوا ايضا تقصير بيوت فى رعاية بناتها ان كان هذا هو الحال احيانا …اكشفوا الجراح بجرأة ..حتى تبرأ !
واطمئنوا …هناك ارادة حقيقية للتغييرعند شرفاء كثيرين ..يعيقها صمتكم ونسيانكم
وهناك ركب ساجدة تصلى لأجل العدل فى هذه الأرض..فثقوا أن يتحقق .
نقلا عن وطني