قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية، إن الضربات الجوية التي تنفذها بلاده والدول الحليفة لها ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" بدأت بالتأثير على المرافق الأساسية للتنظيم، إلا أنها لا تكفي وحدها لالحاق الهزيمة به.
وأبلغ الجنرال ديمبسي الصحفيين بأن الحل السياسي والحملة البرية ضد المتشددين ضروريان في العراق وسوريا، وأنه ستكون هناك حاجة الى حملة برية في كل من سورية والعراق.
وشدد ديمبسي على أنه من الأفضل انجاز المهمة في سورية من خلال المعارضة المعتدلة.
وقدر المسؤول الاميركي أيضا أنه ستكون هناك حاجة الى ما يقرب من اثني عشر الفا الى خمسة عشر ألف مقاتل - يمكن ضمهم من المعارضة المعتدلة في سوريا - من اجل القتال البري في سوريا.
عين العرب
في غضون ذلك، يواصل مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" تقدمهم نحو مدينة عين العرب في محافظة حلب السورية القريبة من الحدود مع تركيا، ويشتبكون مع المسلحين الاكراد الذين يدافعون عنها.
ويمكن مشاهدة الاشتباكات من الجانب التركي من الحدود، حيث اقتحم محتجون اكراد يطالبون بالسماح لهم بالتوجه الى عين العرب (التي يطلق عليها الاكراد اسم "كوباني") للدفاع عنها نقطة حدودية تركية.
وكانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق إن طيرانها الحربي دمر اربع دبابات عائدة "للدولة الاسلامية" واعطبت خامسة في الليلة الرابعة للغارات الجوية التي تنفذها ضد مواقع التنظيم في سوريا.
وفي وقت لاحق، اعلن الامريكيون ان طيرانهم الحربي شن لليلة الخامسة على التوالي غارات جوية على مواقع للتنظيم في سوريا.
وفي العاصمة البريطانية لندن، صوت مجلس العموم لصالح مشاركة القوات البريطانية في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق، فيما اعلنت بلجيكا والدنمارك عن عزمهما المشاركة في الغارات ايضا.
يذكر ان تنظيم "الدولة الاسلامية" ما برح يسيطر على مساحات كبيرة من شمال شرقي سوريا وشمالي ووسط العراق بما فيها مدينة الموصل ثانية كبريات مدن العراق.
وكان مسلحو "الدولة الاسلامية" قد ضربوا حصارا على عين العرب الاسبوع الماضي مما اجبر 140 الف من سكانها على الفرار الى تركيا.
ولكن بعضا من هؤلاء حاولوا الجمعة العودة الى مدينتهم للدفاع عنها، الا ان القوات التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنعهم.
ويقول شهود إن قذيفتين على الاقل سقطتا في الاراضي التركية جراء القتال الدائر حول عين العرب.
"ارهابيون مختلون"
وفي لندن، صوت نواب مجلس العموم البريطاني باغلبية كبيرة - بعد نقاش استمر سبع ساعات - لصالح مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مسلحي التنظيم في العراق.
ومن المرجح ان تشارك ست طائرات حربية من طراز تورنادو في الغارات المذكورة اعتبارا من عطلة نهاية الاسبوع.
وقال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون للنواب "الموضوع يتعلق بارهابيين مختلين عقليا يحاولون قتلنا، وهذا امر يجب ان نتيقن اليه. فاذا شئنا ام ابينا، لقد اعلن هؤلاء فعلا الحرب علينا."
وأبلغ كاميرون النواب بأن التدخل يأتي تلبية لطلب الحكومة العراقية، وهو أمر مبرر لمحاربة ما وصفه بمنظمة ارهابية وحشية. ولم يصدر قرار بتوسيع نطاق الاجراء العسكري ليشمل اهدافا للتنظيم داخل سوريا ، الا ان مراسلنا للشؤون السياسية يقول ان كاميرون اشار الى انه مستعد لدعم مثل هذه الخطوة.
في غضون ذلك وافقت الحكومة الدنماركية على المشاركة في الحملة الجوية بسبع طائرات حربية من طراز ف-16، فيما قالت الحكومة البلجيكية إنها ستشارك بست من هذه الطائرات.
ورحب جوش ارنست الناطق باسم البيت الابيض "بالدعم القوي" الذي شكله للتحالف المناوئ "للدولة الاسلامية" الذي عبر عنه حلفاء امريكا الاوروبيون.
ويقول مسؤولون امريكيون إن اكثر من اربعين بلدا منها عدة دول شرق اوسطية وافقت على الانضمام الى التحالف.
شك
ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف شكك في مدى قانونية الضربات الجوية الامريكية والعربية لاهداف تعود لتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا، لأنها تنفذ دون موافقة الحكومة السورية.
وقال لافروف للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك "نعتقد ان اي خطوة تتخذ على النطاق الدولي بما في ذلك استخدام القوة للتصدي للارهاب ينبغي ان تتم عن طريق التقيد بالقانون الدولي."
واضاف المسؤول الروسي ان هذه الخطوات يجب ان تحظى بموافقة الدولة المعنية، وقال "من المهم جدا الحصول على تعاون السلطات السورية حتى بعد ان اصبحت الغارات امرا واقعا."
وقال "إن استثناء السلطات السورية من الحرب الدائرة في ارضها لا يخالف القانون الدولي فحسب بل يقوض فعالية الجهد العسكري."
الصليب الاحمر
وحذر الصليب الاحمر من جانبه بأن الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وحليفاتها في العراق وسوريا تزيد الوضع الانساني المزري سوءا.
ودعا الصليب الاحمر في بيان اصدره من مقره في جنيف اطراف النزاع الى تجنب استهداف المدنيين وناشدهم السماح لمنظمات الاغاثة بايصال المساعدات الى مستحقيها.