الأقباط متحدون - إللي بيته من زجاج
أخر تحديث ١٩:٥٢ | السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٧ | العدد ٣٣٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إللي بيته من زجاج

الرئيس عبد الفتاح السيسي و اردوغان
الرئيس عبد الفتاح السيسي و اردوغان

مينا ملاك عازر
لا أخفيك، اندهشت مما قاله الرئيس السيسي للإعلاميين تعليقاً على إساءة أرد وجان له في خطابه في الأمم المتحدة، حيث قال الرئيس السيسي أنه وهو صغير لما كان حد بيضربه كان بيقول له لما أكبر حاضربك، في الأول أدهشتني بساطة الرئيس السيسي وهو يحكي هذه القصة الطفولية عن طفولته، لم يكمل لنا الرئيس أو قديكون أكمل ولم نعرف، ماذا فعل لما كبر؟ هل انتقم ممن ضربوه أم أن صفح وتسامح؟ هذا سؤال أرقني لكن ما أرقني حقاً هو ما الذي يريد السيسي أن يقوله؟ هل يشعر أنه لسه ما كبرشي حتى يضرب أرد وجان تركيا

والضرب هنا بلغة السياسة يمكن أن يكون ضرب تحت الحزام أو إساءة بالغة بنفس القدر الذي أساء به أردو لرئيسنا، هل لم يزل يشعر رئيسنا أنه صغير ولم يكبر؟ لا أظن؟ فهو يعتز بنفسه وبرئاسته لمصر وبثقة الشعب له، إذن ما العلاقة بين الاثنين، بين إساءة أرد له وبين القصة التي ذكرها، هل يريد أن يطمئننا أنه مرٍأد له؟ حسناً فلننتظر.

على كل حال، يبهرني قدرات الأشخاص على التحكم في أنفسهم، وعدم رد الإساءة بمثلها أو رد الصاع صاعين وثلاثة ما دام هذا في طاقتهم، يبهرني حقاً أن يمسك الإنسان أعصابه، ولا يسحق من أمامه ويدمره، وأحسب هذا من شيم الرئيس السيسي خاصةً في مواجهته لأرد

ذلك التافه الذي يتطاول على أسياده المصريين ممثلين في رئيسهم واختيارهم، أرد لا يفهم كيف أن غضب رجال المخابرات غالباً ما يكون غضب المندفعين؟ وإنما الواثقين فرئيسنا واثق الخطوة، يمشي ملكاً، يهدأ ويكمن لفريسته ويصطاده في الوقت الذي يأمن هو لنفسه، فهل يفعلها ضابط المخابرات السابق ويصطاد أرده؟ أم يترفع ويكون من أولائك الذين لا يأكلون الضعاف والمحتمين بأمريكا وأموال قطر.

على كل حال، صمت السيسيي، دفع الله أن ينتقم له حين وقف الرئيس الأرميني سركسيان في الأمم المتحدة، وذَكر أرد والعالم كله بمذبحة الأتراك ضد الأرمن، فانهار البيت إللي من زجاج الذي يقف وراءه أرد،

ويرشق الناس بالحجارة، ويتهمهم بأنهم غير شرعيين وأقاموا مذابح، نسى أرد أن على رأسه ورأس أجداده بطحة، ولا داعي أن يأتي بسيرة المذابح ويده ملطخة بدماء شعبه الذي سحقه في ميدان تقسيمي ويد أجداده ملطخة بدماء الأرمن المذبوحين والبالغ عددهم أكثر من مليون ونصف، فيما يشبه بجرائم التطهير العرقي يا أرد وليس مقتل كما تزعمون ألف أو ألفين مسلح حولوا حياة البشر في المنطٌقة المعتصمين بها لجحيم، خونة لا انتماء لهم للوطن.

المختصر المفيد تحية للرئيس السيسي الذي انتهج للآن المنهج القائل "يخاطبك السفيه لا تجبه فخير من إجابته السكوت، فإن أجبته فرجت عنه وإن لم تجبه كمداً يموتُ" ونحن بانتظار الثأر المخابراتي المصري.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter