الأقباط متحدون - كانت تتقيأ زوجها!
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٧ | العدد ٣٣٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كانت تتقيأ زوجها!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 بقلم   د. وسيم السيسى

كنا فى مؤتمر علمى بالولايات المتحدة الأمريكية، «لاس فيجاس»، دعانى أحد الأصدقاء لحضور مسرحية اسمها: I DO.. I DO وقبل عرض المسرحية، قدموا لنا العشاء، وكان منظم الحفل يجول بيننا، وطلب من البعض منا أن يخبرونا بالمناسبة التى من أجلها يحتفلون هذا المساء!

قال واحد منا: عيد ميلادى، قال آخر: عيد زواجى، قالت واحدة: ذكرى أول يوم تقابلت فيه مع زوجى، قالت أخرى: لأنى حصلت على الطلاق هذا الأسبوع!

انفجرت ضاحكاً بصوت عال، التفت الكل إلىَّ، نظر المنظر إلىَّ وقال: صدقنى يا سيدى، هذه السيدة أسعد الناس جميعاً، فالكل يحتفلون بمناسبة متكررة كأعياد الميلاد أو الزواج، أما هذه السيدة فقد حصلت على حريتها، وهذا أمر لا يتكرر فى العمر إلا مرة واحدة! طلبت السيدة من المنظم أن تضيف إلى ما قاله شيئاً، سمح لها بذلك فقالت: منذ سنة وأنا أعانى من القىء الذى تحدى كل أنواع العلاج، لم يتوقف إلا هذا الأسبوع حين حصلت على الطلاق! قال لى طبيبى النفسى: كنت تتقيئين زوجك!

إنه فرع جديد فى الطب: Psycmoso MATIC MEDICIN أو الطب النفسى الجسدى، أثر النفس على الجسد!

تساقط الشعر، الصدفية، قرحة الاثنى عشر، القولون العصبى، بعض حالات التبول اللا إرادى، مرض السكر، ضغط الدم العالى، مرض السرطان، صحيح أن هناك عوامل أخرى، كالجينات الوراثية، أو الملوثات البيئية، ولكن من المؤكد أن جهاز المناعة ينهار فى حالات الاكتئاب أو الحزن الشديد.

جوهانسون، جراح التجميل السويدى المعروف، أجرى تسع عمليات فى وجه امرأة دون فائدة، وأخيراً قال لها:

سيدتى.. لن يعيد لوجهك جماله ونضارته إلا حبك للناس!

أذكر أثناء عملى فى إنجلترا.. سيدة تعانى من فشل كلوى، البولينا، الكرياتين، حامض البوليك فى ارتفاع خطير، نظرت إلىَّ وقالت: لن أموت قبل أن يرجع ابنى من سويسرا، وعاد ابنها فى اليوم التالى، وارتحلت للسماء بعد أن رأته وقبلته!

يعرف كل طبيب أثر الأخبار السيئة المفاجئة على الإنسان.. هبوط الضغط مع هبوط ضربات القلب بسبب أثر العصب الحائر على القلب VASO- VAGAL ATTACK جدير بالذكر أن حقنة أتروبين بتعريفة تفرق بين الموت والحياة!

وكما أن للنفس على الجسد آثارها السلبية، كذلك لها على نفس هذا الجسد آثارها الإيجابية، هو ذا الحب صانع المعجزات يفرز فى لعاب المحبين مادة تحميهم من الزكام والبرد والأنفلونزا، هذه المادة اسمها SALIVRRY Immunoglobulin، كما يفرز مادة اسمها P.E.A تجعل أصحابها كأنهم يسيرون فوق السحاب، كذلك.

مادة الأمفاتمين التى تسد شهية الحبيب عن الإفراط فى الطعام فيصبح وتصبح أكثر رشاقة! هل السمنة دليل على غياب الحب؟! ربما!

كما تفرز مادة الإندورفين التى تجعل الحبيب يضحِّى من أجل المحبوب مثل نجيب الريحانى: عشانك إنت أنكوى بالنار وألقح جتتى!

حتى الموت.. يفرز الجسم مادة ضد الموت تحافظ على شنط الانتحار داخل الخلايا Lysosomal bags وتمنعها من الانفجار، أما إذا فقد هذا الإنسان الرغبة فى الحياة، فما أسرع الموت إليه!

لقد عبر عن هذا كله أحد الشعراء قائلاً:

داؤك منك ولا تشعر

ودواؤك معك ولا تبصر

وتزعم أنك جرم صغير

وفيك انطوى العالم الأكبر!

waseem-elseesy@hotmail.com
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع